مع كُل مِحنة تمر بها مصر يكون الرهان _ دائماً _ على الشعب المصرى العظيم، رهان على يقظته ووعيه وفِطنته وقُدرته على تحمُل الأزمات لكى "تحيا مصر"، رهان على قُدرته على الفداء والتضحية بكل شيء لكى يبقى الوطن رافعاً رأسه.. رهان على طاقة جبارة كامنة بداخله _ فرداً فرداً _ تجعله ينسى كل شيء ويُعلن التحدى حينما يكون الوطن فى أزمة.
رهان على رِجاله ونسائه وشبابه وشاباته الذين يستنفرون مُسرِعين حينما يشعرون أن الوطن فى أمَس الحاجة إليهم.
وعلى مدار تاريخ مصر الحديث كان الشعب المصرى هو (السَنَد)، ففى ثورة 23 يوليو 1952 خرج الشعب الأبي داعماً للجيش بعد البيان الذى ألقاه البكباشي _ وقتها _ أنور السادات، وامتلأت الشوارع والميادين بحشود من الشعب لتؤيد الجيش، واستمر الشعب فى دوره الوطنى ووقف بجوار الرئيس الراحل _ خالد الذِكر _ جمال عبدالناصر فى حرب 1956، كان الشعب هو الداعم الأكبر لـ "جمال عبدالناصر" وحينما وقعت نكسة 1967 وأعلن "جمال عبدالناصر" التنحى خرج الشعب المصرى وقالوا له: لا تتنحى، واستمرت التضحيات فى حرب الاستنزاف، كانت مصر بشعبها وجيشها يداً واحدة، وكان الهدف هو إزالة آثار العدوان واستعادة الأرض والكرامة، كان الجميع يعلم أن الشعب المصرى العظيم لن يرتاح له بال إلا بتحويل الهزيمة إلى انتصار وتحويل الانكسار إلى أفراح واحتفالات بعودة الأرض.
حينما جاء الرئيس البطل الراحل أنور السادات كان كل هَمَه استعادة أرضنا الحبيبة، ووقف الشعب المصرى معه فى ثورة التصحيح فى 15 مايو 1971 وساندوه ودعموه ووثقوا فيه بعد أن ظن البعض أنه ضعيف، وبصراحة أقول: تَحَوَل هذا الضَعف إلى قوة بعد مساندة الشعب له وقاد "السادات" أشرف معركة فى تاريخنا ونال لقب "رجُل الحرب والسلام" عن جدارة واستحقاق.. ولهذا رد السادات الجميل للشعب وكتب بخط يده كلمات عن نضال الشعب المصرى فى كتابه "البحث عن الذات" وقال نصاً (إن الشعب المصرى عِملاق دائماً، قد ينِزِف دماً، لكنه يعلم أنه سيأتى الوقت الذى يتوقف فيه هذا النزيف، هذا هو الشعب المصرى العظيم الذى آمنت ومازلت أُؤمن به وأدعو الله أن يُمَكِنُنى من أن أُزيل من طريقه جميع المُعوقات، وأن أجعل الكلمة الأولى والأخيرة له، فأنا أعرِف أنه عند ذاك سوف يُحقق المعجزات)، حينما أقرأ كلمات الرئيس السادات هذه عن شعب مصر أجدُنى _ وأنا بكامل إرادتى _ أشعُر بالفخر فأنا مصرية ولى الشرف وانتمى إلى الشعب الذى ناضل بِشرف وكافح بِشرف ويحب بلده بكل شَرَف، فأنا أعرف أن سُمعتنا طيبة، وشعبنا طيب وتاريخنا مُشرِف وحضارتنا مجيدة ولا يوجد لها مثيل.
سنوات طويلة تَحَمَل فيها الشعب المصرى الكثير من الأزمات، كانت هذه الأزمات بمثابة اختبار لمدى قدرة الشعب المصرى على المواجهة والصمود والتَحَمُل، نجح الشعب _ كعادته _ وأعطى الجميع دروساً فى نكران الذات وتقديم المصلحة العليا للوطن على أى مصالح شخصية.. فنحن "شعب مصر" نُدرِك جيداً أن تاريخنا مليء بمراحل صمود كثيرة ومراحل تحدى أكثر وتاريخنا مليء بالانتصارات التى نتشرف بها ونفتخر بها، وتجعلنا نمشى واثقي الخُطى فى أمجادنا التى حققها أجدادنا وتجعلنا _ أيضاً _ نفتخر بما حققناه من إنجازات خلال السنوات القليلة الماضية مع الرئيس السيسي.
لهذا أكتب اليوم عن "الشعب المصرى" لأننى مُمِتَنة لنضاله ووقفته الملموسة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بداية من محاربة الإرهاب والتصدى للخونة ومواجهة الشائعات، ومُمتنة جداً للدعم الذى رأيته من الشعب المصرى للرئيس السيسي خلال عمليتى (البقاء والبناء)، ففى مرحلة الحفاظ على "بقاء الوطن" كان الشعب المصرى له دوراً كبيراً فى الدعم والمساندة والوقوف صفاً واحداً خلف القائد الرئيس السيسي.
وفى "مرحلة البناء" التى تشهدها مصر من شمالها لجنوبها وفى كل المجالات كان الشعب المصرى هو "البطل"، لأنه ساند وتَحَمل وهو يعلم أن ثمار عملية البناء والتنمية التى تحققت فى ربوع مصر سيجنى ثمارها أبناؤنا وأحفادنا مِن بَعدِنا، وهم الذين سيحملون الراية ليستكملوا مُهمة الحفاظ على الوطن والحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجازات.
حفظ الله مصرنا الغالية وشعبنا العظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة