خففوا الأوجاع بالودّ وجَبر الخاطر ولينِ الكلام وبالامتنان والعرفان.. ما أحوجنا إلى هذه المقولة في زمن نعانى فيه من الجفاء والقطيعة، وإعلاء المصلحة المادية على القيمة والأصول، أقول هذا وقد أصابتنى وعكة صحية ألزمتنى الفراش تأكدت خلالها بأن الخير ما زال باقيا مهما كانت الحياة قاتمة، وأن شجرة الحب لاتطرح إلا حباً، فكل امتنان لكل من انشغل بنا، لذلك إذا أردنا حقا سرورا وفرحا يدخل قلوبنا علينا بغرس شتلات المودة فى بساتين الناس، وأول هذه الشتلات هو "التبّسم" فجمال وجهك يزداد كلما ابتسمت، فعندما تبتسم تُشرق شمس نفسك، وثاني الشتلات الوصل والوصال والاتصال والتواصل حتى لا نسمح بتفكك أواصرنا وينهار تماسكنا ونصير جُزراً معزولة، وثالث تلك الشتلات، الامتنان بما يقدمه الناس لك، فبه تصنع المعجزات وتقوى العلاقات وتزداد المحبة، فهو المرآة التى تجعلك ترى وتُدرك النعم الموجودة حولك.
ومهم أيضا أن تعلم - عزيزى - أنه بئس زمان لا يطمئن فيه الابن على أبويّه يوميا ولا الأخ على أخيه ولا الصديق على صديقه ولا المحب على حبيبه ولا الجار على جاره إلا عند المصلحة المادية، لأن بمنهج الآنانية هذا حتما سنفقد طعم السعادة، ويحلّ التوتر والقلق والتشنج والخصام والانتقام، وتكثر الكراهية والبغضاء ويسود الجفاء.
لذا، علينا غرس الورود وتوخي حُلوّ المقال وكرم الفِعال، وأن نعلم أن الدنيا لاتبقي على حال، فمهما تعاظمت فهى إلى زوال، ولا ننسى قول نبينا الكريم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وقول جل شأنه "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾.
وأخيرا.. أقول أن الكلمة الطَّيبة تقود القلوب إلى محبَّة صاحبها، فعليكم بها وبالود والمحبة والابتسامة ليمتلئ بستان حياتنا بشتلات المحبة والرضا والسكينة وراحة البال..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة