مسلسل الكتيبة 101 لا يبدو مثل أعمال سابقة تتعلق بمواجهة الإرهاب والتنظيمات المسلحة، لأنه يتضمن تفاصيل درامية تشد المشاهد العادى من أول لحظة، العمل يجمع بين التشويق والمشاهد المنفذة بدقة وفنية عالية، بجانب أن العمل يتضمن تفاصيل مهمة عن أدوار متعددة وتشابكات بين التنظيمات الإرهابية ومهربة السلاح والبشر، وأيضًا عن دور بطولى لأهالى سيناء وما قدموه من بطولات لا تقل عن بطولات الضباط والجنود، بجانب خيط مهم فى العمل يكشف كيف أن مواجهة الإرهاب أشبه بلعبة شطرنج معقدة تتداخل فيها المعلومات بالأشخاص، وتلعب فيها المعلومات الدور الأساسى فى المواجهة، ويقوم ضابط المخابرات خالد «آسر ياسين» بدور محورى فى كيفية جمع وتوظيف المعلومات ببراعة، ومواجهة الخطر بنفس قوة الكتيبة ورجالها.
«الكتيبة 101» يتضمن مشاهد توثيقية لحرب القوات المسلحة وأهالى سيناء ضد الإرهاب، ومواجهة الخسة والخيانة بقدرات أهالى سيناء على كشف الخونة وترتيب مواجهتهم، خاصة أن الإرهابيين يتعاونون مع المهربين وتجار البشر، بالضغط أو الإغراء، والأموال الضخمة، بتخطيط قيادات أجنبية قادمة من داعش، تكشف عن تعقيد وتشابك التنظيمات الإرهابية.
فى الحلقة الأولى من «الكتيبة 101» يظهر إرهابى وهو يبحث فى سيارة ليجد فيها ذخيرة ثقيلة، بدا أنه يستعد لاستعمالها فى عملية إرهابية، ثم يصيده الضابط القناص «كريم فهمى»، ثم يظهر الرائد نور صلاح فى مداهمة لتصفية مجموعة من الإرهابيين فى وكر بمزرعة، مع خالد «آسر ياسين» الذى يقوم بجمع المعلومات، ونور «عمرو يوسف»، وشيخ القبيلة خالد الصاوى الذى يتعاون فى تقديم المعلومات ويقوم بدور محورى فى المواجهة هو وغيره من أهالى سيناء الذين يدفعون الثمن من دم أبنائهم الذين يستشهدون جنبًا إلى جنب مع ضباط وجنود القوات المسلحة، بل إن الشيخ موسى «خالد الصاوى» الذى يلتقى آسر ياسين «الضابط» ويخبره أنه يتعاون مع المخابرات الحربية منذ عام 1968 قائلا: «إحنا واحد ولما أموت أولادى هيكملوا».
الشيخ موسى يواجه اثنين من الخارجين عن القبيلة، من المهربين، رغم أنهما يعيشان وسط أهالى سيناء، ويقدم فتحى عبدالوهاب، دورا مهما لكونه يختبئ خلف ستار العمل بينما ينظم عمليات تهريب وأنفاق، وتقوم وفاء عامر، بدور سيدة تتعاون لمواجهة الإرهاب بينما يشارك وليد فواز، فتحى عبدالوهاب، فى التعاون مع الإرهابيين، فى الكتيبة 101 الذى يخرجه ببراعة محمد سلامة.
ويسلط العمل الضوء على علاقة التنظيمات الإرهابية بالداخل، مع الخارج، والرغبة فى السيطرة على شمال سيناء لإقامة قاعدة بنفس طريقة ما تم فى دول ومناطق أخرى، ويكشف عن علاقة المهربين بالإرهاب، وأيضًا الأنفاق التى تتحول إلى ممرات للإرهابيين، والسلاح والمخدرات.
الكتيبة 101 يسلط الضوء على علاقة التنظيمات الإرهابية بأجهزة أجنبية، وتورط دبلوماسى فى محاولة التجسس والتفتيش عن معلومات عن القناة، والتوسعات فيها، ويتمكن خالد ضابط المعلومات «آسر ياسين» من كشف هوية العميل، وإرسال رسالة لمن أرسلوه، أنهم تم كشفهم.
الواقع أن مؤلف الكتيبة 101 إياد صالح، نجح فى ربط خيوط درامية متعددة، منها خط درامى إنسانى والحياة الاجتماعية لأفراد القوات المسلحة، وحياتهم، وعائلاتهم أو حتى التصرفات التى تربط جنود وضباط الكتيبة ببعضهم، بل ويظهر تركيبتهم ونفسياتهم التى تجمع بين البطولة وخفة الظل حتى فى أصعب الأوقات، وفى نفس الوقت يقدم تفاصيل مهمة عن مواجهة التنظيمات الإرهابية التى تسعى لإرهاب أهالى سيناء، من خلال سرقة طعامهم ووقودهم، وحرقها، وتهديد مباشر للسيدات والكبار، بينما يصمد أهالى سيناء، ويقدمون جهدهم ومعلوماتهم إيمانا بحقيقة الدفاع عن الوطن، مع استعدادهم لدفع الثمن، بل إنهم يتعرضون لاختراقات وخيانات يكشفونها، ويتأذون منها، بجانب حرص القوات المسلحة على سلام الأهالى، أثناء تنفيذ العمليات، وهو أمر معروف، يشرحه الضابط خالد، عندما يفسر كيف أن الجيش لا يسارع بدك معاقل الإرهابيين، فيقول إنهم يعيشون فى وسط الناس، وبالتالى فإن سلام المواطنين أولوية، حتى لو تأخرت العمليات.
فنيًا، مسلسل الكتيبة 101، نجح فى تقديم التفاصيل والخيوط ببراعة وبصورة محترفة ومشاهد منفذة بدقة، مع حرص على التوثيق، وإظهار بطولات القوات فى مواجهة عدو غامض يتطلب البحث خلف كل معلومة، ويقدم هذا بتشويق وسرعة، مع تضمين التوثيق بشكل غير مخل، ليظهر العمل بهذا الشكل المشوق والكاشف فى الوقت نفسه.