وأثارت واقعة السطو المسلح حالة من القلق البالغ بين قطاع كبير من المواطنين وخصوصا بعد تداول فيديو مصور من كاميرا المراقبة داخل محل الصرافة، حيث يظهر دخول شخصين للمحل أثناء قيام شخص بتغيير العملة من الصراف، ثم قاما بإشهار السلاح في رأس الزبون وفي وجه الصراف وأجبراه على تسليمهما الأموال الموجودة في الصندوق، وبعد دقائق دخل المحل شريكهما الثالث لمساعدتهما على حمل الأموال والفرار الى جهة مجهولة.


تأتي حالة القلق متزامنه مع مخاوف من تأثير الانهيار المتسارع في سعر صرف الليرة اللبنانية على الأوضاع المعيشية والاجتماعية في البلاد التي تجاوزت نسبة الفقر فيها حاجز الـ 80 % بسبب الأزمات المالية والاقتصادية المركبة التي يعاني منها وبشكل كبير القوى الأمنية والعسكرية في البلاد.


ورغم تماسك الأمن على مدار السنوات الماضية منذ بداية الأزمة في أواخر عام 2019، إلا أن حادثة اليوم أثارت قلق كثيرين حول الأوضاع في البلاد في ظل غياب أي خطوات نحو الاستقرار مع استمرار الفراغ السياسي للشهر الخامس على التوالي وعدم قدرة حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على ممارسة كافة الصلاحيات لكونها بمهمة تصريف أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، وذلك إثر استقالتها في مايو الماضي. 


كما أن مجلس النواب لم يتمكن من عقد جلسات تشريعية لإقرار قوانين إصلاحية في سبيل تنفيذ خطة الإصلاح والتعافي وذلك بسبب الخلافات السياسية التي تعيق انعقاد جلسات تشريعية قبل انتخاب رئيس للبلاد.


وكانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا قد عبرت عن بالغ القلق من استمرار الفراغ الرئاسي، وأشارت إلى أن التعجيل في انتخاب الرئيس سيجنب البلاد شللا أعمق وتفككا مؤسساتيا، معتبرة أن مؤسسات الدولة آخذة في التآكل – على حد تعبيرها - بينما يعاني الناس من مصاعب متزايدة.