طومان باى.. آخر المماليك المحترمين

السبت، 15 أبريل 2023 03:30 م
طومان باى.. آخر المماليك المحترمين طومان باى
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنه طومان باى (1476- 1517) الملقب بأبى النصر، المملوكى الأخير الذى حكم مصر مستقلاً، جعلته مقاومة العثمانيين خالدا، على الرغم من الهزيمة والموت. 
 
 تولى  طومان باى الذى تولى الحكم مجبرا خلفا لقريبه قنصوة الغورى الذى مات فى معركة مرج دابق فى سنة 1516، فقد كان العثمانيون القوة الناهضة فى ذلك الزمان فى القرن السادس عشر الميلادى يحيطون بمصر ويسعون جديا لاحتلالها، وكان طومان باى يعرف أنه بموافقته على حكم مصر يكتب نهايته بيده.

كواليس توليه الحكم 

كان طومان باى يمت بصلة قرابة إلى السلطان قنصوة الغورى، وظل يترقى فى المناصب حتى توفى ابن السلطان، فبدأ قنصوة الغورى يتعامل مع طومان باى كخليفة له، وعندما اقتربت جيوش العثمانيين وباتت تهدد حكم المماليك فى مصر والشام قرر السلطان الغورى الخروج بنفسه على رأس الجيوش لملاقاة سليم الأول فى الشام، واختار طومان باى ليكون "نائب الغيبة" فى مصر إلى أن يرجع إلى القاهرة.
 
وعندما انهزم الغورى وقتل تحت سنابك الخيل فى موقعة مرج دابق، وقع اختيار الأمراء على طومان باى ليتولى السلطنة فامتنع فى البداية ولم يوافق إلا بعدما اشترط على الأمراء وحلفهم على المصحف ألا يغدروا به ولا يثيرون فتنا وأن ينتهوا عن مظالم المسلمين قاطبة.
 
يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باى "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44 سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه، وفتك فى عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات فى نفر قليل من عسكره، ووقع منه فى الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال، وكان لما سافر عمه السلطان الغورى جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس الناس فى غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية فى مدة غيبة السلطان، وكانت القاهرة فى تلك الأيام فى غاية الأمن من المناسر والحريق وغير ذلك، وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما".
 
باب زويلة
 

معركة الريدانية 

وقعت معركة الريدانية بين طومان باى والسلطان سليم الأول العثمانى وانتهت فى 23 يناير من عام 1517 بهزيمة طومان باى وإعدامه على باب زويلة، وإنهاء حكم المماليك وبداية السيطرة العثمانية على مصر.

يقول ابن إياس بكتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور": وصلت طلائع عسكر ابن عثمان عند بركة "الحاج" بضواحى القاهرة، فاضطربت أحوال العسكر المصرية، وأغلق باب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب البحر، وأغلقت الأسواق، وزعق النفير، وصار السلطان طومان باى راكبا بنفسه وهو يرتب الأمراء على قدر منازلهم، ونادى للعسكر بالخروج للقتال، وأقبل جند ابن عثمان كالجراد المنتشر، فتلاقى الجيشان فى أوائل الريدانية، فكان بين الفريقين معركة مهولة وقتل من العثمانية ما لا يحصى عددهم، ويستطرد ابن إياس فيقول: "ثم دبت الحياة فى العثمانية، فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم".
 
استمرت المعركة الضارية بين العثمانيين والمماليك ما بين 7-8 ساعات وانتهت بهزيمة المماليك وفقد العثمانيون خيرة الرجال منهم سنان باشا الخادم وقد قتل بيد طومان باى الذى قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره وقتله بيده ظناً منه أنه سليم الأول كما فقد الكثير من القادة العثمانيين وأمراء الجيش بسبب الشجاعة المنقطعة للمماليك ولكنهم لم يستطيعوا مواجهة الجيش العثمانى لمدة طويلة فقد خسر المماليك حوالى 25 ألف قتيل بفضل مدفعية العثمانيين واستخدامهم المكثف للبنادق، وفرَّ طومان باى من المعركة ودخل العثمانيون العاصمة المصرية وقد استغرق منهم الكثير من الوقت والرجال حتى استكملوا سيطرتهم بالكامل على القاهرة.
 
طومان
 

نهاية تليق ببطل

بعد القبض على طومان باي ومقتله فى 15 أبريل من سنة 1517 لم ينته سلسال المماليك، لكن انتهى أبطالهم، وقد ظل طومان باى معلقا على بوابة زويلة أياما، البوابة التى يسميها المصريون بوابة المتولي، والتى تحولت مع الوقت إلى بوابة مقدسة يقصدها الطامعون فى رحمة الله وفى أن يرزقهم الله الذرية الصالحة، حيث يمرون تحت شبح المشنوق على البوابة. 
 
طومان باي
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة