فى سنة 702هـ – 1303م، فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وقعت كارثة فى مصر، فى فجر يوم 24 ذى الحجة 702هـ/ 8 أغسطس 1303م، وقع زلزال كبير أفزع المصريين الذين كانوا نياما، ما كان سببا فى هلاك العديد من البشر الذين لم يتمكنوا من الهرب وقضوا تحت الأنقاض.
أطلق المؤرخون، حسبما يذكر الدكتور سيد محمود عبد العال، على هذا الزلزال (الزلزلة العظمى) كما صاحب وقوع الزلزال هبوب رياح شديدة الحرارة أطلقت عليها المصادر المعاصرة "سموم تلفح فتشوى الوجوه حين تنفح"، وكان الوقت صيفا فى شهر أغسطس، وهبت على الوجه القبلى "ريح سوداء مظلمة حتى لم ير أحد أحد قدر ساعة".
وهذه الهزة الأرضية ظلت مستمرة قرابة بضع ساعات، فيما استمرت توابع الزلزال لمدة أربعين يوما، وهو ما دفع أهالى القاهرة إلى الخروج منها خوفا من رجوع الزلزال مرة أخرى، حيث خرج الناس إلى القرافة وأقاموا بها الخيام "وخرجت النساء حاسرات إلى الطرقات واجتمع العالم فى الصحراء خارج القاهرة وباتوا ظاهر باب البحر بحريمهم وأولادهم".
ولم يقتصر الزلزال على مصر والشام بل تعدى حتى وصل برقة وبلاد تونس وصقلية وقابس ومراكز ووصلت قبرص، أما الإسكندرية فكانت من أكثر المدن تضررا به، حيث "ذهب تحت الردم بها خلق كثير وطلع البحر إلى نصف المدينة وأخذ الجمال والرجال وغرقت المراكب".
ويبدو من حديث المؤرخين أن الزلزال تسببت فى حدوث تسونامى على شواطئ الإسكندرية وحتى وصل الموج إلى باب البحر وصعد بالمراكب إلى البر، وهو ما دفع سكان الإسكندرية للخروج من باب السدرة هاربين، ولما سكنت حركة الزالزل عادوا إلى مساكنهم.
وفى الإسكندرية هدمت أكثر الأبراج والأسوار بالمدينة، وسقط جانبا كبيرا من منارة الإسكندرية حيث انشقطت وهدم أعلاها، كما سقطت أجزاء كبيرة من السور الشمالى للإسكندرية، كما تفطرت صهاريج المياه التى تغذى مدينة الإسكندرية بالمياه العذبة، وتسبب فى عرقلة التجارة وأتلفت أموالا وبضائع عظيمة للتجار.
كما تدمرت مدن بأكملها فى مصر، مثل سخا بالغربية حيث سقطت جميع دورها ولم يبق بها جدار قائم، كما تدمرت مدينة أبيار بالمنوفية وكذلك قريتين بالشرقية وخربت أكثر دمنهور بالبحيرة حيث لم يبق بها بيت عامر، ومدينة قوص فى الصعيد.
وتقطعت الجسور التى كانت تمتد فوق نهر النيل بطول البلاد، ما تسبب فى غرق الأراضى الزراعية التى تحميها هذه الجسور من ماء الفيضان مما ترك أثره السلبى على الإنتاج الزراعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة