بنظرة أخرى، قد لا تبدو نهاية العالم خبرًا سيئًا في حد ذاته، دعونا نحمد الله على نعمة الأمس واليوم وغدٍ، ولا ننشغل كثيرًا بوتيرة الكوارث في العالم التي أصبحت أسرع مما قد تستوعبه قريحة الشعراء وذاكرة المؤرخين، فهى قصة قديمة متسارعة لأجيال كاملة وجدت نفسها مطالبة بالثبات والتفاؤل في قمة عالم يتراقص من الجنون واندثار المنطق وغياب الإنصاف، لا تتشاءم ياصديقى إلا إذا كنت من جيل الثمانينيات والتسعينيات الذين بدءوا زهرة حياتهم عند عنق الزجاجة، وانتهوا في قعرها متمسكين بالصبر والابتسام والحياة التي علمتهم أن النهايات أخلاق حتى تصل للمأذون، ولديهم أيضًا من القصص ما يخبرون به الأجيال القادمة عن الرضا والصبر والمحن التى تصنع الرجال لكنها لا تضمن لهم خدمة الصيانة.