كشف خبراء أهمية افتتاحات الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، موضحين أن الدولة تسعى إلى توطين الصناعات كثيفة العمالة، حيث قال الدكتور محمد البهواشي أستاذ الاقتصاد، إنّ هناك جهودا متواصلة من الدولة لتوطين الصناعات، والاتجاه بالاقتصاد المصري إلى اقتصاد حقيقي قائم على الصناعة والزراعة، لافتًا إلى أن هذه الجهود ليست وليدة اللحظة إنما هي نتيجة جهود متراكمة على مدار 8 سنوات ماضية، تم البناء عليها وتهيئة الأجواء العامة من خلال بنية تحتية وبنية تشريعية وإصلاحات اقتصادية، وسط إشادات دولية بالاقتصاد المصري وقدرته على امتصاص الصدمات.
وأشاد البهواشي في مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، بجهود الدولة في إقامة بنية تحتية تستوعب هذه الصناعات، وهو ما يؤكد أن الدولة قامت بجهود كبيرة لتوطين الصناعة من خلال خطوات جادة وحثيثة لجذب الاستثمارات الأجنبية واستقدام التكنولوجيا لتطوين الصناعة.
وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن الدولة تسعى إلى توطين الصناعات كثيفة العمالة، والتي تتضمن استقدام التكنولوجيا، والاعتماد على المكون المحلي بنسبة كبيرة، مشيرًا إلى أن إحدى هذه الصناعات هي صناعة الألمونيوم، إذ أن مصر لها باع طويل في صناعة الألمونيوم، كمصنع نجع حمادي لإنتاج الألمونيوم، كان يقابلها بعض المشكلات بالماضي، كتوفير الطاقة وارتفاع أسعارها.
وأشار إلى أن الدولة المصرية ذللت كل الصعاب والمشكلات التي كانت تواجه هذه الصناعة، إضافة إلى دورها في استقدام التكنولوجيا الجديدة التي سهلت على الشركات الكبرى والورش الصغيرة التي تقوم بتصنيع المنتجات من الألمونيوم، لإنتاج منتجاتهم بالسوق المحلي كبديل للمنتج المستورد.
وقال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن وجود مشروعات ضخمة لإنتاج الأسمدة، أمر في غاية الأهمية، فالأسمدة لا غنى عنها للإنتاج الزراعي، وتشهد أزمة عالمية على مستوى دول العالم أجمع، لوجود نقص في إنتاج الأسمدة عالميًا، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث إن روسيا من كبار الدول المنتجة للأسمدة في العالم.
وأضاف كمال في مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أن مصر قامت بخطوات استباقية من خلال إنشاء مجمعات ضخمة للإنتاج، كان أولها مجمع الأسمدة الفوسفاتية بنفس الشركة عام 2019، والآن يأتي افتتاح هذا المجمع الضخم بـ 6 مصانع وبينها مصنع نترات النشادر الجيرية، وهي مواد مهمة جدًا للنبات.
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية أن المصانع تعمل بطاقات إنتاجية كبيرة تصل إلى مليون و740 ألف طن سنويًا، وهو يحقق التكامل بين المحورين الرئيسين الزراعة والصناعة، ويساهم في التوسع الأفقي والرأسي، التوسع الرأسي بزيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل، والتوسع الأفقي الأكثر أهمية الذي يتضمن وفقًا لخريطة التوسع الأفقي للعديد من المشروعات المهمة كمشروع المليون ونصف فدان ومشروع الدلتا الجديدة.
فيما وصف الدكتور محمد الخولي مدير معهد المياه والبيئة بوزارة الزراعة، إن مجمع مصانع الأسمدة التي تم افتتاحها اليوم بـ«الصرح العملاق والمشرف»، فكما افتتح الرئيس السيسي عام 2019 مصنع الأسمدة الفوسفاتية، تقوم مصر الآن بافتتاح آخر بعد 3 سنوات من الخطة الخاصة بإنتاج الأسمدة النيتروجينية التي تتماثل في نفس الوقت مع التوسع الأفقي لمساحات الأراضي الصحراوية التي تقوم الدولة بزراعتها.
وأضاف الخولي في مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أن الأنواع المختلفة من النيتروجين تضاف لأنواع مختلفة من الأراضي وهو ما يؤكد أهمية التنوع بالمصانع التي أقامتها مصر مؤخرًا والتي تضمنت العديد من الأنواع كالنترات والأمونيا واليوريا.
وأكد مدير معهد المياه والبيئة بوزارة الزراعة، على ضرورة وضع السماد المناسب للأرض المناسبة وفي الموعد المناسب وبالكمية المناسبة أيضًا، فعلى سبيل المثال، نترات الأمونيوم تستخدم كسماد للأراضي الرملية والجيرية، وهي النوع الأغلب في الأراضي التي يتم التوسع فيها أفقيًا.