قال كاتب أمريكي، إن الهستريا التي انتابت وسائل الإعلام الأمريكية حول منطاد التجسس الصيني خطيرة وغير مبررة، حيث إن كان انتهاك المجال الجوي الأمريكي أمرا غير مقبول، لكنه لم يشكل أي تهديد حقيقي، ومن المشكوك فيه أنه جمع أي معلومات استخباراتية لا تستطيع أقمار التجسس الصينية القيام بها.
وأضاف الكاتب ماكس بوت فى مقال نشرته "واشنطن بوست"، الإثنين، أن معركة البالون انتهت - وليس من المستغرب أن أمريكا انتصرت – حيث أسقط أحد أنظمة الأسلحة الأمريكية الأكثر تقدمًا في العالم وهو طائرات "رابتور إف 22" أحد أنظمة المراقبة الأكثر بدائية في الصين، وهو البالون الذي كان يجتاز الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي.
وقال إن ما يقلقه هو رد الفعل الهستيري المفرط من جانب العديد من الأمريكيين على وصول البالون للأراضي الأمريكية.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ادعى أن الرئيس بايدن الآن "قد سلم المجال الجوي الأمريكي للصين الشيوعية"، على الرغم من تقارير البنتاجون بأن البالونات الصينية قد عبرت إلى المجال الجوي الأمريكي ثلاث مرات على الأقل خلال رئاسة ترامب.
ويتساءل الكاتب عن ما الذي كان من المفترض أن يفعله بايدن؟، ويضيف أسئلة أخرى: "هل كان عليه أن يصعد بنفسه إلى قمرة قيادة طائرة إف-22 ويقود الهجوم على البالون؟ هل كان يجب أن يشن ضربة نووية ضد الصين انتقاما؟".
ويشير إلى مجادلة السناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) بأن الصين أرسلت البالون لإظهار "أن الولايات المتحدة كانت ذات يوم قوة عظمى تم تفريغها، إنها في حالة تدهور".
ويؤكد الكاتب أن رد الفعل كان مبالغًا فيه لدرجة أن بايدن شعر بأنه مضطر لتأجيل زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكن إلى الصين.
ويشير إلى أن هوس البالون يأتي بعد أيام قليلة فقط من إرسال الجنرال مايكل مينيهان، رئيس قيادة النقل الجوي، مذكرة إلى مرؤوسيه توقع الحرب مع الصين في غضون عامين: "آمل أن أكون مخطئًا".
ولفت إلى تصريح لمدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز أدلى به الأسبوع الماضي، وقال فيه إن الزعيم الصيني شي جين بينج أمر جيشه بالاستعداد لغزو تايوان بحلول عام 2027، لكن "هذا لا يعني أنه قرر شن غزو في عام 2027، أو أي عام آخر".
وقال بوت: "في الواقع، أشار بيرنز إلى أن الغزو الروسي الفاشل لأوكرانيا قد يمنح شي وقفة قبل أن يشن هجومًا محفوفًا بالمخاطر من جانبه".
ويستنتج الكاتب أنه "يمكن ويجب تجنب الحرب مع الصين - لكننا نجعلها أكثر احتمالية بافتراض أنها حتمية"، ويقول إن أي من هذه المزايا لم يتم إضعافها فقط من خلال قدرة الصين على إرسال منطاد يحلق فوق الولايات المتحدة.
ويشير إلى أن هناك ما يبرر القلق الصحي بشأن القوة المتنامية للصين، لكن ليس هناك ما يبرر جنون العظمة والقلق، حيث لا تزال الولايات المتحدة هي القوة رقم واحد في العالم، ويمكنها أن تبقى على هذا النحو طالما أننا لا نتدخل في حرب كارثية وغير ضرورية مع القوة رقم اثنين والتي قد يكون صعودها قد بلغ ذروته بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة