أحمد إبراهيم الشريف

التراث فى خطر.. التراث فى خير

الأربعاء، 08 مارس 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التراث جزء من الهوية، هذه الجملة لا جدال فيها، والذين يرون عكس ذلك ويدعون للقطيعة التامة مع الموروث إنما ينظرون بطريقة غير مكتملة للدائرة الإنسانية، وبالطبع فى عالمنا العربي "تراث" مهم، وأهميته تأتي من دوره، فقد كان هذا التراث فى يوم من الأيام يقود العالم أجمع للخير، إذن الخير "كامن" فى التراث، لكن المهم: كيف نتعامل معه؟
 
أزور هذه الأيام إمارة الشارقة فى دولة الإمارات العربية الشقيقة، وأتابع مهرجانا مميزا هو "أيام الشارقة التراثية" فى دورته العشرين، والذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، الذي يرأسه الدكتور عبد العزيز المسلم، ويستضيف أكثر من أربعين دولة ويسعى لزيادة العدد فى الدورات المقبلة،  ويقيم العديد من الفعاليات التي تقارب الأربعمائة فعالية، لكن ما لفت نظري  أكثر هو طريقتهم فى التعامل مع "التراث"، أي طريقتهم فى حمايته، إنهم يحمونه عن طريق "معايشته".
للأسف البعض لديه تصور خاطئ عن التراث، حيث يربطه بكلمة "الماضى" كأننا لو فكرنا فيه سوف يجذبنا للخلف ويعود بنا للماضي البعيد، وهذا مفهوم خاطئ، وصحيحه أن التراث "حياة"، وأن كل ما يصلح للاستمرار ليس "ماضيا" لكنه "تراث"، أي أن هناك فرقا كبيرا بين كلمتي ماضي وتراث.
 
ومما رأيته فى أيام الشارقة التراثية عرفت أن لدينا العديد مما مارسه أجدادنا لا يزال يصلح حتى الآن للممارسة، وذكرني ذلك بحياتنا فى صعيد مصر، فحتى الآن لا تزال أشياء كثيرة من المقتنيات والأفكار أيضا قادرة على التواصل معنا وداخلة معنا إلى المستقبل الذي نسير إليه، ومتفقة مع الحداثة التى نسعى إليها.
 
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن ما رأيته هناك دفعنى للتساؤل: هل التراث فى خطر أم أن التراث بخير؟ بالطبع الإجابة ليست سهلة، ربما فى بعض البلدان بخير وفى بلدان أخرى يعاني خطرا ويحتاج تدخلا عاجلا لحمايته، لكن عندما سألت أبو بكر الكندي، المنسق العام لأيام الشارقة التراثية هذا السؤال، أجابني "إنه بخير طالما هناك من يقوم عليه ويهتم به"، وهو كذلك بالفعل.
 
أعرف أن فى عالمنا العربى كلمة "تراث" تحتاج إلى توضيح أكبر، وأن لدينا "تراثات" وليس "تراثا" واحدا، لكن ما أتمناه فعلا أن تتغير نظرتنا لأهميته ولكونه حياة وليس متحفا، ونسعى ليكون بخير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة