أميرة خواسك

أم البطل سلطانة الطرب

الثلاثاء، 07 مارس 2023 02:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما كل كلمات الرثاء والحزن هذه التى أعقبت وفاة الفنانة الراحلة شريفة، وأين كانت طوال سنوات طويلة لم يعرف فيها الكثيرون إن كانت رحلت أو مازالت على قيد الحياة، أعتقد أن هذا السيل من عبارات الوداع لهذه الفنانة الكبيرة، كما لو كنا نعتذر عن إهمال دام لسنوات طوال، على الرغم من أنها تملك اثنين من أشهر الأغاني وتداوم وسائل الإعلام إذاعتهما لسنوات عديدة في مناسبتين مهمتين من كل عام، وهما أغنيتها الشهيرة (تم البدر بدري)، التي تذاع في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وأغنية أم البطل في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، والتي تعد واحدة من أجمل أغنيات نصر أكتوبر.

 

ولهذه الأغنية قصة ربما لا يعرفها الكثيرون، تلقى ابنها الشهيد طيار سيد السيد بدير تدريباته عقب تخرجه من الكلية الجوية، وسافر إلى روسيا، وعاد لينال الشهادة في حرب الاستنزاف، لتعتزل شريفة فاضل الغناء، لكن حين يعبر الجيش المصري قناة السويس في 1973، وتدور رحى حرب أكتوبر المجيدة تطلب شريفة فاضل من الشاعرة نبيلة قنديل أهم شعراء حرب أكتوبر أن تكتب أغنية تعبر عن مشاعرها كأم شهيد وتدخل الشاعرة الكبيرة غرفة الشهيد، ثم تخرج لتقرأ على شريفة فاضل أغنية أم البطل فتنهار بكاء، ثم يلحنها على الفور العبقري علي إسماعيل لتصبح واحدة من أكثر الأغنيات انتشارًا وخلودا وشهرة ، وتعود شريفة فاضل إلى الغناء بعد إن كسرت حاجز الحزن.   

 

على الرغم من تاريخ شريفة فاضل الطويل في الفن الغنائي، إلا أن امتلاكها لواحد من أشهر الملاهى الليلية في شارع الهرم، ربما كان أحد أسباب انحصار تواجدها إعلاميا، والحقيقة أن جيل شريفة فاضل كانت الملاهي الليلية لا تحمل بالنسبة له المعنى الذى نعرفه الآن، وربما يلاحظ البعض خلال الأفلام القديمة ما يردده أحد أبطال الفيلم من عبارة سأسهر في الأوبرچ أو يدعو أحد على العشاء في الأوبرچ، وكثيرا ما سمعنا وقرأنا عن ملهى بديعة ماصابني ورواده الكبار، ربما يكون الأمر قد تغير الآن ، ولكن بالنسبة لفنانة مثل شريفة كان من الوارد أن تتمسك بفكرة الملهى الليلي، خاصة أنها قد تأثرت بشخصية منيرة المهدية التي قدمتها للسينما في فيلم (سلطانة الطرب) للمخرج الكبير حسن الإمام ، وقد أُطلق عليها منذ ذلك الحين هذا اللقب على الرغم من انه أُطلق أولا على منيرة المهدية التي كانت بدورها تمتلك ملهى ليلى كبير هو ( نزهة النفوس)، وكان ملتقى لرجال الفن والسياسة والصحافة.

 

لهذا فمن المؤكد أن هذا الجيل الحالي وربما جيل سبقه لا يعرفون شريفة فاضل، ولا يعرفون أن صوتها كان يصدح في كل الأفراح المصرية بأغنيتها الشهيرة ( مبروك عليك يا معجباني )، ولا يعرفون أن لها رصيدا كبيرا من أغاني ذات طابع خاص في تاريخ الغناء المصري المعاصر، وإنها امتلكت صوتا يطرب بحق ويمتلك إمكانات ما توفرت لكثيرات واشتهرت ب " بحة " صوتها النادرة ، وقدراته الكبيرة على الأداء الشرقي.

رحم الله أم البطل وسلطانة الطرب، التي أتمنى أن تكون آخر من نتذكرهم فقط بعد وفاتهم، فلو قرأت وسمعت ما قيل عنها لرحلت وهي في غاية السعادة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة