تعتبر رمال السيليكا أو الرمل الزجاجى والكوارتز مصدر مهم للصادرات خلال الفترة الحالية لا سيما بعد السماح بتصدير الرمال مجددا؛ نظرا لتوافر كميات كبيرة منها فى مناطق متنوعة بسيناء والبحر الأحمر خاصة الاحتياطات تقدر بنحو 20 مليار طن فى مصر.
وعلميا يطلق على تلك النوعية من الرمال عددا من المصطلحات منها رمل السيليكا Silica Sand ويطلق عليها أيضا رمال الكوارتز Quartz Sand كما يطلق عليه الرمال الزجاجية Glass Sand، وهى ذات قيمة عالية، وتدخل فى العديد من الصناعات منها صناعة السيليكون والزجاج وغيرها من الصناعات الإلكترونية الدقيقة.
وعلميا هناك نوعان من الرمال فى الطبيعة؛ أولهما رمل السيليكا عبارة عن صخورٍ رملية بيضاء نقية تحتوى على نسبة عالية من «السيليكا – SiO2» أكثر من «99%»، وتتكون بشكلٍ رئيسى من حبيبات معدن الكوارتز، وتحتوى على كمية قليلة من الشوائب، والمعادن الثقيلة.
النوع الثانى الزجاجى، وهو نوع من رمل السيليكا أيضًا الذى يتميز بمواصفاتٍ فيزيائية وكيميائية تتناسب -على سبيل المثال – مع صناعة الزجاج، فحجم الحبيبات يتراوح غالبًا ما بين «100 – 500 ميكرون»، ونسبة أكاسيد الحديد «Fe2O3» تقل عن «0.05%».
ويُطلق أسم السيليكا على حفنة من المعادن التى تتألف فقط من السيليكون والأكسجين حيث تتواجد معظمها فى الحالة البلورية، كما تتواجد أيضا فى شكل غير متبلور والذى ينشأ نتيجة لعمليات التجوية وتحجر العوالق، ويتم استخراج رمال السيليكا عامة فى عمليات الحفر المفتوحة حيث يخضع الخام المُستخرج إلى العديد من العمليات لتعزيز مكون السيليكا عن طريق تقليل الشوائب، ويتبع ذلك تجفيفه، وتحجيمه؛ لإنتاج أفضل توزيع لأحجام الحبيبات لتتلاءم مع التطبيق المُراد.
تاريخ رمال السيليكا:
رمال السيليكا
تُعد رمال السيليكا واحدة من أقدم المواد على سطح الأرض، فقد تواجدت منذ البصيص الأول للحياة على كوكبنا، حيث يعتبر ثانى أكسيد السيليكون (SiO2) والمُستخرج من رمال السيليكا واحدة من المواد التى تُدعم الحياة على ظهر هذا الكوكب.
وتوجد كميات كبيرة منها فى مدينة أبو زنيمة، وهى مدينة صغيرة سكانيا كبيرة فى المساحة تقع فى محافظة جنوب سيناء، تبعد نحو 4 ساعات ونصف تقريبا من القاهرة حيث يمكن الوصول اليها عبر نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس والمضى قدما فى طرق طالتها يد التعمير فتجملت، وتحسنت كثيرا، حتى الوصول إلى مصانع سيناء للمنجنيز على خليج السويس قرب ميناء أبو زنيمة البحرى.
وتمتلك مصر مليارات الأطنان من الرمال البيضاء موزعة على العديد من المناطق منها الصحراء الشرقية وسيناء، وتحديدا بجبل جنة الذى تبلغ احتياطاته، نحو 20 مليار طن ويكن التصدير سنويا بما يصل لنحو 500 مليون دولار فى حالة توسعة سوق التصدير.
وتستخدم الرمال البيضاء فى العديد من المجالات منها صناعة جميع أنواع الكريستال وصناعة الإليكترونيات، والخلايا الضوئية التى تستخدم فى مجالات الطاقة المتجددة.
وفرضت مصر، فى نهاية يناير الماضى، رسوم على تصدير جميع أنواع الرمال بقيمة 40 جنيه (5.74 دولار) للطن الواحد، لمدة 6 أشهر، لدفع المصدرين على رفع القيمة المضافة للرمال البيضاء. ثم أوقفت التصدير.
سيناء للمنجنيز: تصديرها يمثل موردا للعملة الصعبة
ومن جانبه يرى الدكتور محمد عادل يحيى الفائز بجائزة الرواد فى العلوم الأساسية الأستاذ المتفرغ بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة عين شمس، أن رمال السيليكا هى نتاج تكسير كتل الكوارتز التى تعد العنصر الأساسى فى صناعة الإلكترونيات والألواح الشمسية، وبالتالى فإن الرمال البيضاء الناتجة عنها تستخدم فى تلك الصناعة بشكل محدود، لكنها تستخدم فى تصنيع الزجاج بشكل كبير.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أن مصر تمتلك مليارات من أطنان تلك الرمال فى عدة مناطق، منها منطقة أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء، حيث تعد شركة سيناء للمنجنيز التى يترأس مجلس إدارتها واحدة من أهم الشركات المصدرة للرمال البيضاء من المحاجر، بجانب غيرها من الشركات.
ويوضح أن وقف تصدير تلك الرمال جاء بمردود اقتصادى سلبى لأن وقف تصديرها أوقف أولا عملة صعبة كان تدخل البلاد جراء التصدير، بجانب اظهار الشركات المصدرة فى دور الضعيف لعدم التزامها بتعاقداتها التصديرية، وثالثا تحملها تكلفة كبيرة جراء الرمال التى تم " تشوينها " فى الموانئ للتصدير وما تزال تدفع لها "أرضيات" حيث لم تعط الشركات مهلة لتسوية وتوفيق ية أوضاعها وبالتالى فان قرار إعادة التصدير كان مثاليا وفى محله، وينعكس إيجابيا على الشركات المصدرة وعلى موارد الاقتصاد من العملة الصعبة .
وأضاف أن من المفترض خلال الفترة المقبلة تدشين الصناعات بالتعاون مع القطاع الخاص التى تحتاج الرمال البيضاء أو الكوارتز، مع استمرار تصديرها كجانب اقتصادى، لاسيما أن صناعة الزجاج تستوعب كميات قليلة من تلك الرمال، مقارنة بحجم كميات الرمال ومصر فى الوقت نفسه تحتاج إلى عملة صعبة، وتحتاج لزيادة الصادرات للمساهمة فى خفض عجز الميزان التجارى.
يضيف أنه تكثر رمال السيليكا فى «مصر» فى مناطق كثيرة منها محافظة شمال سيناء، ومنطقتنا أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء، بجانب منطقة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر.
القابضة الكيماوية: الرمال تدخل فى عشرات الصناعات
ومن جانبه يشير عماد الدين مصطفى رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المالكة لشركة سيناء للمنجنيز والمتخصصة فى صناعة الكيماويات، لأهمية تلك الرمال حيث لها استخدامات كثيرة منها صناعة الزجاج بأنواعها سواء الأوانى الزجاجية، زجاج الكريستال، الألواح الزجاجية، الألياف الزجاجية، وزجاج البصريات.
وكذلك قوالب السباكة، وتستخدم فى خفض درجة الإذابة للأكاسيد القاعدية فى عمليات الإذابة.
وكمواد صقل، وفى صناعة الخزف والطوب، وفلاتر لتنقية المياه فى محطات المياه العائمة وحمامات السباحة، وفى صناعة المطاط، البلاستيك، الورق، الدهانات، وفى نوعٍ خاص من الإسمنت.
وكذلك فى الصناعات الكيميائية المختلفة كالمنظفات، وإنتاج سيليكات الصوديوم، وصناعة الدهانات، وفى صناعة المواسير.
علاوة على استخدامها فى مجال الإلكترونيات كصنع اللاقطات الشمسية، والترانزستورات، وغيرها من الأجهزة والمواد الصناعية التى ترتكز عليها التكنولوجيا المتقدمة من مادة السيليكون.
يضيف عماد الدين مصطفى أن للرمال استخدامات متنوعة خاصة رمال جنوب سيناء، لافتا أنه علميا فإن رمل الزجاج يُصنف إلى 3 أصناف هى A, B, C.
بالنسبة للصنف A: يكون الرمل ناعم ويستخدم فى صناعة زجاج العدسات، بحيث تكون نسبة السيليكا فيه لا تقل عن «99.5 %»، ونسبة أكاسيد الحديد لا تزيد عن «0.003%».
الصنف B: هو نوع يدخل فى صناعة زجاج الديكور، ويجب أن يحتوى على السيليكا بحيث لا تقل نسبته عن «99.5 %»، ولا تزيد نسبة أكاسيد الحديد فيه عن «0.013%».
والصنف:C يستخدم لصناعة زجاج العدسات غير الملونة، وزجاج الحاويات للمواد الكيماوية ويجب أن تكون نسبة السيليكا فيه لا تقل عن «% 98.5»، ونسبة أكاسيد الحديد فيه لا تزيد عن «0.03».
يؤكد المحاسب عماد الدين مصطفى أن مصر لديها خطط لاستغلال تلك الرمال بشكل كبير لكن هذا لا يمنع إعادة فتح تصديرها للاستفادة من الكميات الهائلة منها فى سيناء خاصة رمال الزجاج معتبرا أن بيعها ليس اهدار للمال العام بل استغلالا له لحين بدء تصنيعها فعليا حيث يتم تصديرها لتركيا وإيطاليا واليونان قبرص، واليونان، وإسبانيا، والهند، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، ومالطا، وتركيا، وقطر، والسنغال، والجزائر، وليبيا، واليابان، وسوريا، ولبنان، وجورجيا، وكرواتيا، والفلبين، والعراق، وسلطنة عمان.
احتياطى شمال سيناء نحو 27 مليون طن
تتمتع شمال سيناء بوجود احتياطى يبلغ 120 مليون طن، يمتلك الموقع الأكبر منها بمنطقة الحسنة أكثر من 40 مليون طن.
بينما يتركز الخام فى جنوب سيناء فى منطقتى وادى الجنة وأبو زنيمة والتى يعد الخام بها الأجود فى مصر والعالم، بإجمالى احتياطيات، مؤكدة يصل إلى 268 مليون طن، واحتياطى جيولوجى أكثر من مليار طن.
ومنطقة وادى الدخل جنوب غرب مدينة الزعفران بجبل الجلالة، ويبلغ احتياطى الخام بها 27 مليون طن، ويبلغ سمك طبقة الرمال بها 100 متر بدون غطاء صخرى.
ومنطقة وادى قنا باحتياطيات تصل إلى 260 مليون طن، مصحوبة بأكثر من 40 مليون طن من خام الكاولين (الصلصال) الثمين فى صناعة الخزف والعوازل الكهربية.
وأعادت الحكومة تصدير الرمال استجابة لمجتمع الأعمال حيث سبق وقدم اعضاء شعبة المحاجر، العديد من المذكرات لإعادة فتح التصدير خاصة أن عدد الشركات العاملة فى المجال 44 شركة بإجمالى 70 ترخيصا تقوم بعمليات استخراج الرمال البيضاء بإجمالى استثمارات 2 مليار جنيه وتعمل بطاقة إنتاجية 2.7 مليون طن يستخدم منها مليون و700الف طن السوق المحلى وتكفى كافة احتياجات 50 مصانع للزجاج والسيراميك والسيليكات ويتم تصدير مليون طن سنويًا وتمثل محافظة جنوب سيناء 70% من إنتاج الرمال البيضاء بإجمالى تراخيص 40 محجر وعمالة تزيد عن 3 آلاف عامل بالإضافة إلى إلى منطقة الزعفرانة المرخص بها 30 محجرا ويعل بها ما يقرب 1000 عامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة