"يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكى لنا حكاية جميلة.. وتسلّينا وتهنينا.. وتسمّعنا كمان أسامينا.. أبلة.. أبلة فضيلة".. تلك الأغنية بكلماتها المبدعة لصلاح جاهين ولحنها المحفور فى وجداننا لسيد مكاوى كانت البداية التى من خلالها أحببنا أبلة فضيلة وقصصها وحكاياتها التى كانت تبدأها بجملتها الشهيرة..
"حبايبى الحلوين، كان يا ما كان يا سعد يا إكرام ولا يحلا الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام"، فقد كانت ببرنامجها تقوم بدور الأسرة والمدرسة والجامع بما تبثه من قيم ومعلومات وأساليب تربية.
لم تكن الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق وهو اسمها الحقيقى مجرد مذيعة تقدم برامج للأطفال فى الإذاعة، لكنها كانت مربية ومعلمة ومؤثرة فقد شكلت "أبلة فضيلة" وجدان وجيال ووعى ملايين من الأطفال من خلال قصص وحكايات بصوتها المؤثر والمميز والذى به ( بحة ) قلما تجدها فى أى صوت آخر، وإذا كنت لا تعرف وجهها لكنك حينما تسمع صوتها سوف تقول بصوت عالى "أبلة فضيلة" وهذا ما حدث معي حينما رأيتها منذ فترة فى إحدى المناسبات التي كانت تكرم فيها، وقبل التكريم فقد حالفني الحظ للجلوس خلفها وبمجرد أن سمعت الصوت صرحت بصوت عالى أبلة فضيلة وتذكرت وقتها الصباح الذي كنت اصحي فيه علي صوتها وتذكرت أمي حينما كانت تسمعني برنامجها الشهير "غنوة وحدوتة"، وتناقشني في قصصها عن الكسل وتأثيره السلبي وشرب اللبن وأهميته، وقصة وحكاية اتذكرها عنوانها كان ( نفسك تطلع إيه )، وحكاية الغني والتاجر، والفلاح الفقير ، وكل قصة وحكاية تخرج منها بعظة وحكمة وتتعلم أمور حياتية بشكل مبسط وبطريقة سلسة دون مباشرة فجة ولا السذاجة التي يقدم بها الكثير من برامج الأطفال.
قصص وحكايات أبلة فضيلة ليست قصص مسموعة فقط، لكننا كنا نراها مشاهد سينمائية ممثلة، فصوتها يمثل وأدائها يخرج القصص بحركة وموسيقى، وبدون مباشرة نتعلم منها المعانى الجميلة والأخلاق الرفيعة والقيم الراقية، رحم الله أبلة فضيلة أيقونة الطفولة التى ربت وعلمت أجيالا بصوتها وقصصها.