جامعو اللوحات يهاجمون ضريبة الأعمال الفنية.. قاتلة لسوق الفن الفرنسي

حذر ساديوس روباك منسق المعارض الفنية من أن التوجه الضريبي للاتحاد الأوروبي الذي سيرفع تكلفة بيع الأعمال الفنية في فرنسا بشكل كبير "سيكون قاتلاً" لسوق الفن في البلاد".

ويسعى التوجه الضريبى للاتحاد الأوروبي إلى تحديد ضريبة مبيعات السلع، بما في ذلك الأعمال الفنية، بنسبة 20٪ لجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، وأيضًا إخراج "مخطط الهامش" المستخدم على نطاق واسع من قبل التجار الفرنسيين، والذي يقلل من مبلغ ضريبة القيمة المضافة المدفوعة على الأعمال الفنية.

 تم تبني التوجيه بهدوء من قبل المفوضية الأوروبية في 5 أبريل 2022، لكنه لم يلفت انتباه صناعة الفن والتحف الأوسع إلا بعد تقرير نشرته صحيفة Les Echos المالية الفرنسية اليومية قبل يومين ينص على أن قرار الاتحاد الأوروبي اتخذ "بدون دراسة تأثير أو استشارة متخصصين في الصناعة"، يقول عدد من التجار والمزادات الفرنسيين البارزين إنهم لم يكونوا على دراية بالتوجيه حتى هذا الأسبوع فقط.

في حين أن القاعدة تنطبق على جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، إلا أنها ستكون ضارة بشكل خاص لفرنسا، تشهد الدولة حاليًا نهضة في سوق الفن: فقد ارتفعت حصتها من مبيعات الفن العالمية من 3٪ في عام 2001 إلى 7٪ في عام 2021، وهي تمثل الآن نصف سوق الاتحاد الأوروبي، وفقًا لشركة الأبحاث Art Economics، تشمل العلامات المؤكدة على ذلك المعارض الضخمة مثل David Zwirner و Hauser & Wirth الذين افتتحوا مؤخرًا نقاطًا في عاصمتها، وأطلقت Art Basel معرضها في باريس مع نتائج المزادات المزدهرة، التي بلغ العام الماضي أكثر من مليار دولار في فرنسا لأول مرة على الإطلاق. .

يتمثل أحد العوامل الرئيسية لنجاح فرنسا في أنها تفرض أدنى ضريبة استيراد في الاتحاد الأوروبي على الأعمال الفنية، بنسبة 5.5٪، هذا الرقم أقل بكثير من دول الاتحاد الأوروبي الثرية الأخرى ذات الصناعات الفنية الراسخة ، مثل ألمانيا (19٪) وإسبانيا (21٪) وإيطاليا (22٪). قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، كانت ضريبة الاستيراد بنسبة 5٪ في المملكة المتحدة هي الأدنى في الاتحاد الأوروبي ، لكن خروجها من الاتحاد جعل فرنسا منذ ذلك الحين "نقطة الدخول الوحيدة للاعبين العالميين إلى الاتحاد الأوروبي" ، كما يقول فرانك برازان ، مدير معرض Paris  Gallery Applicat

تحافظ فرنسا حاليًا على معدل 5.5٪ لمبيعات الأعمال الفنية التي يتم استيرادها إلى البلاد أو بيعها من قبل فنان إلى معرض، ينطبق معدل ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20٪ نظريًا فقط على الأرباح المحققة من المبيعات الثانوية.

ووفقًا لبرازان، فإن معرضه، المتخصص في فن القرن العشرين وهو "من بين أهم المعارض في فرنسا من حيث السوق الثانوية"، يستفيد بشكل كبير من مخطط الهامش المعرض للخطر الآن ، حيث لا يتم فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20٪ على المشتري أو بائع العمل الفني ولكن يتم حسابه على هامش الربح، حيث يقول: "إما أن ينهار الهامش ، أو تنفجر الأسعار، وفي كلا الاتجاهين، السوق ميت".

أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى 1 يناير 2025 لتنفيذ التوجيه في قانونها الوطني، على الرغم من أن برازان يعتقد أنه من المحتمل أن يدخل حيز التنفيذ في فرنسا ، ما لم يتم إيقافه ، بحلول نهاية عام 2023 ، خلال الميزانية المقبلة.

 يقول روباك إن هذا القرار "سيضع نهاية مفاجئة لنهضة سوق الفن في فرنسا" توجه التاجر الفرنسي الرائد إيمانويل بيروتين بسؤال عبر  إنستجرام أمس للتعبير عن استيائه وهو:"هل يجب أن ندع سوق الفن الفرنسي يُقتل في صمت؟".