"منذ 4 سنوات تعرفت على فتاة وارتبطنا عاطفيًا، هي محترمة وعلى خلق وجمال ومستوى تعليمي جيد، صحيح عندي بعض التحفظات عليها، وفي الوقت نفسه أقول لنفسي أنني لم أخطبها بعد فلن يمكنني التأكد من صحة فكرتي عنها، أشعر أنني أظلمها معي، ولكن كلما فكرت في اتخاذ الخطوة الجادة والتقدم لخطبتها أشعر بضيق في قلبي وأفكار كثيرة تجعلني عاجز عن التفكير أو النوم أو العمل، فابتعد عنها وهي تبعد وأشعر أنني لا أريدها، ولكنني عندما أبعد أحن إليها مرة أخرى وأشعر أنها شخص مناسب وأعود لها من جديد وتظل المشكلة هكذا من دون حل".
قررت أن أبعد عنها كي لا أظلمها وكي تعيش حياتها وأرى أنا مشكلتي، وابتعدت فعلاً لسنوات ولكن طيلة هذا الوقت كنت أشعر بالخوف أن تضيع مني وأندم عليها. أحيانًا أشعر أنني لن أتزوج سواها أصلاً وأنني لا أريد أحد في حياتي، رغم أني أتمنى الزواج ولدي رغبة طبيعية وأحيانًا ما تراودني أفكار وتخيلات أحاول محاربتها لكني لا أفلح دائمًا، وتتسبب في إزعاجي.
أشعر دائمًا أني عاجز عن الثقة في الناس، ومرة أخرى أشعر أني لست خير لها، وأني مصاب بمرض نفسي وأنه ليس علي أن أتزوج وأنني سأتعبها لو تزوجتها وسيكون مصير هذه الزيجة الفشل.
أخاف جدًا من الفشل ولا يمكنني أن ألوم نفسي وأجلد ذاتي وتقريبًا فقدت الشغف في كل شيء وفقدت كثير من أحلامي وخططي. أحاول الحفاظ على الأشياء الأساسية فقط التي تجعلني أعيش، ولكني أخاف أن أفقدها خاصة أنه أحيانًا ما تراودني أفكار انتحارية.
حين أبتعد عنها أفكر في أني لن أتحمل أن أراها مع غيري وأراها سعيدة وأنا فشلت في إسعادها. صحيح سأتمنى لها السعادة ولكني سألوم نفسي جدًا وسأندم عليها.
لا أعرف ماذا أفعل. لا أعرف لماذا أبتعد ولماذا أقترب ولماذا أندم إذا ابتعدت ولماذا تعلقت بها لهذه الدرجة. ولماذا حين يحبني أحدهم أعجز عن مبادلته نفس الإحساس. دائمًا أسمع أنني عندي مشكلة البحث عن الكمال وتعجز عن حلها. فعلت كل شيء لأتعرف على نفسي، لأعرف مشكلتي وأحلها ولكنني فشلت. إحساس الذنب وأني معلقها بي ومضيع عمرها وعمري يقتلني ولكني عاجز عن فعل أي شيء غير البعد. كيف أقتنع بأن أخذ الخطوة الجادة نحوها، أو كيف أقتنع بأنني يجب أن اتركها ولا اندم؟ أنا فعلاً لا أعرف أين المشكلة".
***
القارئ العزيز، بينما أطالع مشكلتك رن في أذني فورًا ذلك المقطع من أغنية عمرو دياب الشهيرة "لا القرب مرتاحله ولا البعاد اقدر عليه"، الأغنية التي تجسد حالتك حرفيًا والتذبذب بين المحبة والكراهية، البعد والقرب. إذا كانت حبيبتك هي من تراسلنا، كنا سنقول لها إنك في علاقة مع شخصية "يويو" شخص يربطك إلى أصابعه بخيط رفيع، يمنحك المحبة والاهتمام ثم يبتعد فجأة ويهملك وحين يشعر أنك على وشك التعافي من التعلق به وهجره فإنه يعود من جديد ليعتذر ويبثك أشواقه ويغمرك بالمحبة والاهتمام.
كنا سنؤكد لها أن هذا الشخص متلاعب وعليها الابتعاد عنه لأنه ليس لديه أي نية حقيقية للارتباط الجاد. ولكن العكس يحدث هنا، وأنا بشكل ما ممتنة لأنك تجعلنا نرى الصورة من زاوية أخرى. أتفهم حيرتك كثيرًا. أقدر جدًا شعورك بالذنب والمسؤولية تجاهها وإدراكك لعمرها الذي يضيع في وضع الانتظار، ووضعك كذلك.
ما تعانيه يشبه كثيرًا لعنة البحث عن الكمال، لكنه يطابق بشكل كبير فوبيا الارتباط والحب. هروبك بمجرد التفكير بجدية في الارتباط بها، وبحث عقلك المحموم عن عيوبها ونواقصها يشير إلى أنك تخاف الارتباط بشكل عام لا تخاف ألا تكون هي مناسبة لك.
قد يكون السبب هو خوفك من الفشل، قد يكون خوفك من صورة خاطئة عن الالتزام والزواج، خوفك من ألا تكون التجربة مميزة وسعيدة بالقدر الذي تريده. تتعدد الأسباب ولكن النتيجة واحدة في النهاية هي أنك تستميت لإبعاد الحب عنك.
لا أنصحك بأن تجبر نفسك على اتخاذ خطوة جادة قبل أن تحل مشكلتك مع الارتباط فقد تقودك أفكارك إلى إفشال الخطبة أو الزواج لتثبت لنفسك أنك كنت محق. لا أنصحك أيضًا أن تفعل ذلك من منطلق الشعور بالذنب. أنصحك بأن تذهب لمختص نفسي، خاصة مع وجود أفكار انتحارية. اخضع لتقييم للشخصية في واحدة من عيادات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة على سبيل المثال. هكذا بمساعدة المختص تحدد السبب الكامن وراء مشكلتك وتصلحه. يمكن أن تتحدث معها بصراحة بعد أن تعرف الخطوة التالية مع معالجك النفسي. تخبرها صراحة أن هناك مشكلة، وأنك اتخذت خطوة نحو حلها، وتخيرها بين انتظار تعافيك ومساندتك في هذه الرحلة أو الابتعاد. وتطلب منها أن تساعدك في إنهاء العلاقة إذا كان هذا اختيارها فلا تعود مهما حدث وتقطع سبل التواصل من جهتها.
صـفحة وشوشة
ى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة