تستمر أزمة الهجرة الغير شرعية فى أوروبا مع التسبب فى قلق وفوضى فى القارة العجوز، فى الوقت الذى تعانى فيه الدول الاوروبية حالة من عدم الاستقرار الاقتصادى بسبب التضخم وارتفاع الاسعار ، وتعتبر إيطاليا وإسبانيا وبولندا أكثر الدول المتضررة من تلك الأزمة التى تحولت إلى "كابوس" لا ينتهى.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن أكثر من 14 الف مهاجر وصولوا إلى الدول الأوروبية منذ بداية عام 2023 ، وهو يعنى تضاعف عدد المهاجرين الذين وصلوا فى نفس الفترة فى عام 2022 إلى ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك إلى موجة الهجرة المستمرة التي تقلق الدولة الأوروبية ، ولهذا السبب أقرت جيورجيا ميلونى ، رئيسة وزراء إيطاليا ، بعض الإجراءات لاحتواء هذه الظاهرة ، مثل زيادة العقوبات على من يعملون مع شبكات استغلال البشر، و الاتجار في البحر.
وأكد خفر السواحل الإيطالي، أنه يحاول إنقاذ 1200 مهاجر على متن سفينتين في البحر الأبيض المتوسط، بعد أن تمكن من مساعدة ما يقرب من 2000 شخص خلال نهاية الأسبوع، حسبما قالت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات انقذت 800 مهاجر كانوا على متن قارب صيد، وتم العثور على القارب جنوب غرب سيراكيوز ، في جزيرة صقلية، ووفقًا لخفر السواحل الإيطالي ، فإن إنقاذ المهاجرين عملية "معقدة" بسبب الحشد على متن القارب.
كما اعترضت السلطات في المياه الإيطالية فى كابو باسيرو ، الجزء الجنوبي من صقلية ، قارب آخر على متنه 400 مهاجر.
وفقًا لمنصة الإنذار التي يستخدمها المهاجرون المعرضون للخطر ، Alarm Phone ، فإن الأشخاص على متن القارب "أصيبوا بالذعر".
وبحسب المعلومات التي قدمها خفر السواحل الإيطالي ، خارج هذه العمليات ، تم إنقاذ حوالي 2000 مهاجر من الجمعة إلى الأحد فيما وصفوه بـ "عدد كبير من عمليات الإنقاذ".
وحذرت السلطات الساحلية من وصول آلاف المهاجرين في الأيام الأخيرة على الساحل الإيطالي ، خاصة في جزيرة لامبيدوزا ، بعد القيام برحلات خطرة على متن قوارب في ظروف محفوفة بالمخاطر من شمال إفريقيا.
كما نجح خفر السواحل الأسبوع الماضي في إنقاذ 745 مهاجراً في البحر الأبيض المتوسط بعد اعتراض قارب في مدينة ريجيو كالابريا وكانت أول عملية لإنقاذ المهاجرين في الصباح عندما تمكنت السلطات من إنقاذ 295 مهاجراً و تم إحضارهم إلى الشاطئ.
وفى إسبانيا ، وصل حوالى 400 مهاجر إلى الشواطئ الإسبانية خلال يومين فقط ، ووفقا لبيانات نشرتها وزارة الداخلية الإسبانية فى بداية شهر ابريل الجارى، فقد دخل 4287 شخصا إسبانيا بشكل غير منتظم منذ بداية العام.
نفذت خدمة الإنقاذ البحري تدخلاً إغاثيًا ثلاثيًا في محيط جزر الكناري بين ليلة السبت والساعة الأولى من يوم الأحد لإنقاذ 141 رجلاً بالغًا وامرأتين وطفلين قادمين من القارة الأفريقية، بالإضافة إلى ذلك ، ساعد يوم الأحد قاربًا محفوفًا بالمخاطر (باتيرا) على متنه 16 شخصًا من أصل شمال أفريقي ، و 15 رجلاً وامرأة ، كانوا يحاولون الوصول إلى لانزاروت.
وفى اليونان ، ترك قبطان قارب يقل 400 مهاجر عابراً بين اليونان ومالطا، وذلك بعد ان نفذ الوقود من السفينة وغمرت المياه سطحها السفلى ، وتحاول السلطات انقاذ المهاجرين الذين انتابهم حالة من الذعر والعديد منهم يحتاجون الى عناية طبية.
قالت السلطات إن سفينة تقل نحو 400 مهاجر تبحر بين اليونان ومالطا، بالإضافة إلى ذلك ، أُعلن أن "القبطان هرب من المكان".
وتطالب حكومات دول الاتحاد الأوروبى بالتوصل الى حل جذرى ونهائى لأزمة الهجرة ، دعا وزير الداخلية الفرنسى ، جيرالد دارمانين ، الى نص حازم ضد الهجرة غير النظامية ، كما وعد بإعادة مشروع القانون فى غضون اسابيع ، وقال الوزير الفرنسى أنه من المهم أن يكون هناك قانون حازم ضد الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أنه يمهد الطريق لمدة عام تقريبا لهذا القانون الذى كان سيشمل عنصرين رئيسيين أحدهما لتسهيل طرد الأجانب والاخر يتعلق بالاندماج ولا سيما تنظيم بعض العمال فى القطاعات المتوترة.
وسيطرت أزمة المهاجرين على اللقاء الأول بين رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانتشيز ورئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلونى والذى جاء ضمن الجولة الأوروبية لسانتشيز قبل تولي إسبانيا رئاسة الاتحاد الاوروبى.
واتفق الزعيمان على أن المشكلة تزداد خطورة وباتت تتطلب استجابة سريعة وحاسمة من الاتحاد الاوروبى، حيث قامت ميلونى بفرض عقوبات جديدة على المنظمات غير الحكومية التى تنقذ المهاجرين من البحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة