قال بابلو نيرودا شاعر تشيلى الوطنى ذات مرة، "يمكنك قطع كل الزهور، لكن لا يمكنك منع الربيع من المجيء".. هذه العبارة "لا يمكنك منع الربيع من القدوم" تعنى أنه بغض النظر عما يفعله المرء، فإن فصل الربيع سيأتى حتمًا مرة أخرى، تمامًا كما تستمر دورة الطبيعة، فالربيع هنا يرمز إلى العديد من الأشياء التى قد نحأول إيقافها، لكنه سيسود دائمًا.
وفاة طبيعة أم مقتل بابلو نيرودا
ولد بابلو نيرودا فى تشيلى عام 1904 وحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1971. لم يكن مشهورًا فقط بشعره وأسلوبه ألفريد فى الكتابة، ولكن أيضًا بموقفه الشغوف بالعدالة والحرية، مما جعله لا يُنسى شكل.
وعلى الرغم من وفاة بابلو نيرودا قبل 50 عامًا، إلا أن اللغز المحيط بوفاته لا يزال دون حل، وما زاد اللغز صعوبة، هو ما كشفت عنه النتائج الأخيرة التى أثارت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان نيرودا قد قتل.
النتائج الأخيرة حول وفاة بابلو نيرودا
فى تقرير نشره موقع tfiglobalnews أشار إلى أن السبب الرئيسى وراء تحول وفاة نيرودا إلى لغز هو أنه توفى فى 23 سبتمبر 1973، أى بعد اثنى عشر يومًا فقط من الإطاحة بالجنرال أوجستو بينوشيه بالحكومة التى كان نيرودا يدعمها، حيث خدم بابلو نيرودا فى حكومة سلفادور أليندي، رئيس تشيلى من 1970 إلى 1973.
فى وقت وفاته، كان بابلو نيرودا يعانى من مرض السرطان واعتبر هذا سبب وفاته. ومع ذلك، بعد تحقيق استمر عقدًا من الزمان فى رفات الشاعر التشيلى المستخرج، أصدر خبراء الطب الشرعى تقريرهم النهائي، الذى كشف عن إصابة بابلو نيرودا ببكتيريا سامة فى جسده عندما وافته المنية، حيث وجد العلماء البكتيريا فى جسم نيرودا، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان قد تم حقنه بها أو تنأول شيئًا ملوثًا.
بالإضافة إلى ذلك، حدثت وفاة نيرودا بعد وقت قصير من انتحار صديقه وحليفه السياسى أليندي، الذى اختار عدم الاستسلام للجيش عندما تمت الإطاحة بحكومته فى سبتمبر 1973.
نظام نيرودا وبينوشيه
بعد انقلاب تشيلي، الذى كان أحد أعنف الآنقلاب فى تاريخ أمريكا اللاتينية، داهمت القوات ممتلكات نيرودا. عرضت الحكومة المكسيكية إخلائه هو وزوجته ماتيلدا أوروتيا، لكنه نُقل إلى المستشفى فى عيادة سانتا ماريا بسبب سرطان البروستاتا. وفى مساء يوم 23 سبتمبر 1973، أعلنت المستشفى أن بابلو نيرودا قد توفى بسبب قصور فى القلب. فى وقت سابق من ذلك اليوم، اتصل بزوجته مدعيا أنه لم يكن على ما يرام بعد تنأول الدواء.
فى عام 2011، أعلن مانويل أرايا، سائق نيرودا فى ذلك الوقت، أن الأطباء فى المستشفى قد سمموه عن طريق حقن مادة غير معروفة فى معدته، وهو تصريح أدلى به نيرودا قبل وفاته.
فى تقرير قدم إلى قاض تشيلي، أكد العلماء أن هناك أدلة ظرفية إضافية لصالح فرضية القتل. على سبيل المثال، استخدمت الديكتاتورية العسكرية بكتيريا مشابهة للسلالة الموجودة فى نيرودا لقتل السجناء فى عام 1981.
كان بينوشيه مدعومًا إلى حد كبير من قبل الولايات المتحدة. وفى عام 2000، نشرت وكالة المخابرات المركزية تقريرًا بعنوان "أنشطة وكالة المخابرات المركزية فى تشيلي"، والذى كشف أن الوكالة قدمت مساعدة مالية للمجلس العسكرى بعد الإطاحة بأليندي. حتى أن وكالة المخابرات المركزية جندت العديد من ضباط بينوشيه كجهات اتصال مدفوعة لوكالة المخابرات المركزية والجيش الأمريكي. حكمت الطغمة العسكرية لبينوشيه تشيلى لمدة 17 عامًا.
ويقول التقرير أنه على الرغم أن بابلو نيرودا كان شوكة فى عيون نظام بينوشيه المدعوم من الولايات المتحدة، وكان صريحًا فى انتقاده لتدخل الولايات المتحدة وكان له تأثير كبير فى أمريكا اللاتينية. إلا أنه قد يبكون من غير المعقول القول إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قتلت بابلو نيرودا.
ويشير التقرير إلى أن القاضى لم يقرر بعد ما إذا كانت التحقيقات الإضافية ضرورية أو ما إذا كان سيستخدم النتائج الحالية لإصدار حكم. ومع ذلك، إذا تم العثور على نظام بينوشيه المدعوم من الولايات المتحدة مذنبًا لقتل شخصية مؤثرة أخرى فى المنطقة، فلن يكون ذلك مفاجئًا نظرًا لتاريخه فى العنف وانتهاكات حقوق الإنسان. المضى قدمًا، على الرغم من أن الولايات المتحدة ربما قتلت بابلو نيرودا، إلا أن تأثيره لا يمكن إنكاره، وإرثه لا يزال قائمًا فى كلماته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة