قال خالد أبو بكر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من فيينا، إن نواب بالنمسا، قاطعوا كلمة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول احتجاج من نوعه داخل برلمانات دول الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس الأوكرانى، موضحا أن حزب الحرية اليميني المتطرف نفذ وعيده بتدشين احتجاجًا أثناء إلقاء الرئيس الأوكرانى كلمته أمام البرلمان النمساوى، لافتًا إلى أن الجلسة اتسمت صباح اليوم بالإثارة.
وأضاف مراسل "القاهرة الإخبارية" من فيينا، خلال تصريحاته على قناة القاهرة الإخبارية، أنه حينما شرع فولوديمير زيلينسكي في خطابه على الفور خرج نواب حزب الحرية البالغ عددهم 31 نائبًا، من القاعة رافعين لافتات كتبوا عليها "نود مساحة للحرية ومساحة للحياد"، مشيرا إلى أن السلوك الذى قام به نواب حزب الحرية قابله عاصفة استهجان من بقية الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، لدرجة أن رئيس البرلمان اعتبر أن الحزب يزايد في هذه المسألة، وأن الحياد بالمفهوم النمساوي قاصر على الأمور العسكرية.
ولفت إلى أن مطالب النواب جاءت بعد يومين من تهديد زعيم حزب الحرية بأنه سينظم احتجاجًا ضد كلمة الرئيس الأوكراني، لأنه يعتبر استضافته في البرلمان النمساوي مناهض لسياسة الحياد التي تنتهجها بلاده منذ عام 1955.
وأوضح أن المفهوم النمساوي يعني، أن النمسا لن تدعم أوكرانيا عسكريًا، لكنها أمام توجيه اعتداء على شعب أو دولة لا يمكن لها، إلا إنها تُعبر عن رفضها لذلك العدوان، مؤكدا أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن خلخلة الكثير من المفاهيم التي كان يعتقد أنها ثابتة منذ ترتيبات الأمن، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وأن أمر الحياد الذي هو حجز الزاوية في احتجاج حزب الحرية.
وقال إن اليوم جرى اكتشاف أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضًا، وأن لم يعلن رفضه لاستضافة الرئيس الأوكراني، إلا إن غياب 22 نائبًا من أصل 40 على رأسهم رئيسة الحزب كشف أيضًا عن أن هناك انقسامًا داخل الحزب الاشتراكي فيما يخص أمر الحياد، موضحا أن مسألة الحياد ستصبح مادة خصبة للجدل والنقاش إلى أن تجرى الانتخابات البرلمانية، المقرر لها سبتمبر 2024.
