ليست مجرد سلاح.. كيف تحول AR-15 إلى رمز سياسي وثقافي فى أمريكا؟.. واشنطن بوست: تحولت من بندقية قتالية إلى السلاح الأكثر مبيعا.. احتضنه المحافظون وتبنته شركات الأسلحة لتحقيق العائدات..ومحاولات حظره زادت شعبيته

الأربعاء، 29 مارس 2023 07:00 م
ليست مجرد سلاح.. كيف تحول AR-15  إلى رمز سياسي وثقافي فى أمريكا؟.. واشنطن بوست: تحولت من بندقية قتالية إلى السلاح الأكثر مبيعا.. احتضنه المحافظون وتبنته شركات الأسلحة لتحقيق العائدات..ومحاولات حظره زادت شعبيته بندقية AR 15
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رصدت صحيفة واشنطن بوست الدور الذى تلعبه بندقية AR-15 شبه الآلية فى الولايات المتحدة وكيف تحولت إلى رمزا سياسيا وتسببت فى انقسام استمر على مدار عقود فى البلاد.

وقالت الصحيفة إنه لم يكن من المفترض أن تصبح بندقية AR-15 على قائمة الأفضل مبيعا فى الولايات المتحدة، فقد صمم هذا السلاح القوى ليكون فى الأساس بندقية للجنود فى أواخر الخمسينيات. ووصفه تقرير داخلى للبنتاجون بأن سلاح مذهل فى قدرته على الفتك. وسرعان ما أصبح سلاحا أساسيا للقوات الأمريكية فى حرب فيتنام، حيث اكتسبت اسما جديدا، وهو إم 16.

إلا أن العديد من صناع الأسلحة فكروا فى نسخة شبه آلية من البندقية كمنتج للناس العاديين، ولم يكن يبدو أنها ملائمة للصيد، وبدت أصلح للدفاع عن المنازل، بينما شك القائمون على صناع الأسلحة أن الكثر من المشترين سيرغبون فى إنفاق أموالهم على بندقية مثل هذه.

لكن اليوم، أصبحت بندقية AR -15، الأفضل مبيعا فى الولايات المتحدة، بحسب ما تشير أرقام صناعة الأسلحة. ويمتلك واحدا من بين كل 20 بالغ أمريكى، أي حوالى 16 مليون شخص، سلاحا على الأقل AR -15 لبيانات استطلاع لصحيفة واشنطن بوست.

 وأصبح كل شركات السلاح الكبرى تقريبا تنتج نسختها الخاصة من السلاح، وهيمن إيه إر 15 المعاصرة على الجدران والمواقع الإلكترونية لتجار الأسلحة.

وأصبح هذا السلاح رمزا صارخا لوباء عنف الأسلحة فى أمريكا. فعشرة من بين 17 حادث إطلاق نار الأشد دموية فى الولايات المتحدة منذ 2021 قد شهدت استخدام إيه أر 15.

وذكرت الصحيفة أن هذا التحول من سلاح صنع للقتال إلى سوق ضخم ونقطة صدام ثقافى، هو نتاج جهود مستمرة ومقصودة شكلت رمزا أمريكيا، وجد طريقه بين المحافظين الأمريكيين حتى أنها ظهرت على اللافتات والقمصان فى الفعاليات السياسية. وقدم أحد المشرعين الجمهوريين مشروع قانون فى فبراير الماضى لإعلان AR- 15  البندقية الوطنية الأمريكية.

 ووجد تحقيق أجرته واشنطن بوست أن هيمنة هذه البندقية على مدار العقدين الماضيين قد أشعله تغيير دراماتيكى فى الاستراتيجية من قبل كبرى شركات الأسلحة الأمريكية للاستثمار فى منتج رأى العديدون فى الصناعة أنه سيكون لعنة على ثقافتهم وتقاليدهم.

 ووجد التحقيق، الذى استند إلى مقابلات مع 16 من مسئولي صناعة الأسلحة التنفيذيين الحاليين والسابقين، وبعضهم تحدث علنا لأول مرة وعرض وثائق داخلية للحديث عن التغييرات التي حدثت بتفاصيل لم تكشف من قبل، أن صناعة الأسلحة الأمريكية تبنت الأهمية السياسية والثقافية للسلاح كميزة تسويقية مع سعيها لتحقيق عائدات جديدة.

 ووجد التحقيق، الذى استند إلى مقابلات مع 16 من مسئولي صناعة الأسلحة التنفيذيين الحاليين والسابقين، وبعضهم تحدث علنا لأول مرة وعرض وثائق داخلية للحديث عن التغييرات التي حدثت بتفاصيل لم تكشف من قبل، أن صناعة الأسلحة الأمريكية تبنت الأهمية السياسية والثقافية للسلاح كميزة تسويقية مع سعيها لتحقيق عائدات جديدة.

 وبدأ هذا التحول بعد انتهاء الحظر الفيدرالي على الأسلحة الهجومية فى عام 2004، والذى منع بيع الكثير من الأسلحة شبه الآلية لمدة 10 سنوات.  وراى العديد من المصنعين أن هناك فرصة لاستغلال الصعود فى التمجيد العسكرى فى فترة ما بعد 11 سبتمبر، مع إثارة الرغبة بين ملاك الأسلحة الجدد بتخصيص أسلحتهم بملحقات تكتيكية.

 وعلى مر السنوات، وحتى بعد حوادث إطلاق النار الجماعى التي شهدت استخدام AR -15  فى بعض اللحظات الأشد ظلاما فى الولايات المتحدة، فقد فشلت جهود الكونجرس مرارا لإحياء حظر الأسلحة الهجومية.

 ولم تنجح دعوات الديمقراطيين لتجديد الحظر، وصوت البعض حتى من داخل الحزب ضد هذا الأمر، ولم يدعم أي جمهورى واحد الفكرة تقريبا. وفكر الرئيس دونالد ترامب لفترة قصيرة فى الضغط من أجل الحظر، وسأل مساعديه عند مرحلة ما "لماذا يرغب أي أحد فى امتلاك بندقية إيه أر 15"، لكنه تراجع بعد أن حذره مستشاروه من أنه سيغضب قاعدته وكذلك الاتحاد الوطنى للأسلحة.

وتطرق تحقيق واشنطن بوست إلى رحلة صعود AR-15، وقالت إنه فى عام 2008 عززت الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية جاذبية تلك البندقية، ووفقا للعديد من القائمين على الصناعة، مع انهيار سوق الأوراق المالية تحت وطأة سندات الرهن العقارى، ومع انتخاب اول رئيس من أصل أفريقى فى الولايات المتحدة، باراك أوباما، الديمقراطى الذى صوره المحافظون راديكاليا معاديا للسلاح.

وخلق فوز أوباما الفرصة للجماعات المؤيدة للأسلحة لإثارة احتمال فرض حظر جديد على الأسلحة الهجومية، وهو الإدعاء الذى ينسب إليه الفضل في تنشيط مبيعات إيه أر 15.

في عام 2008، عندما أدى تزايد الطلب إلى زيادة إنتاج كافة الأسلحة بنسبة 15%ن ارتفع إنتاج إيه أر 15 بنسبة 65%، وفقا لأرقام حكومية وأرقام من صناعة الأسلحة. وسرعان ما أصبحت تلك البنادق تمثل حصة أكبر من سوق الأسلحة العام، وبلغت 10% من إجمالي كافة الأسلحة في هذا العام، ولأول مرة.

وقالت واشنطن بوست إن تكرار حوادث إطلاق النار زاد دعوت الديمقراطيين لحظر الأسلحة، وهو ما أثار مخاوف الاتحاد الوطنى للأسلحة، وتجمعوا مع الشركات وجماعات الضغط لبدء وضع استراتيجيتهم ، بحسب مسئولين.   إلا أن التركيز على حظر سلاح AR 15 جعل السلاح أكثر شعبية بين المتحمسين للأسلحة، وتحولت البندقية رمزا سياسيا بعد أن تحول إلى قضية سياسية للجمهوريين المدافعين عن الحق فى حمل السلاح.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة