"مندى الخير" لإفطار المرضى والحالات الخاصة بالوادى الجديد مبادرة بدأت منذ 24 عاما.. خدمات فندقية لإنضاج الدجاج والبسمتى بالدفن تحت الأرض والتسوية على نار الحطب.. وهدفهم تجهيز 1000 وجبة.. صور

الإثنين، 10 أبريل 2023 02:18 م

دجاج مندى

الوادى الجديد - ماهر البهنساوي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مندى الخير الواحاتى، وجبة فاخرة بتجهيز فندقى بالمجان للحالات المرضية وذوى الاحتياجات الخاصة وغير القادرين، فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد بمعدل يوم ويوم.

والمعروف أن المندى من أشهى الوجبات الصحية، التى تحظى بشهرة على مستوى كل دول العالم، وهو ما طبقه فريق من أهل الخير بمنطقة حى الزهور منذ 24 عاما، وهم يعملون بإخلاص وإتقان، ويقينهم أن هذه الصدقة توضع فى أيدى الله قبل أن تصل إلى مستحقيها، وهم عدد كبير من المتطوعين على رأسهم الحاج حسن محمد إبراهيم، وشقيقه إبراهيم، والكابتن عبد الخالق أبو زيد وصلاح محمد إسماعيل ومجدى زيدان وأحمد عبد المنعم، وغيرهم من فريق العمل التطوعى ممن دأبوا على استدامة تلك العادة الرمضانية دون انقطاع ويقضون أغلب وقتهم فى نهار وليل رمضان لتجهيز تلك الوجبات وتشغيل هذا المطبخ الخيرى الفندقى.

وقال الحاج حسن محمد إبراهيم موجه ومستشار تعليمى بالمعاش، القائم على المبادرة الخيرية فى تصريح خاص لـ اليوم السابع، أنهم بدأوا العمل فيها منذ عام 1999 م، بتجهيز 10 وجبات على طريقة المندى، وجرى تجهيز مكان لتسوية الوجبات ومع توالى السنين زاد عدد الوجبات التى يتم تجهيزها الحالات المرضية والغير قادرين وذوى الاحتياجات الخاصة وفقا لكشوف يتم تجهيزها بالتعاون مع أهل الخير مؤكداً على أن تلك المبادرة ليست مرتبطة بأية جمعيات خيرية أو مؤسسات تضامن مجتمعى ويتم تنفيذها كعادة خيرية يشارك فيها رواد مسجد سيد الشهداء بحى الزهور ويقوم عليها دولاب عمل تطوعى من شباب الحى ويعملون بطريقة احترافية ويلتزمون بإتباع كافة الالتزامات الصحية فى تجهيز وجبات المندى.

وأضاف إبراهيم، أنهم يجهزون حوالى 150 وجبة هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الدجاج ويسافر هو شخصيا لشراء متطلبات التجهيز من القاهرة حيث يشترى توابل المندى وشنط الحفظ الحرارية وأدوات المطبخ المصنوعة من الخشب لتكون صحية وآمنة وكذلك الأرز البسمتى من أجود الأنواع ويتم الإعداد لوجبات المندى من خلال تتبيل دجاج المندى ليلاً ووضعه فى ثلاجات وفى التاسعة صباحا حيث يتم تجهيز بئر الطهى من خلال وضع أخشاب الأشجار المجهزة لهذا الغرض لتحمية الفرن وفى تمام الواحدة ظهراً يتم رص الدجاج فى استاند حديدى مكون من طوابق وتجهيز الأرز البسمتى وإضافة المكونات الخاصة به من خلطات وتوابل وغيرها فى إناء كبير وتجهيزه مؤقتا على نار خارج البئر.

وأكد صلاح محمد إسماعيل مدير بالمعاش، أنه بعد تجهيز الأرز البسمتى والدجاج المندى يتم انزالهم فى البئر المشتعل بونش مجهز لهذا الغرض وبعد ذلك يتم تغطية البئر بصاج وسجاد ويتم ردمه بالرمل بدقة متناهية حرصاً على منع أى تسرب هواء إلى بئر المندى ويتم تركه لمدة ساعتين وبعد صلاة العصر تبدأ المرحلة الأخيرة من التجهيزات وهى استخراج الدجاج المندى والبسمتى من البئر بعد إزالة الرمل بحرص شديد وسحب الاستاند بالونش ويليه سحب إناء الأرز ويقوم فريق العمل بتعبئة الأرز والدجاج فى عبوات حافظة لدرجات الحرارة تم تجهيزها خصيصا لهذا الغرض ويتم غلقها بإحكام ووضعها فى شنط بلاستيكية حيث تتضمن الوجبة كمية كبيرة من الأرز تكفى لأربعة أشخاص ومعها دجاجة كاملة وكيس من الخبز.

وأوضح عبد الخالق أبو زيد موظف، أن مطبخ الخير الذى يقومون عليه هى تجربة خالصة لوجه الله تعالى وأحد ملامح المشاركة المجتمعية والتلاحم الواحاتى بين أهالى مدينة الخارجة المعروف عنهم التماسك والنسيج الواحد حيث تعمل تلك المبادرة منذ ما يقارب ربع قرن من الزمان بجهود مخلصة من أهالى المدينة ومع تزايد الحالات المسجلة لدينا كثفنا من جهودنا لتعزيز التبرعات العينية والمالية لشراء وتجهيز الوجبات حتى لا تتوقف تلك العادة التى تضفى البهجة والسرور على الحالات المستهدفة وتخفف من المعاناة المادية عنهم طوال شهر رمضان المبارك.