يوم التأسيس يُذكرنا دائمًا بتاريخ عزيز على قلوب السعوديين جميعًا، فهو يعنى لنا الكثير.. وطوال تاريخها رسخت المملكة علاقات ود واحترام لكل الأشقاء العرب، فهى تولى اهتمامًا خاصًا لمحيطها العربى».. بهذه الكلمات بدأ السفير عبدالرحمن بن سعيد، حديثه الخاص لـ«اليوم السابع»، بمناسبة ذكرى يوم التأسيس للمملكة، مؤكدًا على أن العلاقات بين مصر والسعودية من نوع خاص، فقد تميزت بقوة راسخة تتجاوز محاولات التشكيك فى متانتها، ومواقف متعددة امتدت لما يزيد على الـ90 عامًا منذ تأسيس المملكة، صاغت فى مجملها تاريخًا ممتدًا لعلاقات راسخة فى المحيط العربى والشرق أوسطى، ميزتها الإرادة السياسية السعودية - المصرية لتعزيز العمل العربى المشترك، والحفاظ على استقرار المنطقة، تلك الإرادة التى تتناسب مع ثقل الدولتين السياسى على الصعيدين العربى والدولى.
وبالنسبة ليوم التأسيس، فوصفه السفير السعودى بالذكرى الغالية على قلوب السعوديين، فهو تاريخ إنشاء الدولة السعودية الأولى التى تعد نواة المملكة العربية السعودية التى أسسها الملك عبدالعزيز، والتى تعيش حاليًا مرحلة جديدة من النمو والاستقرار، مضيفا «إننا نستذكر فى يوم التأسيس ما بذله حكامنا ورجال الدولة السعودية على مدار 3 قرون من تضحيات فى سبيل قيام أول وحدة عربية على معظم اجزاء الجزيرة العربية».
وقال «بن سعيد»: «ما من شك أن المملكة فى السنوات الأخيرة، ومع تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم وطرح ولى العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، تعاظم دورها وأخذ يتسع ليتناسب مع مكانتها، فقد أصبحت المملكة العضو العربى الوحيد بمجموعة العشرين، ما يعكس ثقلها الاقتصادى، ويضعها فى مصاف الدول التى ترسم السياسات الاقتصادية الدولية، كما أن المملكة تُعد أكبر دولة منتجة للنفط على مستوى العالم، ومن أكبر الدول التى تمتلك احتياطيا نفطيا، وقد جاء قرار «أوبك بلس» المدعوم من المملكة بخصوص خفض إنتاج النفط، ليبرز قوة تأثيرها ومحورية الدور الذى تلعبه فى توازن أسواق النفط، مؤكدا أن هذا القرار لم يؤثر على علاقاتها الخارجية.
علاقات المملكة الخارجية.. وبالنسبة للعلاقات السعودية العربية، أكد السفير عبدالرحمن بن سعيد، أن المملكة تولى اهتمامًا كبيرًا لمحيطها العربى، وترى أن تعزيز العلاقات العربية العربية وتوحيد الموقف العربى يمثل قوة للدول العربية على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن على رأس اهتمام السياسة الخارجية السعودية حل الخلافات والأزمات التى تشهدها عدة بلدان عربية، ثم جاءت القمة العربية الصينية بالتنسيق بين المملكة والجامعة العربية، لتؤكد دور السعودية بالمنطقة ودور العرب على الساحة الدولية، وانتهاج المملكة سياسة خارجية متوازنة بما يحقق مصالحها ومصالح المنطقة، خاصة أن الدول العربية تمتلك مقومات وموارد ومواقع جغرافية مهمة تؤهلها لبناء علاقات شراكة مع جميع الدول، ولعب دور مهم على الساحة الدولية.
وبالنسبة للدور المصرى، قال السفير عبدالرحمن، إن مصر هى قلب العروبة ودولة المقر للجامعة العربية، وكان لها دور مهم فى تأسيسها، ومصر بمثابة القوة المحركة والطاقة التى تستمد بها الجامعة قدرتها على العمل، ومما لا شك فيه أن مصر تلعب دورًا محوريًا فى استقرار المنطقة، وتلعب دورًا مهما فى كل الملفات.
القاهرة والرياض.. علاقات تاريخية
أما على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، فأكد على أن البلدين تربطهما علاقات قوية استراتيجية قائمة على أسس ثابتة ويجمعهما تاريخ مشترك، كما تحكمها مصالح مشتركة، إضافة إلى مصالح المنطقة بشكل عام، نظرًا لكونهما الدولتين الأكبر بالمنطقة العربية، وثقلهما السياسى على المستويين العربى والدولى، وما لهما من دور بارز فى تسوية المشاكل بالمنطقة، لذا فإن مصر والسعودية ركيزة العمل العربى المشترك، ودعامتا حفظ الأمن القومى العربى فى المرحلة الحالية على وجه الخصوص.
وحول علاقة البلدين وأهميتها داخل الجامعة العربية، أشار السفير إلى أهمية التنسيق الدائم بين الدولتين وتوافق الرؤى فيما يتعلق بالقرارات الخاصة بالقضايا المحورية، فتطابق سياساتهما تجاه القضايا المهمة، والتنسيق المستمر بينهما، يخدم مصالح العرب بشكل عام، خاصة بما للبلدين من علاقات طيبة مع كل الدول العربية، لذا يكون لهما تأثير فى تبنى القرارات المهمة بالجامعة، مشيرًا إلى الاجتماع الأخير بالجامعة بشأن القدس، تلك القضية التى تحتل أولوية بالنسبة لمصر والسعودية، والبيان الصادر عن الجامعة بالتوافق العربى، لافتًا أيضًا إلى الاجتماع الذى عقده مؤخرًا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، فى بروكسل بخصوص الدفع نحو تفعيل مبادرة السلام العربية التى تبنتها القمة العربية ببيروت عام 2002 ـ وهى مبادرة سعودية تقدم بها الملك عبدالله وتبنتها الجامعة العربية ـ وهناك محاولات مضنية للحصول على دعم دولى لتطبيقها وفى القلب منها إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ومصر لها دور مهم فى الدفع بإعادة تبنى مبادرة بيروت، فالقاهرة والرياض تبذلان جهودًا فى هذا الاتجاه والاتحاد الأوروبى يدعو لتطبيقها أيضا، لأنه يرى فى هذه المبادرة حلًا حقيقيًا لتسوية النزاع بالمنطقة.
وعن دور الجامعة بشكل عام، قال إن الجامعة العربية تمثل المظلة الوحيدة للم شمل العرب، ووسيلة للوصول إلى الحد الأدنى من التنسيق العربى إزاء الملفات المختلفة، وإن كان الدور المطلوب منها أكبر، ولكن ما يتحقق هو المستطاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة