بث "تليفزيون اليوم السابع"، تغطية خاصة عن قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، واحدة من قلاع الصناعة بمحافظة الغربية، والتى رفعت شعار "لا للبطالة" وتعد كخلية النحل التى يعمل بها الغالبية من أبنائها فى الصناعات الحرفية، خاصة صناعة الخزف والفخار، فضلا عن الصناعات الأخرى من الطوب السن والانترلوك والدهانات.
تضم قرية الفرستق التى تقع على ضفاف نهر النيل فرع رشيد، العشرات من مصانع الخزف والفخار والدهانات والصناعات المكملة لها، ويعمل بها المئات من أبناء القرية من شباب وفتيات ورجال وسيدات وشيوخ مثل خلية النحل يساعد بعضهم البعض فى إنتاج منتجاتهم المختلفة بجودة عالية.
"صنع فى مصر".. جملة تكتب على منتجات مصانع الخزف والفخار بالقرية التى لا يقتصر إنتاجها من البرام والطواجن والحلل والأطباق والقلل والماجات، وغيرها من مستلزمات المطاعم على الإنتاج المحلى فقط بل يصدر أغلب منتجاتهم لعدد من الدول العربية التى تطلب منتجات مصانع هذه القرية بالتحديد لما تتمتع به من جودة عالية.
طباعة صنع في مصر على الفخار
"اليوم السابع" أجرى جولة داخل مصانع الخزف بقرية الفرستق لمتابعة العمل ومراحل التصنيع بداية من إحضار التراب الأسوانى ومروره بمرحلة العجن، ثم الكبس والتصنيع وصولا للحرق والمنتج النهائى بأشكاله الرائعة والبراقة.
أمام كوم من التراب الأبيض يقف شاب ثلاينى يدعى عبد الرحمن شريف وقال لـ"اليوم السابع''، إنه يعمل منذ 13 عاما فى مصانع تصنيع الفخار وتنقل من مصنع لآخر، مشيرا إلى أنه يتم إحضار التراب الأسوانى من محافظة أسوان ثم يدخل مرحلة الغربلة لتصفيته من الشوائب وبعد ذلك يتم وضعه فى أحواض للبل ليصبح فى صورة عجين وبعد ذلك يتم تركه يوما لتتماسك وتدخل بعد ذلك لماكينة الكبس لتحويلها فى صورة أعمدة تُنقل بعد ذلك لمكبس يحولها لأطباق صغيرة.
الطاجن في شكله النهائي
يضيف أحمد صابر عامل بمصنع خزف، أنه يعمل فى المهنة منذ عام ونصف ويعمل على المكبس حيث يقوم بوضع قطع صغيرة من عجينة الطين الأسوانى فى المكبس لتتحول لطواجن صغيرة توضع على ألواح خشبية ويتم فرشها فى الشمس لتجف ثم بعد ذلك تدخل مرحلة الحرق الأولى وتُسمي "البسكوت". أضاف أن المكبس أفضل بكثير من التشكيل اليدوى حيث يوفر الوقت والجهد وينتج كميات أكبر فى وقت قليل وبأحجام متساوية.
ويقول عز عبد النبى ابو جبل معلم أفران بمصنع خزف ويعمل معه عدد من العاملين لمساعدته فى العمل حيث يتلخص عملهم فى إدخال الفخار بعد تجفيفه بعد مرحلة التشكيل للأفران للحرق الأولى وتسمى مرحلة "البسكوت" حيث تتم على درجة حرارة تصل لـ 700 درجة مئوية وتهدف لتجفيف الفخار من المياه.
وأشار إلى أنه بعد ذلك يتم وضع الفخار فى مادة "جليز" وهى مادة تستخدم لتضفى لمعة على الفخار ويدخل بعدها للأفران على درجة حرارة تصل لـ1200 درجة لحرقه ويخرج بعدها فى شكله النهائى ويتم فرزه وتعبئته فى كراتين.
وأوضح "أبو جبل" أن هذه المهنة مستمرة طوال العام ويعمل بها عدد كبير من أبناء القرية فى التصنيع وتفتح بيوت الكثير من الأيدى العاملة بها.
كنكه للقهوة من الفخار
يضيف شعبان الفخرانى صاحب مصنع خزف، أنه يعمل فى المهنة منذ 15 عاما وكان يعمل بها فى الإجازة الصيفية بعد انتهاء الدراسة. وأشار إلى أن فى مرحلة الجامعة تطور الأمر معه وبدأ فى تسويق المنتجات حيث يقوم بتجميع منتجات من المصانع وتسويقها لحسابه إلى أن قرر أن يفتح مصنعا خاص به لتصنيع الخزف والفخار.
وتابع أن هناك أشكالا مختلفة للفخار منها طواجن وصوانى وطقم حلل وبرامات وفناجيل قهوة وشاى وفازات، مشيرا أن لكل حجم وزن محدد من الطين المستخدم فى تصنيعه تختلف حسب الحجم والشكل.
أضاف أن القرية لا تكتفى بالتصنيع المحلى فقط بل تقوم أيضا بالتصدير للخارج ويتم طباعة جملة "صنع فى مصر" على الفخار قبل دخوله المرحلة الأولى للحرق لنفخر بمنتجاتنا فى الخارج والتى تحظى باقبال الكثير من المستوردين لما تتميز به الاوانى الفخارية من جودة عالية وتعطى مذاق للطعام. وأوضح أن المطعام تستخدم الأوانى الفخارية فى تقديم الطعام للزبائن وأيضا تلجأ الكثير من السيدات لاستخدامه فى اعداد الطعام فى المنازل، مبينا أن العيب الوحيد فى الفخار هو تعرضه للكسر.
سيدة تعمل فى مصنع فخار
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة