تعد المسلة الناقصة من علامات أسوان البارزة، حيث تتواجد فى منطقة الشلال وهى شاهدة على عظمة المصريين القدماء وتقدمهم المذهل وإنتاجهم الغزير فى مجال الفن المصرى القديم، وقد كان محجر المسلة الناقصة مصدرا لخام الجرانيت لمناطق الدلتا والمناطق الأخرى على طول نهر النيل.
وتتكون المسلة الناقصة من الجرانيت الأحمر خام أسوان المميز وتوجد فى الجزء الشمالى لمحجر على الشاطئ الشرقى للنيل وتبعد نحو كيلومتر شرق نهر النيل، وكان ارتفاع المسلة لو أنها أقيمت سيصل إلى نحو 41 مترا، ويصل وزنها عند اكتمالها إلى نحو 1168 طنا.
المسلة الناقصة فى أسوان
وقت حفر هذه المسلة ليس معروفا بدقة بينما يعتقد علماء الآثار أن بدء العمل فيها كان في عهد الملكة حتشبسوت بغرض وضعها ونصبها في معبد الكرنك بالأقصر، وبعد أن حفر العمال المصريون القدماء المسلة من ثلاثة جهات اكتشفوا شرخا فيها يجعلها لا تصلح، فتوقف العمال عن استكمال عملهم.
ولا يزال السطح السفلي للمسلة بطول 42 مترا متصلا بالصخرة الأرضية ويبدو على المسلة بعض آثار تدل على محاولات لإنقاذ جزء منها، وربما كانت تلك المحاولات في عهد تحتمس الثالث.
لقيت التغطية بالجرانيت الوردي اهتماما كبيرا في عهدي الفرعونين خفرع ومننقرع من الأسرة الرابعة، وتبلغ كمية الجرانيت التي استخدمه خفرع في بناء معبدى المعبد الجنائزي ومعبد الوادي ومعبد أبي الهول نحو 17.000 متر مكعب، كما قام منقرع بتغطية الجزء السفلي لهرمه بالجيزة بأحجار الجرانيت الوردي القادمة من أسوان وأحتاج ذلك إلى نحو 15.000 متر مكعب من الجرانيت.
ويقول النحات ناثان دوس، قوميسير سمبوزيوم أٍسوان للنحت الدولى فى دورته الأخيرة السابعة والعشرين، إن المسلة الناقصة دليل شامخ على عظمة أجدادنا قدماء المصريين الذين كانوا قادرين على إنجاز أعمال بهذه الضخامة فضلا عن تطورهم الملفت الذى جعلهم قادرين على نقل الخامات من موقع المسلة إلى تل بسطة والكرنك وغيرها من أصقاع مصر الأخرى المتواجدة على ضفاف نهر النيل حيث عاشت الحضارة المصرية وانتعشت قبل آلاف السنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة