التاريخ المصرى القديم ملىء بالحكايات والأسرار التى لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتى يتم العثور عليها بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التى تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وبسبب ذلك نستعرض تاريخ الحضارة المصرية القديمة من خلال سلسلة متتالية لاستعراض ذلك التاريخ القديم، عبر موسوعة "مصر القديمة" لسليم حسن، وتحت عنوان "العلوم المصرية"، يقول يعزو المصرى كل ما وصل إليه من علوم ومعارف إلى الإله تحوت "إله القمر"، وبخاصة علوم الفلك والحساب والطب، ولا غرابة في ذلك فإن الكهنة كما يقال كانوا هم الطائفة المتعلمة في البلاد منذ فجر التاريخ، وقد بقوا كذلك طوال مدة التاريخ المصري، فكانوا ينسبون كل ما هو مشرف وكل ما هو عظيم لآلهتهم، ولكن كل ذلك كان من نسج خيال هؤلاء الطائفة رغم تبحرهم في العلوم.
وتدل الأبحاث العلمية على أن المصري كان ماهرًا في العلوم التطبيقية وفي المسائل الفنية، ولكنه لم يكن موهوبًا في البحوث النظرية المحضة، ولذلك يقول "هردوت": إن علم الهندسة كان وليد الحاجة عند المصري، وذلك عندما أراد أن يقسم الأراضي الزراعية إلى قطع منتظمة. وعلى أية حال نرى الحالة الاجتماعية في وادي النيل قد حتمت نشوء نظام ثابت عام للمقاييس. وقد استعمل المصري في المقاييس السطحية الذراع والشبر والقبضة والأصبع والقيراط، وكان الذراع العادي يساوي 0٫450 من المتر والذراع الملكي 0٫525 من المتر وهذان المقياسان كانا يستعملان في المباني العادية. أما في حساب المساحات الكبيرة١ فكان يستعمل مقياس يسمى «إنترو» وهو «سونيوس» الإغريقي ويساوي تقريبًا 5000 ذراع، وكان المساحون الملكيون يقيسون الأرض بوحدة تسمى "ستا" وتساوي نحو 2756 مترًا مربعًا، وكانت وحدة المكاييل تسمى "هنو" ويساوي 45 سنتيمترًا، أما معيار الوزن فكان "الدبن" ويساوي نحو92 جرامًاK واستعمل المصري الميزان لوزن الأشياء العادية وبخاصة التي كانت تحتاج إلى دقة.
ولم تكن النقود بالمعنى المتعارف بيننا معروفة عند المصريين حتى العصر الفارسي، ولكن كان يوجد لديهم معيار لتقدير قيمة الأشياء يسمى "شعت" للدفع به أو للمبادلة بما يساوي قيمته كما شرحنا ذلك.