أكرم القصاص يكتب: الحكومة‭ ‬وضمان‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬وضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬الفراخ‭ ‬والأرز

الأحد، 26 فبراير 2023 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: الحكومة‭ ‬وضمان‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬وضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬الفراخ‭ ‬والأرز أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬للأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬تحدث‭ ‬تغيرات‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬وارتفاعات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬السلع‭ ‬التى‭ ‬تأثرت،‭ ‬القمح‭ ‬والزيوت‭ ‬والفراخ‭ ‬واللحوم،‭ ‬والتى‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعارها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬يتجاوز بالفعل‭ ‬قدرات‭ ‬المواطن،‭ ‬وهذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬فى‭ ‬جانب‭ ‬منه‭ ‬انعكاس‭ ‬للأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأعلاف‭ ‬والمركزات،‭ ‬المستوردة،‭ ‬وبسبب‭ ‬تأخر‭ ‬الأعلاف‭- ‬بسبب تعثر‭ ‬سلاسل‭ ‬النقل -‭ ‬تأخرت‭ ‬دورة‭ ‬إنتاج‭ ‬الدجاج‭ ‬المحلى،‭ ‬وارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬متجاوزة‭.‬
 
وكان‭ ‬الحل‭ ‬فى‭ ‬الاستيراد‭ ‬بكميات‭ ‬تعالج‭ ‬النقص،‭ ‬لحين‭ ‬استعادة‭ ‬دورة‭ ‬إنتاج‭ ‬المزارع‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬ومع‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأعلاف،‭ ‬وخروج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬مزارع‭ ‬الدواجن‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬حدث‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬المعروض،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب،‭ ‬فارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬وظهرت‭ ‬شكاوى‭ ‬المستهلكين‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدجاج،‭ ‬ومنتجاته،‭ ‬بشكل‭ ‬تجاوز‭ ‬قدرات‭ ‬الأغلبية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الحكومة‭ ‬للتدخل‭ ‬واستيراد‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الدواجن‭ ‬البرازيلى‭ ‬ذات ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬وطرحها‭ ‬بمنافذ‭ ‬المجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬و«معارض‭ ‬أهلا‭ ‬رمضان» بسعر‭ ‬65‭ ‬جنيها‭ ‬للكيلو،‭ ‬لحين‭ ‬استعادة‭ ‬دورات‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭.‬
 
وخلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬كان‭ ‬المواطنون‭ ‬يتساءلون‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬الأسعار،‭ ‬وعندما‭ ‬تدخلت‭ ‬لمعالجة‭ ‬العرض‭ ‬مقابل‭ ‬الطلب،‭ ‬انطلقت‭ ‬منصات‭ ‬التنغيص،‭ ‬لتبدأ‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬بوستات‭ ‬متطابقة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الفراخ‭ ‬البرازيلى‭ ‬تسبب‭ ‬الأمراض،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفته‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬الدجاج‭ ‬المستورد‭ ‬يخضع‭ ‬لعمليات‭ ‬فحص‭ ‬واختبار،‭ ‬ومع‭ ‬تجارب‭ ‬المستهلكين‭ ‬ماتت‭ ‬شائعة‭ ‬الفراخ‭ ‬المضرة،‭ ‬فعادت‭ ‬نغمة‭ ‬جديدة‭ ‬أن‭ ‬الاستيراد‭ ‬يضرب‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭ ‬ويقضى‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سبق‭ ‬وظهر‭ ‬أثناء‭ ‬أزمة‭ ‬مشابهة‭ ‬عام‭ ‬2016، ‬عندما‭ ‬انخفضت‭ ‬أسعار‭ ‬الدواجن‭ ‬عالميا‭ ‬وارتفعت‭ ‬محليا،‭ ‬بمعدلات‭ ‬تتجاوز‭ ‬حجم‭ ‬الارتفاع‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬العلف‭ ‬والمستلزمات،‭ ‬وجرى‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬استيراد‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬لموازنة‭ ‬السوق،‭ ‬وصدر‭ ‬بيان‭ ‬عن‭ ‬مصلحة‭ ‬الجمارك‭ ‬أكد‭ ‬إعفاء‭ ‬معظم‭ ‬المكونات‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬أعلاف‭ ‬الدواجن‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الذرة،‭  ‬فول‭ ‬الصويا، الإنزيمات‭، ‬الإضافات‭ ‬التى‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬فيتامينات، ‬السورجوم‮»‬،‭ ‬لأنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والدخل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬البروتين‭ ‬للمواطن‭ ‬وفرص‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تعثرت‭ ‬بعض‭ ‬المزارع،‭ ‬واختل‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬وكان‭ ‬من الضرورى ‬موازنة‭ ‬السوق‭ ‬بالاستيراد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الدواجن‭ ‬محليا،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بهبوط‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬اكتمال‭ ‬دورة‭ ‬الإنتاج‭ ‬فى‭ ‬المزارع. ‬
 
القصة‭ ‬هنا‭ ‬متكررة،‭ ‬وترتبط‭ ‬بضبط‭ ‬السوق،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬للصناعة‭ ‬المحلية،‭ ‬ومواجهة‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬التى‭ ‬تتلاعب‭ ‬فى‭ ‬السعر،‭ ‬وتعطل‭ ‬قوانين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬الزيوت،‭ ‬والأرز‭ ‬والمكرونة‭ ‬وباقى‭ ‬السلع،‭ ‬التى‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعارها،‭ ‬انعكاسا‭ ‬للأزمة‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مراكز‭ ‬تتلاعب‭ ‬أو‭ ‬تمارس‭ ‬الاحتكار،‭ ‬وتحرص‭ ‬الدولة‭ ‬ممثلة‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الطعام‭ ‬بالتوازى‭ ‬مع‭ ‬شراء‭ ‬المنتج‭ ‬المحلى،‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لطرحه‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬التموين،‭ ‬وأيضا‭ ‬فى‭ ‬المنافذ‭ ‬التابعة‭ ‬للوزارة‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬تصل‭ ‬لـ30‭% ‬ و‭‬يتم‭ ‬طرح‭ ‬زيت‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬التموين‭ ‬بسعر‭ ‬مدعم‭ ‬بـ25‭ ‬ جنيها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬64‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬السلع‭ ‬التموينية،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬الرئيس‭ ‬بالتوسع‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزيتية‭ ‬لزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬إنتاج‭ ‬زيت‭ ‬الطعام‭ ‬المحلى‭ ‬وسد‭ ‬فجوة‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬
 
ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الأرز‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬سعر‭ ‬الكيلو‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬20‭ ‬و22‭‬ جنيها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬اكتفاء‭ ‬ذاتى‭ ‬من‭ ‬الأرز‭ ‬المحلى،‭ ‬واتجه‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬لتعمد‭ ‬حجب‭ ‬طرح‭ ‬الأرز‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬تدخلت‭ ‬الدولة‭ ‬ممثلة‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬والتجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لاستيراد‭ ‬الأرز‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬لزيادة‭ ‬العرض،‭ ‬وإحداث‭ ‬توازن‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬وبمجرد‭ ‬تعاقد‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬أرز‭ ‬مستورد،‭ ‬تراجعت‭ ‬أسعار‭ ‬الأرز‭ ‬بمعدل‭ ‬1000‭ ‬جنيه‭ ‬للطن‭.‬
 
الشاهد‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬يطالب‭ ‬الدولة‭ ‬بضبط‭ ‬السوق،‭ ‬وما‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬هدفه‭ ‬توازن‭ ‬السعر،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬المحلى‭.‬
 
‭ ‬اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منطقا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬وانعكاساتها،‭ ‬باستخدام‭ ‬آليات‭ ‬السوق،‭ ‬والتى‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مبالغة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سعر‭ ‬الدجاج‭ ‬المستورد‭ ‬بعد‭ ‬التربية‭ ‬والذبح‭ ‬والتغليف‭ ‬والكشف‭ ‬والنقل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المحلى‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات،‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬بؤر‭ ‬للتلاعب،‭ ‬يعالجها‭ ‬ضبط‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭.‬
 
وبعد‭ ‬تراجع‭ ‬شائعات‭ ‬تاريخ‭ ‬الصلاحية‭ ‬أو‭ ‬جودة‭ ‬الدجاج‭ ‬عادت‭ ‬نغمة‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الدجاج‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬مصادره‭ ‬أقل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬سعره‭ ‬الذى‭ ‬يباع‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬الترويج‭ ‬لضرب‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية،‭ ‬والمشترك‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الادعاءات‭ ‬ومنصات‭ ‬التنغيص،‭ ‬أنهم‭ ‬يسألون‭ ‬عن‭ ‬قوانين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬ويشكون‭ ‬من‭ ‬الأسعار،‭ ‬فإذا‭ ‬تدخلت‭ ‬الحكومة‭ ‬يزعمون‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬وفى‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬هدفهم‭ ‬تنغيص‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وممارسة‭ ‬الدعاية‭ ‬السوداء‭ ‬والهبد،‭ ‬بينما‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سلعة‭ ‬بجودة‭ ‬عالمية،‭ ‬وبسعر‭ ‬مناسب. ‬
 
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة