سيدات النوبة يبدأن تجهيز فطائر "الأبريه" استعدادًا لـ"رمضان".. أفضل المشروبات على المائدة النوبية خلال الشهر الكريم.. والدوكة والدقيق أهم بنود التحضير.. والأهالى: مفيد صحيا ومغذٍ للجسم بعد الصيام.. صور

"رقائق صغيرة تصنع من الدقيق يضاف إليها الماء مع قليل من النكهات الأخرى مثل الليمون أو البرتقال أو غيرها".. هكذا يتم إعداد "الأبريه" بين أبناء النوبة الذين يحرصون على تناوله كمشروب مميز على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، ويسلط "اليوم السابع" الضوء على هذا المشروب الرمضانى المميز بين أبناء النوبة فى محافظة أسوان، وطريقة إعداده وتحضيره.

يحكى أحمد سيد، من أبناء النوبة بقرية أدندان محافظة أسوان، عن "الأبريه" قائلاً: هو واحد من أبرز عادات وتقاليد أبناء النوبة، وهو مرتبط بشهر رمضان المبارك لأنه مشروب مميز يفضل تناوله مع مائدة الإفطار لما يحويه من فوائد للجسم يعوض بها فترة الصيام، ومعظم أبناء النوبة اعتادوا على تناوله خلال الشهر الكريم، سواء داخل محافظة أسوان أو خارجها.

وأضاف أحمد سيد، أن إعداد الأبريه يتم على مرحلتين، الأولى يتم خلالها تجهيز مكونات الأبريه وتتم قبل حلول شهر رمضان، وهى مكونات بسيطة عبارة عن كمية من الدقيق "المخمر" يضاف إليها الماء ويتم إعداد الرقائق حتى تكون جاهزة للتحضير فى كل يوم من أيام الشهر الكريم، وهو مشروب ذات نكهة مميزة توارثه أبناء النوبة من أجدادهم منذ فترة بعيدة ولا يزالون يحرصون على تحضيره وتناوله خاصة فى رمضان.

وعن طريقة التحضير، أوضحت أم عمار، سيدة من أهالى قرية أدندان النوبية بأسوان، أن الأبريه يصنع عن طريق خلط دقيق القمح مع دقيق الذرة وملح وماء، ويعجن جيدا ويترك يومين ليتخمر، وبعد أن يتخمر العجين يخبز على صاج الدوكة، النوبية وهى قطعة الصاج الحديد التى توضع فوق الموقد، وتفرش العجين بطريقة دائرية طبقة رقيقة جدا باستخدام خشبة نصف دائرية مخصصة لعمل الأبرية، ثم ترفع سريعا بالسكين وتوضع على الطبق النوبى المسمى بـ"الشوور" أو "التاجدى".

وأشارت إلى أنه بعد الانتهاء من خبز "الأبريه" تنقل لحجرة أخرى وتفرش على حصير نوبى مصنوع من الخوص حتى يحتفظ بالتهوية اللازمة وبعيد عن الأتربة، لافتة إلى أنه بعد التأكد من جفافه يفتت لقطع صغيرة وتوضع فى أكياس من القماش ليحتفظ بتهويته وجفافه، موضحةً أنه خلال رمضان يتم تحضيره من خلال تكسير رقائقه إلى قطع صغيرة ويضاف إليها الماء البارد مع بعض الإضافات الأخرى مثل الليمون أو التفاح أو الموز، وغير ذلك من أنواع الفاكهة ويشرب مع الإفطار فى رمضان.

وعلقت السيدة النوبية، أن الأبريه يعتمد فى إعداده على أدوات نوبية قديمة كانت السيدات تستخدمها منذ العيشة فى النوبة القديمة، وتناقلت بعد ذلك إلى النوبة بعد التهجير، ومن هذه الأدوات هى الدوكة، تلك الصاج الحديد التى توضع فوق الموقد، وكانوا قديما يشعلون النيران تحتها، أما حاليا فهم يستخدمون شعلة اسطوانات البوتاجاز، وتدهن الدوكة بالزيت قبل وضع عجين الأبريه فوقها حتى لا تلتصق بالحديد، وكذلك من الأدوات التى يتم استخدامها هو الخشبة التى توزع السيدة بها العجين على جميع أنحاء الدوكة حتى يتم فرد العجين، وكانوا قديما يستخدمون قطعة من النخيل فى عملية الفرد على الدوكة.