عبدالرحمن حبيب

القصة الشخصية

الخميس، 23 فبراير 2023 11:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يفاجئك أحدهم أحيانا بالحديث عن العيشة واللى عايشنها وكأنه بعيد عن ذلك فيقولك يأ أخى العيشة واللى عايشنها وكأنه لا شأن له. يشبه الأمر فكرة القصة القصيرة. كل ينظر إلى حياته وكأنها قصة قصيرة أو فلنقل رواية، ويشعر في بعض الأحيان وكأنه بمعزل عنها. يفكر في الأحداث التي مرت عليه ويقول ما الذى جرى، وهل هناك أزمات أكبر من تلك التي مررت بها؟ كانت حياتى تسير جيدا حتى حدث كذا وكذا.

إنها القصة الشخصية التي تقف على كتف الإنسان منذ بداية حياته ويبدو وكأنه تودعه أحيانا أو ترشده إلى الطريق، فهل فكر أحدكم ما الذى يجعل رجلا يشعر قرب وفاته باقتراب الأجل، سيقول البعض: إنه إحساسه الذى ينبئه، وأقول إنها قصته الشخصية التي تنبئه، يشعر أنها تنتهى، تخف من على كاهله وتنزاح شيئا فشيئا عن كتفيه.

القصة الشخصية هي التي تجعل الإنسان يشعر بالثقل، وهي الفكرة الرئيسة فيما ذهب إليه ميلان كونديرا، الروائى التشيكى العملاق في روايته ذائعة الصيت "خفة الكائن التي لا تحتمل"، لقد رسم صورة للخفة والثقل، لكن موضوعه الأساسى كان ثقل أو خفة القصة الشخصية.

سيقول قائل وما أهمية أن تكون قصتى الشخصية ثقيلة أو خفيفة والإجابة أنها هي التي تشدك إلى الأرض وتجعلك تشعر بالضغوط، لذا عليك أنت تغادرها بعض الأحيان بسفرية أو العودة إلى البلد، مسقط الرأس، عليك أن تغادر قصتك الشخصية إلى جلسة مع الأصدقاء أو رحلة إلى الصحراء، عليك أن تغير مكانك من آن إلى آخر وتحول مسار قصتك الشخصية إلى دوائر جديدة، تبث فيك الروح والحياة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة