بعد سنوات طويلة من التكهنات التى أحاطت بمصير أضخم غواصة نووية فى العالم، قررت البحرية الروسية التخلص من الغواصة "ديمترى دونسكوى"، وهى آخر غواصة فى الأسطول الروسى تنتمى لفئة غواصات "الإعصار" Typhoon النووية العملاقة القادرة على التزود بصواريخ باليستية متعددة الرؤوس الحربية وعابرة للقارات.
وتصف مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية الغواصة الروسية "ديمتري دونسكوي"، بأنها الأضخم على مستوى أساطيل الغواصات في العالم، وتصل حمولتها الإجمالية عندما تغطس تحت الماء إلى 48 ألف طن، وهو ما يفوق حجم حاملتي طائرات بريطانيتين من طراز "إنفينسبل"، وتقل قليلاً عن حجم حاملتي طائرات "إزومو" اليابانية.
دخلت غواصات "تايفون"الخدمة في 1976، وأُنتج منها ست قطع وامتلكها سلاح البحرية السوفييتي، ورغم أنها كانت أضخم غواصة عند دخولها الخدمة والأقوى عالمياً نظراً لقدرتها غير المسبوقة على التزود بصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب ومتعددة الرؤوس الحربية، فإن فعاليتها منيت بالتراجع والانحسار بعد انهيار الاقتصاد السوفييتي وتفكك بلدانه، ما تسبب في انحسار أسطول تلك النوعية إلى 3 غواصات فقط بحلول عام 2000.
وقررت البحرية الروسية الاستغناء عن "الطوفان" وإخراجها من الخدمة اعتباراً من العقد الأول من الألفية الجديدة ليبدأ إحلالها بطراز "بوري" الجديد، الذي فضلته قيادة سلاح البحرية نظراً لانخفاض تكاليفها التشغيلية بصورة كبيرة عن سابقتها، كما أن لديها القدرة على التزود بأكثر من 80 في المائة من الصواريخ الباليستية التي كانت تايفون تتزود بها، فضلاً عن خصائصها الشبحية التي تمكنها من التخفي من الرصد والمتابعة.
ولدى سلاح البحرية الروسية في الخدمة حالياً ست غواصات من طراز "بوري"، علاوة على أربع غواصات جديدة منها واحدة تخوض مراحل التجريب البحري حالياً، واثنتان جرى التخطيط لهما غير أن تشييدهما لم يبدأ بعد، ومن المخطط الوصول بأسطول روسيا من غواصات "بوري" إلى 12 قطعة، وفق ما قالته المجلة الأميركية المعنية بالشؤون العسكرية.