تليفزيون اليوم السابع ينفرد بحوار مع المتحدث السابق للملكة إليزابيث.. تشارلز أنسون: 1992 عامها الأصعب بسبب انفصال ديانا وحريق ويندسور.. ولم تُميز مسيحيى الكومنولث على المسلمين.. وكانت عادلة مع جميع أفراد الأسرة

الجمعة، 03 فبراير 2023 12:00 ص

تشارلز أنسون المتحدث الرسمي والسكرتير الصحفى السابق للملكة إليزابيث

حوار رامى نوار

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المتحدث السابق للملكة إليزابيث: انفصال أمير ويلز والأميرة ديانا كان صعب جدا على العائلة المالكة

تشارلز أنسون: الملكة إليزابيث حافظت على صحتها بركوب الخيل والمشى .. اكتسبت حب واحترام العالم كله لها بسبب هدوئها

المتحدث السابق للملكة إليزابيث: الأمير فيليب كان يتحدث مع الناس بمنتهي البساطة ويكسر جمود اللقاءات الرسمية بطريقته الفكاهية

انفرد تليفزيون اليوم السابع، انفرادا حصريا بلقاء مع تشارلز أنسون المتحدث الرسمي، والسكرتير الصحفى السابق للملكة إليزابيث، وهو أول لقاء له مع وسائل الإعلام العربية والمصرية.

وكشف تشارلز أنسون المتحدث الرسمي والسكرتير الصحفى السابق للملكة إليزابيث، خلال اللقاء الذى أعده رامى نوار وقدمه أحمد العدل، عن الكثير من الأسرار والكواليس عن العائلة الملكية، كاشفا أن عام 1992 كان العام الأصعب فى حياة الملكة إليزابيث فعلى الصعيد الدولى شهد سقوط جدار برلين، وتحرير العديد من البلدان في أوروبا الشرقية، وكان لابد من تحسين العلاقات مع أوروبا الشرقية، كما كان عام صعب على العائلة الملكية بسبب انفصال المير تشارلز أمير ويلز والأميرة ديانا.. وإلى نص الحوار

هل يمكن أن تخبرنا بالتحديد عن وظيفتك ومهام عاملك بالتفصيل مع الملكة إليزابيث؟

لقد كنت المسئول الإعلامى للملكة من عام 1990 وحتى عام 1997، وتعتبر من اصعب الفترة فى مسيرة الملكة ووظيفتى كانت التحدث باسم الملكة بصفتها رئيسة الكومنولث ورئيسة المملكة المتحدة بالطبع، وبالتأكيد كان عليا التحدث لوسائل الإعلام عن برامجها وخططها بالإضافة إلى باقى أفراد العائلة المالكة فى مهامهم أمام العامة، لذك كانت فترتى من الفترات المزدحمة فى مهام العائلة المالكة، بالإضافة أيضا أثناء فترة عملى مع الملكة حدث حريق قلعة وندسور، ولقاء الملكة الأول مع الزعيم نيسلون مانديلا، وذهاب الملكة للمرة الأولى إلى روسيا لذلك كانت فترة مهمة لى كمتحدث باسم الملكة وباقى أفراد العائلة المالكة.

ما هي أبرز الأحداث التي عاصرتها خلال خدمتك مع الملكة؟

فترة التسعينات كان بها العديد من التطورات على الساحة العالمية، فى بداية التسعينات كان هناك تحرير الكويت، والإفراج عن نيلسون مانديلا من السجن فى جنوب إفريقيا وعودة انضمام جنوب إفريقيا إلى دول الكومنولث، بالإضافة إلى زيارة الملكة إليزابيث للمرة الأولى إلى روسيا وكان وقت مهم جدا، وكانت فترة مهمة فى حياة الملكة خلال ترأسها للمملكة المتحدة وبالتحديد دول الكومنولث.

لقد قلت ان العمل لدى الملكة لم يكن شرف فقط ، لكنه كان ممتع ايضا، لماذا كان ممتع؟

سأخبرك لماذا كان العمل مع الملكة ممتعا، فى بداية التسعينات كانت الملكة فد تربعت على العرش لمدة 40 عاما كملكة، وعدد قليل من الناس من يكون على الحكم لمدة طويلة كتلك المدة والتي تحولت لأطول مدة حكم لأى ملك بريطاني فى التاريخ، وبعد ذلك لمدة 70 على العرش، فقد كانت ملكة خبيرة وكانت تتعامل مع جيدا معى ومع الجزء الإعلامى الخاص بها، ولكن ما كان جيدا بالنسبة لى فى فترة وظيفتى من 1990 إلى 1997، وكانت بها العديد من الخبرات والمعلومات التي تعاملت فيها مع رؤساء أمريكيين مثل دوايت أيزنهاور وهاري ترومان، وكما تعلم فقد قابلت قادة فى مصر ورؤساء فى الشرق الأوسط، لذلك وظيفتى كانت شرح طريقة الملكة فى التعامل، لذلك حاولت أن أقوم بمهام وظيفتى بسهولة فى هذه الأوقات الصعبة التي مررنا بها.

لقد عاصرت حريق قلعة ويندسور عام ١٩٩٢ المنزل المحبب للملكة.. هل يمكن أن تكشف لنا هذا الحريق وماذا حدث؟

عام 1992 عرف باسم العام الأصعب، وللعلم لقد كانت هناك أوقات عصيبة أكثر علي المملكة اقتصادياً.. وعلي العلاقات الدولية أيضاً، فسقوط جدار برلين، وتحرير العديد من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتأكيد كان 7 يونيو تحسين العلاقات مع أوروبا الشرقية، لذلك كان وقت صعب وعصيب وبالتحديد علي العائلة المالكة، انفصال أمير ويلز والأميرة ديانا، لذلك بحكم وظيفتي كان علي شرح ما علي الملكة أن تفعل، وفي نفس الوقت إبعاد المسائل الملكية الخاصة بعيدة عن المسائل السياسية، لأنها كان عليها العمل سياسيا بشكل كبير، لذلك كان عليا شرح ما كانت تفعله هي وعائلتها وما يحدث دوليا بحكم قيادتها للمملكة ودول الكومنولث، هي وظيفة معقدة نوعا ما وأنا كنت ملحق دبلوماسي عام 2004 في مكاتب أجنبية في لندن وغيرها، لذلك كان علي وضع خبرتي لخدمة خبرة الملكة الكبيرة أيضاً.

كنا نعلم ان الملكة لم تكن تحب ديانا كثيرا.. كيف كانت شكل العلاقة بينهم وكيف يمكن ان تصفها؟

سأقولها بمنتهي الصراحة.. الملكة كان لديها عائلة قوية بدرجة حساسة جداً.. وهذا كان دليل بالنسبة لي كمسئول إعلامي لمدة 7 سنوات أن الملكة كان عليها أن تحتوي جميع أفراد عائلتها وأن تفصل بينهم ولذلك كان من الصعب عليها التعامل مع الجميع أن تفتح الباب للجميع لكي يتحدث معها أو يراها كما يرغبون، لكن لم أري إلا أن الملكة كانت حريصة أن تساعد ابنها والأميرة ديانا وفعلا كانت مساعدة جداً لهما، وكانت تعلم أن الحياة لن تكون سهلة دوماً عليهما أيضاً... والملكة كشخص كانت تريد أن تكون عادلة مع جميع أفراد العائلة وأن تكون عادلة أمام العامة أيضاً.. أعتقد أن العائلة المالكة كانت التزام صعب بالنسبة للملكة بجانب مسئولياتها كملكة للمملكة المتحدة الكومنولث.

دعنا نتحدث عن الملكة اليزابيث كشخص.. لو سالتك عن شخصيتها في الحياة العادية ماذا ستقول عنها؟

بداية.. منذ أن علمت وهي في سن 10 سنوات بأنها ستكون الملكة يوماً ما.. بأنها يجب أن تقول المملكة المتحدة ودول الكومنولث.. وأن تمثل البلد بطريقة عادلة وسلسة.. وقد نجحت في ذلك بالفعل.. وهذا ما رأيناه في جنازتها التي حضر فيها قادة من كل دول العالم ومن مصر أيضاً وهو ما يعكس خبرة الملكة وتفتحها في التعامل مع الجميع وجعل العالم أفضل.. كما كان عندها قيم تريد أن تعكسها وكانت تعمل علي تقوية العلاقات الدولية.. والتسامح أيضاً كانت نقطة مهمة جداً بالنسبة لها وهو ما أصبح نقطة مهمة أيضاً للملك تشارلز الآن للعمل علي نفس خطي الملكة إليزابيث.

الملكة توفت عن عمر ٩٦ عام.. كيف كانت تعتني بصحتها.. أخبرنا بالمزيد عن حياتها؟

أهم شيء عن صحة الملكة هو أنها كانت تفكر وتتعامل بشكل مستقيم ومعتدل مع الناس، وكانت تتعامل بهدوء.. في التعامل مع الناس كانت خبرة في ذلك.. كانت تتعامل مع الناس لمدة 70 عاماً. كانت تفهم الناس بشكل جيد.. وأعتقد أن هدوئها كان الأساس.

أما عن صحتها الجسدية فهى كانت تحب الخيول وركوب الخيل جداً.. وكانت تحب المشي أيضاً في القلعة من وقت للآخر أثناء وحتي وسط مهامها الرسمية.

كيف كانت الملكة تتعامل مع الازمات؟ وهل كانت تنعكس على الأسرة والعائلة المالكة؟

اعتقد وفقاً لخبرتي خلال فترة عملي في تلك الفترة الصعبة مع الملكة.. فقد كان هناك العديد من الأمور الصعبة التي كان يجب أن تتعامل معها، بالإضافة لأحداث العائلة المالكة، وأيضاً أحداث مثل 11 سبتمبر، والتواصل مع الرئيس الأمريكي وقتها.. فقد كانت تتعامل مع الأحداث السيئة والجيدة بنفس الطريقة.. فقد كانت تنظر إلي الناحية الإيجابية للموضوعات ومحاولة حل المشكلات.. ولكن أعتقد أن هدوئها كان عامل مهم جداً في طريقتها في التعامل.

*من كان الاقرب او المحبب لها بين ابنائها واحفادها؟

أعتقد أن الملكة كانت تريد أن تحتوي جميع أفراد العائلة، ولم يكن لديها أحد مفضل عن الأخر، وحقيقة لم أشعر بذلك، كانت تتعامل كل أفراد العائلة نفس المعاملة كانت تأخذ العديد من القرارات لم تكن تعجب أفراد العائلة في جميع الأوقات لكنها كانت تحاول أن تكون عادلة.. لذلك لم يكن لديها مفضلين، الملوك والملكات في القرون السابقة كان لديهم مفضلين لكن هذا كان سابقاً.. في معاملاتها مع الوزراء ورؤساء الوزارات مهما كانت خلفياتهم ومن أين جاءوا كانت تتعامل معهم بنفس الطريقة وحتي في الكومنولث ومع اختلاف دياناته من مسلمين وكاثوليك كان لديها تعامل واحد مع الجميع.

*دعني اسألك بالتحديد عن احفادها.. من كان الاكثر تعلقا بها هل كان الامير ويليام ام الامير هاري؟

لم يكن لديها مفضلين.. تريد مني أن أقول لك من المفضل لكن لن أقول ذلك.. كان لديها المفضل في الطعام مثلاً.. الناس يعتقدون أنها تحب هذا ولا تحب هذا.. الناس يجب أن يسألوا أكثر عن كيفية تعاملاتها السياسية وما أكثر استراتيجية كانت تحب أن تتعامل بها.. كانت تتعامل مع رؤساء لجميع دول العالم، كانت تتعامل مع الولايات المتحدة وفرنسا لكنها تمثل المملكة المتحدة بأكملها, فبالطبع لم تكن تتعامل بمبدأ أن أحب هذا الوزير ولا أحب هذا الوزير لأن هذا لا يصح في التعامل.. لذلك كان عليها التعامل بطبيعية أكثر.. وها أحد أهم الأسباب التي جعل الملكة أكثر تفتحا مع العالم واكثر قدرة علي إحتواء الناس.. لذلك لم يكن عندها مفضلين.. هذه لم تكن طريقة تفكير الملكة.. من الممكن أن أقول لك أن ألوان الملابس تحب مثلا فقد كانت تحب الأخضر وكانت تكره اللون الأحمر.. هنا ممكن أن تقول الملكة تحب كذا ولا تحب كذا.. لذلك وبهذه العقلية اكتسبت حب واحترام العالم كله لها.

*كيف كانت شكل علاقة الملكة بزوجها وما ابرز الخلافات بينهما؟

العديد من الزيجات الناجحة تكون مبنية علي التوافق بين الشخصيات والمهارات.. الملكة بطبيعتها مثل والدها وجدها جورج السادس وجورج الخامس كانت خجولة بطبيعتها، وكان هذا مساعد لها في بعض الأحيان وفي بعض المجادلات والمناقشات إذا أردت أن تعامل الناس بعدل.. الأمير فيليب كان لديها خلفية مختلفة فقد ترعرع في اليابان ثم بعدها هنا في المملكة المتحدة فقد كان بروفيسور بتفتح العقلية والتفكير بطبيعته علي عكس طبيعة الملكة.. لكنه كان زوج الملكة وهو ما يجعله محتك بالملكة جدا وهو ما يجعل الأمر صعب عليها، إذا لم تجد الدعم من الأمير فيليب، ووصفت الملكة في عيد زواجهما الذهبي في خطابها بعد 50 سنة علي زواجها وقالت إنه كان الداعم الرئيسي لها خلال تلك الأعوام وأن هذا الدعم كان مهم جداً لها.. وأنا رأيت هذا كثيراً كمسئول إعلامي بين الملكة والأمير فيليب في العديد من الزيارات لهما في المملكة المتحدة أو للبلاد الأجنبية خارج الحدود.. رأيت ذلك في رسميات الملكة في الولايات المتحدة وفي مصر.. كان الأمير فيليب يتحدث مع الناس بمنتهي البساطة.. فقد كان يجعل الأمور والأجواء أكثر سلاسة وأكثر مرح.. وكان يكسر من الجمود الموجود في اللقاءات بطريقته الفكاهية.. لذلك فقد كان داعم جداً علي مدار تلك الأعوام.. التناغم بينهم كان جيد جداً.

*اخبرا سيد انسون دعني اسالك عن كتاب الامير هاري الاخير كيف ترى هذا الامر ؟؟

دعني في البداية أقول أن خلافة الأمير تشارلز لأن يكون الملك تشارلز هي بداية جيدة لكونه اعتلي الخدمة لمدة 50 عام كأمير لويلز وأصبح عنده خبرة لاعتلاء العرش وباعتقادي هذا أمر جيد جداً في سبيل الاستمرارية.

بالطبع هي عائلة.. الأطفال يكبرون والعلاقات تكون مختلفة وأعتقد أن العلاقات صعبة بالنسبة لشباب العائلة المالكة بالتحديد.. لكني اعتقد أن رغبة الملك الآن يكون مساعد بقدر الإمكان لهم وأنا لا استطيع أن أتحدث عن كتاب الأمير هارلي لأنها أمور عائلية لا تتعلق بوظيفة المسئول الإعلامي وكانت تحتاج لوقت أطول في هذه الوظيفة لكي استطيع أن أتحدث عنها.

وقلعة باكنجهام أعلنتها بمنتهي الوضوح وأنها لن يعلق علي كتاب الأمير هارلي، لأنها مسألة عائلية.. وأنا كمتحدث إعلامي ليس لي الحق في أن أتحدث عن أمور عائلية شخصية لأني أنا وأنت لدينا حياة خاصة ويجب أن يتم الفصل ما بين الأمور العائلية والأمور التي يجب أن يتم مناقشتها في العلن مثل زيجات الشباب.

لذلك اعتقد أني لن أكون مساعد لك في هذه الجزئية لأن قلعة باكنجهام تجنبت الحديث في هذا الأمر.. وأنا بما أني موظف سابق في القلعة فيجب عليا اتباع التعليمات أيضاً.