«القرآن الكريم نزل فى مكة وقرئ فى مصر».. ترسخ هذه المقولة الخالدة مكانة مصر فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم على مر العصور، حيث ظلت دولة التلاوة المصرية فى القمة، بقراء عمالقة نشروا المدرسة المصرية فى التلاوة فى ربوع العالم.
الكثير إن لم يكن جميع عمالقة دولة التلاوة المصرية، التحقوا صغارا بالكتاتيب التى كانت منتشرة فى القرى، حفظوا وأجادوا القرآن الكريم، تلاوة وتجويدا على يد «شيوخ الكتاتيب»، فى سن مبكرة، فكانت الكتاتيب بمثابة البوابة الأولى لكبار قراء القرآن الكريم إلى العالمية والشهرة فى تلاوة كتاب الله.
كُتاب القرية على بساطته قديما، فقد كانت معظم الكتاتيب لا تتجاوز غرفة واحدة فسيحة تفرش بحصير يجلس عليها الأطفال، يحملون بين أياديهم ألواحا خشبية للكتابة عليها، ويتبارى الأطفال فيما بينهم بأصواتهم وأكثرهم حفظا لآيات الله، لتُخرج هذه المنافسات أجيالا من حملة كتاب الله ومقرئين عظاما.
لم تكن أى قرية أو حى يخلو من كتاب على الأقل لتعليم الأطفال القراءة والكتابة ومبادئ الحساب إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، ولكن مع مرور الزمان اندثرت هذه الكتاتيب بعض الشىء فى القرى والمدن، أو تطورت فى بعضها فلم يعد الكُتاب بالشكل المتعارف عليه قديما، حتى أن اسمه تطور ليصبح «مكتب تحفيظ القرآن».
فى شهر القرآن «شهر رمضان»، أجرت «اليوم السابع» معايشات ميدانية فى عدد من مكاتب تحفيظ القرآن الكريم «الكتاتيب» بالمحافظات، للتعرف من قرب على الدور الذى تلعبه هذه الكتاتيب الحديثة، وما تنتجه من أجيال جديدة فى دولة التلاوة المصرية.
- عز السجاعى: ورثت خدمة القرآن عن جدى ووالدى وتخرج فى الكُتاب المئات من الحفظة
فى قرية الرجدية مركز طنطا بمحافظة الغربية، يوجد واحد من أقدم الكتاتيب على مستوى المحافظة والذى يتخطى عمره 100 عام، حيث وهب أصحابه أنفسهم لخدمة كتاب الله، وتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.
داخل غرفة صغيرة مفروشة بالحصير يجلس الشيخ عز الرجال مصطفى السجاعى ويلتف حوله عدد كبير من أطفال القرية، يحملون المصاحف ويقرأون على الشيخ ما حفظوه من القرآن الكريم ويراجع معهم الجزء الجديد، بدأ هذا الكُتاب عمله قبل أكثر من 100 عام، حيث بدأه جد الشيخ عز الرجال وورثها من بعده والده وبعد وفاته أكمل المسيرة من بعده.
كتاب-الشيخ-عز-الرجال-السجاعي
وقال الشيخ عز الرجال السجاعى لـ«اليوم السابع»، إن الكتاب يفتح أبوابه منذ الصباح الباكر وحتى الانتهاء من تحفيظ آخر مجموعة من الأطفال، مشيرا إلى أن الكتاب ورثه عن جده ثم والده، وبدأ والده التحفيظ فيه بعد وفاة الجد.
وأضاف أنه يقبل الأطفال من سن 4 سنوات حيث يبدأ معهم بتحفيظهم حروف الهجاء والتشكيل ويتلقى الطفل القرآن بالاستماع، ثم بعد فترة يبدأ الطفل فى الحفظ بداية من سورة الناس، وأشار إلى أن العطاء فى الكتاب مستمر منذ عقود وتخرج فيه أجيال كثيرة من حفظة كتاب الله عز وجل، مشيرا إلى أنه ختم القرآن الكريم على يد والده وعمره 10 سنوات عام 1994 وكان يجلس بجوار والده وهو يحفظ غيره القرآن الكريم، ومنذ صغره كان يساعد مع والده فى تحفيظ الأطفال القرآن الكريم.
وأوضح أن منزلهم مفتوح ببركة القرآن الكريم، واستمر فى مساعدة والده حتى توفاه الله وأكمل المسيرة من بعده.
وتابع أن الكتاب تتردد عليه مراحل عمرية مختلفة بداية من سن 4 سنوات، ومن المرحلة الابتدائية والإعدادية وأيضا طلبة الثانوية العامة والجامعة، ولكل منهم وقت مخصص للحفظ والمراجعة.
وأكد أنه يهتم أكثر بما سبق حفظه أكثر من تحفيظ أجزاء جديدة للتأكيد على الحفظ ثم بعد ذلك تتم مراجعة الجزء الجديد، مؤكدا أهمية الكتاتيب فى تحفيظ القرآن الكريم وتأسيس الأطفال لإخراج أجيال من حملة كتاب الله.
- الشيخ أحمد عثمان.. حرمه الله من نعمة البصر وأنعم عليه بحفظ كتابه
حرمه الله تعالى من نعمة الإبصار، ليختبر قوة صبره وتحمله البلاء، وعوضه الله عز وجل بنعمة حفظ القرآن الكريم وجعله من خدام وأهل القرآن الكريم، وكرس حياته فى سبيل تحفيظ غيره كتاب الله فى رحلة عطاء عمرها أكثر من 25 عاما، فى الكُتاب المرخص من الأزهر الشريف الخاص به.
بطل قصتنا هو الشيخ أحمد عثمان إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، والذى وهب حياته لخدمة كتاب الله وحفّظ المئات من الأطفال والبنات والشباب وأيضا الكبار القرآن الكريم.
-احمد-عثمان-
يجلس الشيخ أحمد عثمان على كرسى ويجلس أمامه الأطفال فى مراحل عمرية مختلفة، ويبدأ فى تحفيظهم القرآن الكريم ومراجعة كتاب الله لهم، متذكرا الآيات المحفورة فى ذهنه منذ طفولته ويحفظ الأطفال الآيات على يديه ويشجع المتفوقين منهم، وقال الشيخ أحمد عثمان، إن الله منّ عليه بحفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات، وما أن انتهى من حفظ كتاب الله حتى بدأ فى تحفيظ غيره القرآن الكريم مع شيخه.
وأضاف لـ«اليوم السابع»، أنه لم ينقطع يوما عن مراجعة القرآن الكريم أو تحفيظ غيره كتاب الله عز وجل، طوال فترة الابتدائية والإعدادية والثانوية وأيضا مرحلة التعليم الجامعي، مشيرا إلى أنه قضى أكثر من 25 عاما فى تحفيظ الأطفال والكبار كتاب الله عز وجل، وأوضح أنه وهب حياته للقرآن الكريم ويمكنه التخلى عن أى شىء مقابل تكريس وقته لتحفيظ القرآن الكريم والخطابة بالمسجد المُعين به، وأشار إلى أنه يقضى يومه فى تحفيظ القرآن الكريم بداية من التاسعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشر مساء وبين هذه الفترة يذهب للمسجد ليؤم المصلين فى الفروض الخمسة، وأيضا يجلس بعد صلاة العشاء ليعطى المصلين درسا دينيا.
وأضاف أن لديه ظروفا خاصة وهى فقدانه حاسة الإبصار، وكان يذهب لشيخه الشيخ الشحات صاحب الفضل عليه فى تحفيظه القرآن الكريم، حيث كان والده يصطحبه للشيخ ليحفظ القرآن فى الكتاب، وكان الشيخ يحفظه بـ«التلقين»، وتابع أنه بعد حفظه القرآن الكريم وهو فى سن الـ10 من عمره سلك طريق تحفيظ غيره القرآن الكريم وتأثر بأسلوب شيخه فى التحفيظ وسار على نهجه وكان يتعامل مع الأطفال بسهولة وحفظ الكثيرين كتاب الله على يديه.
- كُتاب الشيخ أحمد سليمان بالشرقية تتلمذ فيه قراء إذاعيون من الحفظة
واحد من أشهر الكتاتيب فى الشرقية، هو كُتاب الشيخ أحمد سليمان، الذى خرج منه أعلام فى تلاوة القرآن الكريم، «اليوم السابع» التقت الشيخ أحمد سليمان، مؤسس الكُتاب، وهو عضو بلجنة مراجعة المصحف بالأزهر سابقا، ومراقب للنص القرآنى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف سابقا، وأكد أنه مقرئ ومدرس ومعلم القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى والصغرى والروايات القرآنية ويجتهد أن نقرأ ونعلم القرآن الكريم بقراءته ورواياته.
ولفت سليمان إلى أنه طور الكُتاب حتى أصبح مركزا لقراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر القرآنية وإعطاء الإجازات فى القراءات القرآنية ودراسة العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه مثل علوم رسم المصحف وتوجيه القراءات فى لغة العرب وهذا المركز فى قرية ناطورة، مركز كفر صقر، محافظة الشرقية.
حفظة-القرآن-الكريم-
وأشار الشيخ أحمد سليمان، إلى أن برنامجه فى تعليم أهل القرآن يتوقف على المرحلة العمرية، فإذا كان طفلا صغيرا يبدأ معه بإتقان نطق وكتابة الحروف الهجائية كل حرف على حدة، بعد ذلك يتم تعليمه كتابة الحرف مستقلا، ثم جمع الحروف فى كلمة واحدة، نطقا وصوتا ثم بعد ذلك كيف يكتبها صحيحة وكيف ينطق الجمل اللغوية ويكتبها بعد ذلك ينتقل إلى النص القرانى بدءا من الكلمة القرآنية وحتى الآيات والسور، حتى إتمام الحفظ ليبدأ معه بعد ذلك برنامج تعليم القرآن بالأحكام.
وكشف عن أنه فى الكُتاب، يتم عقد حلقات قراءات لمن يتم حفظ القرآن الكريم، وبعد ذلك يختبر الحافظ فى القرآن الكريم كاملا بالقراءات العشر الكبرى، أو الصغرى، أو أى رواية وإن أتقنها يحصل على إجازة.
وأوضح أنه تخرجت على يديه دفعات كثيرة وأجيال متعاقبة من قراء وحفظة كتاب الله، من بينهم الشيخ محمود عمر نصر، الذى اعتمد فى إذاعة القرآن الكريم، والشيخ أحمد عزازى، والشيخ أحمد عبده خليل وغيرهم.
ويقول أنس وليد، طالب بالصف السادس الابتدائى، أحد الدارسين بالكُتاب، إنه الآن يحفظ نصف القرآن، وقد التحق بالمركز منذ عامين، ويسعى للحصول على الإجازة، فيما يقول محمد السيد بالصف السادس الابتدائى، إنه أتمم حفظ القرآن، بأحكامه، منذ 3 سنوات، ولم يكن قد حصل على الإجازة، وهو الآن يعيد حفظ القرآن فى كُتاب الشيخ أحمد، بأحكامه.
- كتاب الشيخ شحاتة فى ههيا منارة قرآنية خرجت الآلاف من حفظة كتاب الله
فى قرية منزل حيان بمركز ههيا بالشرقية، واحد من أشهر كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم بالمحافظة، يتجاوز عمره 75 عاما، تخرج فيه الآلاف من حفظة القرآن الكريم والعلماء، هو كتاب الشيخ شحاته محمد على، يقصده أهل القرية والقرى المجاورة من كل الأعمار، لتعلم أحكام التجويد والقراءات العشر الصغرى والكبرى، والإجازات.
«الكُتاب» أسسه الشيخ محمد على وظل به 25 عاما واستمر بعده الأبناء أبرزهم شحاته محمد على، مدير التوجيه النوعى وشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف الأسبق، ومحكما فى مسابقات دولية، الذى استمر لأكثر من 50 عاما تخرجت على يده أجيال، ثم خلفه الآن الأحفاد من الجيل الثالث والرابع. ويقول الشيخ محمود، محفظ بالأزهر، والابن الأكبر للشيخ شحاتة، إنهم عائلة تمتد للجيل الرابع، فى تحفيظ وتعليم القرآن الكريم، بداية من الجد الأكبر الشيخ محمد على الذى كان محفظا، وخلفة نجله الشيخ توفيق أمام وخطيب، تعلم على يده أبناء القرية، وخلفهم والدى الشيخ شحاتة مدير شؤون القرآن بالأزهر والذى استكمل المسيرة لأكثر من 50 عاما، حتى توفى قبل سنوات، ونحن الأبناء والأحفاد مستمرون على نهجهم، وأشار إلى أن الكتاب يؤسس الأطفال من عمر 3 سنوات فى القراءة والكتابة، ثم التحفيظ مع تعلم القراءة الصحيحة لآيات القرآن، لافتا إلى أن الكتاب مقسم لعدة فصول، كل فصل مستوى معين من الحفظ، كما يوجد قسم خاص للإجازات.
الشيخ-شحاته-
وتضيف هبة شحاتة مدرس مواد شرعية بالأزهر الشريف: «ختمت القرآن على يد والدى وعمرى 10 سنوات، وعقب التحقى بجامعة الأزهر، والذى اعتمد على بالكتاب فى تأسيس الأطفال القراءة والكتابة، ثم التحفيظ لجميع الأعمار للسيدات»، لافتة إلى أن بعضهن لا يجيدن القراءة والكتابة، إلا أن مع بدء الحفظ تتحسن لديهن القراءة الصحيحة لآيات القرآن.
ويقول الابن الثالث محمد شحاتة مدرس قرآن بالأزهر، عمل مدير للتوجيه النوعى وشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف الأسبق، وأن والده على مدار نصف قرن تخرج فى كتابه الآلاف من حفظة القرآن، من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة وعدد من الدول الإسلامية، فهو كانت له دورس علم وخطب بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وبرامج فى قنوات فضائيه دينية تختص بتعليم الأحكام والتجويد والنطق الصحيح، فضلا عن قناة خاصة به على موقع يوتيوب ما زال يقصدها الطلاب على الرغم من وفاته منذ أعوام.
- كتاتيب قرية طفنيس المطاعنة بوابة لحفظ القرآن لأكثر من 1140 طفلا وشابا وفتاة بالأقصر
فى قرى ونجوع محافظة الأقصر يعد «الكُتاب» مدرسة حقيقية لتعليم الطفل منذ نعومه أظافره القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ففى قرية طفنيس المطاعنة توجد تجربة ملهمة على تعليم الأطفال كتاب الله وتحفيظهم، حيث تنتشر الكتاتيب فى القرية والتى تضم الكبار والشباب من المحفظين لدعم أكثر من 1140 طفلا وشابا وفتاة طوال العام، ويقومون بعمل تكريمات دورية لهم لتشجيعهم على حفظ كتاب الله، ونظمت القرية العام الماضى أكبر احتفالية لتكريم 1140 من حفظة القرآن الكريم من 46 كتاب ومدرسة قرآنية فى القرية، بحضور الآلاف من أبناء القرية وقيادات الأوقاف ومدينة إسنا، وسط أجواء مبهجة وفرحة عارمة بين الأطفال والشباب والفتيات المكرمين بالحدث السنوى للقرية.
ويقول الشيخ سيد عبدالدايم وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، إن تلك الكتاتيب والمدارس القرآنية تساهم فى نشر حفظ كتاب الله ودعم الكتاتيب حول الأقصر، وهى علامة مميزة فى مختلف أنحاء قرى ونجوع المحافظة، حيث ساعدت على مدار القرون الماضية فى إخراج نجوم مصر والعالم العربى فى القرآن الكريم، وعلى رأسهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ أحمد الرزيقى القارئين الشهيرين، وما زالت الكتاتيب تقوم بدورها فى إخراج جيل مميزة من حفظة القرآن الكريم، مؤكداً أنه يتم أولا بأول مراجعة كل اعتمادات الكتاتيب فى كل مدينة وقرية، والتأكد من قوة وقدرة المحفظ فى التلاوة لتلقين الأطفال القرآن بصورة صحيحة للغاية، وكذلك إحكام الرقابة عليها للتأكد من عدم دخول أية توجهات سياسية للكُتاب الذى سيخرج أجيالا من حفظة القرآن الكريم، مشددا على أن المديرية تكرم فى كل فعالياتها حفظة القرآن الكريم لحث جميع الأطفال على حفظ القرآن، وكانت آخرها تكريم عدد من الأطفال والفتيات فى احتفالية رأس السنة الهجرية.
كُتاب-الشيخ-تميم-بالبر-الغربي-يضم-400-طفل
فيما يقول الشيخ يحيى عبدالعظيم أحد أقدم محفظ القرآن الكريم بقرية طفنيس المطاعنة بإسنا، إنه يتم تنظيم احتفال لتكريم حفظة كتاب الله بصورة سنوية منذ عشرات السنين بمشاركة كل أبناء وشباب القرية.
ويقول المهندس يحيى وقاد رئيس مجلس إدارة الاحتفال بقرية طفنيس المطاعنة، أن الجائزة الكبرى حصل عليها بعض الأوائل فى المسابقة، هم 15 حافظ للقرآن الكريم كاملا بالروايات.
- كتاتيب الغربية.. الأطفال يبدعون فى تلاوة القرآن
داخل قرية دهتورة التابعة لمركز ومدينة زفتى فى محافظة الغربية، التقت «اليوم السابع» بالشيخ عبدالله عبدالحليم يوسف القائم على مكتب تحفيظ القرآن الكريم «الكتاب» بقرية دهتورة والمسجل بمنطقة الغربية الأزهرية تحت إشراف مؤسسة الأزهر الشريف، والذى يعد أحد أقدم الكتاتيب فى مراكز ومدن المحافظة.
وقال الشيخ عبدالله، أن الكُتاب يعد أحد أقدم الكتاتيب على مستوى الجمهورية والذى توارثه من والده الشيخ الراحل عبدالحليم يوسف واجداده، حيث تخرج من هذا الكتاب العديد والعديد من الطلاب داخل القرية والقرى والعزب المجاورة لها وأتموا حفظ القران الكريم كاملا وتم تكريمهم جميعا فى احتفاليات عديدة.
كتاب-قرية-دهتورة-أحد-أقدم-الكتاتيب-في-الغربية
وأضاف: توارثت الكتاب منذ 50 عاما تقريبا وكان وقتها مسجلا بالأزهر الشريف، وقمت بنقل المكان إلى مكان آخر داخل القرية، كما قمت بتسجيله أيضا فى الأزهر الشريف ليكون كتابا معتمدا، موضحا أن حفظ الأطفال للقرآن الكريم له قواعد وأساسيات، حيث يتم أولا كتابة الآيات داخل محفظة صغيرة حتى يتمكن الطالب والطفل من القراءة بشكل صحيح، ثم نقوم بالتلقين والقراءة المجمعة مع الأطفال حتى يتم الحفظ.
وتابع: أقوم بإعداد مجموعة من الطلاب والأطفال الذين يختمون الحفظ بالتجويد كل عام ليلتحقوا بمسابقة القرآن الكريم عن طريق المنطقة الأزهرية التابعة لنا، كما أقوم بتكريم حفظت القرآن كل عام بحضور الشخصيات العامة وكبار رجال القرية تشجيعا لهم، مشيرا إلى أن أهالى القرى المجاورة والعزب يحرصون على إلحاق أطفالهم فى سن الثلاث سنوات بالكتاب حتى يتمكنوا من حفظ القرآن، وأشار الشيخ عبدالله إلى أن الأمر لم يختلف كثيرا عن السابق ولكن بدأنا فى التطوير وتعليم الأطفال القواعد الخاصة باللغة العربية تسهيلا عليهم فى حفظ القرآن الكريم، ولكن حتى الآن لم تتم دراسة أى مواد آخرى لأن الهدف هو تأسيس الطفل فى اللغة العربية وحفظ القرآن قبل التحاقه بالتعليم الأساسى، مضيفا: «بدأت فى حفظ وتعلم القرآن الكريم منذ الصغر عندما كانت سنى ثلاث سنوات، فكان والدى رحمة الله عليه يعلم الأطفال داخل الكتاب الخاص بنا بالقرية، حتى أتممت حفظه فى سن 8 سنوات».
وأضاف كان والدى يحرص على تعليمنا القراءات الصحيحة للقرآن، فجميع أفراد الأسرة حافظون لكتاب الله عز وجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة