اعترضت طائرة مقاتلة وسفينة حربية صينيتان مجهزتان بحمولة هجومية، طائرة تابعة للبحرية الأمريكية فوق بحر الصين الجنوبي، الذى يشهد صراعا على النفوذ بين بكين وواشنطن، بحسب سكاى نيوز.
وفق ما نشرته شبكة "سي إن إن"، فإن المواجهة حدثت الجمعة، فوق بحر الصين الجنوبى، وعلى بعد 30 ميلا من جزر باراسيل المتنازع عليها التى تحوى قواعد عسكرية، وجرى خلالها حوار متوتر بين طواقم هذه الأسلحة.
نقل صحفيون من الشبكة، كانوا على متن طائرة الاستطلاع الأميركية، أن طيارين صينيين تواصلوا مع قائد الطائرة الأميركية، قائلين له: "لا تقترب من ذلك، أو تتحمل كل المسؤولية".
الطائرة الصينية كانت محملة بصواريخ "جو- جو"، وعلى ما يبدو أنهم اقتربوا بدرجة تسمح لهم بالاشتباك بسهولة، ورافقت طائرة الصين الطائرة الأمريكية لمدة 15 دقيقة كاملة قبل الابتعاد عنها بخروجها من المنطقة، كما رصد الصحفيون.
بعد ابتعاد الطائرة فوجئ طاقمها بظهور مدمرة صاروخية صينية تتبعهم، وقال قائد الطائرة الملازم أول سلوتر، إن السفينة الحربية كانت محملة بعشرات من صواريخ أرض جو، وتواصلت معنا، قائلة لنا: "أنت تقترب مني على ارتفاع منخفض، اكشف عن نيتك، أنت تعرض سلامتي للخطر".
ورد سلوتر على السفينة: "الطائرة الأمريكية ستحافظ على مسافة آمنة".
على مدى سنوات، برز بحر الصين الجنوبى كنقطة توتر رئيسية محتملة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى، لأسباب متداخلة:
جزيرة باراسيل التى تم اعتراض الطائرة الأمريكية بالقرب منها، هي موضوع مطالبات إقليمية من الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان.
هذه المنطقة تحوى ممرا مائيا استراتيجيا على موارد هائلة من الأسماك والنفط والغاز، ويمر عبره نحو ثلث الشحن العالمي بقيمة 3.4 تريليون دولار.
تقول الصين إنها صاحبة الولاية التاريخية على كامل البحر الشاسع تقريبا، ومنذ عام 2014 أقامت شعابا مرجانية صغيرة وحواجز رملية في جزر اصطناعية محصنة بشدة بالصواريخ والمدارج وأنظمة الأسلحة؛ ما أثار غضب المطالبين الآخرين.
تشهد منطقة بحر الصين الجنوبي الأشهر الأخيرة مناورات ومناورات مضادة، تقوم بها الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، لتأكيد الوجود والنفوذ.
جزر باراسيل
هي الجزر التي تسمى جزر شيشا من قبل الصين، وتقع في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي، وشرق فيتنام، وجنوب جزيرة هاينان الصينية.
في عام 2016، في قضية رفعتها الفلبين، قضت محكمة دولية في لاهاي بأن مطالبة الصين بالحقوق التاريخية في الجزء الأكبر من البحر ليس لها أساس قانوني.
وتجري الصين تدريبات عسكرية منتظمة في معظم مناطق بحر الصين الجنوبي، وتحتفظ بوجود كبير لخفر السواحل وسفن الصيد في المياه المتنازع عليها؛ الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى إثارة التوترات مع جيرانها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة