4 أشهر تقريبا مضت منذ توقيع الرئيس اللبنانى السابق ميشال عون رسمياً على اتفاق ترسيم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل، ووصفه الوسيط الأمريكى عاموس هوشستين، بالاتفاق التاريخى ، بعد سنوات من التفاوض برعاية أمريكية، حيث تم توقيع الاتفاقية فى أكتوبر قبل أيام من مغادرة عون قصر بعبدا بنهاية الشهر نفسه.
وكخطوة أولى للتطبيق العملى لهذا الاتفاق، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، بدء عملية الاستكشاف والأنشطة البترولية في المياه اللبنانية، قريبا وأن أعمال الحفر في البلوك 9 ،جنوبي البلاد، ستبدأ على الفورعقب إتمام المسوحات البيئية وعمليات التعاقدات المرتبطة بالحفر وإطلاق الأنشطة اللوجستية من ميناء بيروت.
وفيما تعلق آمال بلاد الأرز على تلك الخطوة فى إمداد معامل الكهرباء بالطاقة اللازمة؛ ومن ثم حل الأزمة المزمنة التى يعانى منها اللبنانيون لسنوات إضافة إلى فتح أبواب الامل بتصدير تلك الطاقة إلى أوربا مما سيعود بالنفععلى الاقتصاد اللبنانى الذى يعانى بشدة، أكد ميقاتى ايضا أن هذا سوف يكون له أثر إيجابي على المديين القصير والمتوسط، لإيجاد فرص للشركات اللبنانية المهتمة بقطاع الخدمات بمجال البترول، ويوفّر فرص عمل للشباب وخاصة للعاملين في المجال التقني.
إمداد لبنان بالطاقة
وفى السياق نفسه، أضاف ميقاتي، أن شركة (توتال) هي المشغل لعمليات التنقيب وتملك حصة 35% بجانب شركة (إيني) التي تملك حصة 35%، وأوضح أنه في حال اكتشاف كميات تجارية، فإنه سوف يتم تطوير هذا الاكتشاف بالسرعة المطلوبة وإمداد السوق اللبناني وبخاصة معامل الكهرباء بالغاز الطبيعي مما سوف يسهم في تحقيق نمو في الاقتصاد المحلي.
وشدد ميقاتى، على أن تحالف الشركات العاملة في البلوكين 4 و9 سوف يسهم في دفع الاستثمارات بقطاع الطاقة في لبنان قدمًا، وهو استثمار طويل الأمد سوف تواكبه الدولة اللبنانية بحوكمة رشيدة وشفافية مطلقة.
واعتبر أن تحالف هذه الشركات المرموقة عالميًا يعزز ثقة الاستثمار في لبنان بالرغم من الظروف الصعبة الذي يمّر بها، ويضع لبنان في المستقبل على الخارطة النفطية في الحوض المشرقي للبحر الأبيض المتوسط .
وأشار إلى أن موقع لبنان الجغرافي سوف يمكنه من لعب دور محوري، بالإضافة للدول الصديقة بالمنطقة لإمداد الغاز لأوروبا، كما أنه يشجع أيضًا الشركات العالمية على المشاركة في دورة التراخيص الثانية للبلوكات البحرية المطروحة للمزايدة.
ولفت إلى أن الاستثمار القطري في قطاع الطاقة يفتح الطريق مستقبلًا لاستثمارات عربية وخليجية على وجه الخصوص لما في مصلحة لبنان وأشقائه العرب.
اتفاقيات الاستكشاف
وعلى صعيد متصل، شهد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، مؤخرا، توقيع الملحقين التعديليين لاتفاقيتى الاستكشاف والإنتاج في الرقعتين 4 و9 بالمياه اللبنانية.
ويتزامن هذا مع الاجراءات العملية التي بدأها المشغل لتنفيذ أنشطة الاستكشاف والحفر في الرقعة رقم 9 خلال هذا العام، وتتراوح حصة لبنان في حال وجود اكتشاف ما بين 54 % و63% بعد خصم التكاليف التشغيلية والرأسمالية.
وقبل التوصل إلى الاتفاق الخاص بالترسيم بين لبنان وإسرائيل كانت الدولتان تتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً. وتوسطت واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية الخلاف وترسيم الحدود.
أبرز بنود اتفاقية الترسيم
وجاء ضمن أبرز مانص عليه اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بين لبنان وإسرائيل، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان كامل حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
من جهتها، ستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية، اللتين حصلتا في عام 2018 مع شركة روسية على عقود للتنقيب عن النفط والغاز، قبل أن تنسحب الأخيرة خلال العام الجاري.
وبموجب هذا الاتفاق تحصل إسرائيل على "تعويض من مشغل البلوك 9"، بما أن جزءا من حقل قانا يقع خارج المياه الإقليمية اللبنانية، في إشارة إلى شركتي توتال وإيني، مقابل الحقوق العائدة لها من أي مخزونات محتملة في المكمن المحتمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة