يتميز شهر رمضان الكريم بمذاق خاص لدى مسلمو الدول الأفريقية، فيمتزج التراث القديم بعادات وطقوس الشهر الفضيل، ويعيش مسلمو القارة السمراء أجواء روحانية هادئة، فبخلاف اعداد أشهى المأكولات على سفرة الفطار، تعمر هذه الشعوب المساجد فى ليالى رمضان، ونرصد فى جولة أفريقية الأجواء الرمضانية لدى شعوب القارة.
ففي جزر القمر يكتسب رمضان طابعاً خاصاً فيها ، حيث يشكل المسلمون نحو 90% ويتوجه السكان في الليلة الأولى من رمضان إلى الشواطئ وهم يحملون المشاعل، وينشدون عدداً من الترانيم مع دقات الطبول إيذاناً بقدوم الشهر المبارك، وهناك تتواصل السهرة حتى موعد السحور وبداية النهار الأول للصيام.
وتبدأ استعدادات رمضان في جزر القمر منذ دخول شعبان، ومن العادات القمرية تنظيم الحفلات الفولكلورية على الشواطئ والمزارع والمتنزهات استعداداً لشهر الصيام، وعند تحري هلال رمضان تُقام صلاة التراويح بالمساجد، وتوقد المصابيح والأنوار، ويُصدح بالأناشيد والتلاوات.
وفى كينيا حيث يُشكل المسلمون نسبة %35 من تعداد السكان، ويستقبل الكينيون شهر رمضان بفرحة ويفعلون ما بوسعهم من الاستعداد والتهيئة له؛ ويتفقد الجار جاره، وإذا علم أن جاره غير ميسور يقوم بإعانته، وفى السحور؛ يتم إيقاظ الناس للسحور بإيقاعات الطبول، وضرب الدفوف، والأناشيد الدينية، ويتجول المسحراتية في أحياء المدينة وأسواقها قبل رمضان بيومَين، ويواظب الكينيون على العبادة والصدقة وقراءة القرآن والذِّكر، ومن أهم المأكولات على مائدة الإفطار الكينية؛ وهي الفطائر المصنوعة من الدقيق، وتعرف بالسنبوسا والمندازي والعنجيري، أيضاً هناك الأرز، والمعكرونة، والتمر، والذرة، أما المشروبات فهناك القهوة، والشاي، وعصير المانجو، والبطيخ، واللبن.
ويحتفل مسلمو نيجيريا الذين يشكلون أكثر من 80% من السكان بتجديد كل شيء في المنازل وتقام الحفلات الجماعية لدى القبائل الكبرى ولا يمتهن شخصية المسحراتي المتميزة فردا واحدا وإنما تتولى مجموعة «تسمى فرق الإيقاظ» بإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور التي تسمى «التو» وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار والعصيدة ثم اللبن والشاي.
وفي الكاميرون يكون التمر طبق أساسي على المائدة الرمضانية، وإن كانوا يكثرون من تناول اللحوم في هذا الشهر الكريم ؛ أما من حيث العبادات فإنهم يحرصون على إقامة صلاة التراويح في المساجد الاثنى عشر الكبيرة في العاصمة ياوندي التي تضم 3 ملايين، ونصفهم على الأقل من المسلمين.
وفى الصومال يحرص الصوماليون، على طلاء منازلهم باللون الأبيض، كما تحرص العروس المتزوجة حديثا على زيارة أهل زوجها كأول زيارة لها بعد الزواج ..ويجتمع السكان في الحي الواحد في منزل أحدهم كل يوم بالتناوب خلال الشهر الكريم ويحرص الكبار والصغار على الذهاب إلى كتاتيب حفظ القرآن الكريم ويهتم الأطفال الصوماليون بشراء الفوانيس المصنوعة من نوع من الثمار يشبه القرع العسلي ويجوف لوضع الشمعة... كما يتجول المسحراتي الذي يسمى «الصوماليو» في الشوارع بالطبلة مرددا الأناشيد الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة