ترسم الدورات الرمضانية التي تابعنا تفاصيلها خلال الأيام الماضية حالة فريدة، تُطهر- من بين مؤشرات أخرى- عشقًا شعبيًا لكرة القدم، وتفانينًا في إخراج المشهد- على بساطته- كأنه حدث رسمي جدير بالاحترام والتقدير.
رمزية الدورات الرمضانية، من خلال المشاهدات التي طالعنا تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتمثل في كون محدودية الإمكانيات لا تمنع الوصول لمثالية التنظيم والإمتاع الشعبي بالرياضة الأولى في مصر.
أمَّا شعار "الكرة للجماهير" الذي يتناقله الجميع، بات واضحًا بالقدر الذي يجعل من دورة رمضانية في واحدة من أقصى قرى مصر تشهد أجواء خيالية، بدءًا بحضور جماهيري وتعليق صوتي بأقل الإمكانيات ووحدة "VAR" على الطريقة البسيطة.
سعداء بالأجواء التي شاهدناها على مدار الشهر الكريم، من خلال تغطية متواصلة لشبكة مراسلي اليوم السابع بكافة المحافظات والتي واكبت التفاصيل بدقة، وسعداء أكثر بالبهجة التي أضفتها الدورات الرمضانية على الجميع، لكن التفاصيل تدعونا للوقوف أمامها طويلاً لتفسيرها والبناء على نتائجها، ومعرفة مواطن القوة لتقويتها والقصور لمعالجتها، وقبل كل ذلك نضع شعار "الكرة للجماهير" نصب أعيننا.
أمَّا تنمية المواهب وصقلها انطلاقًا من القرى والنجوع إلى مراكز الشباب والأندية، فهي مهمة أعتقد أنها ستبدأ من التجمعات الرياضية الرمضانية أولًا، وإن كان اكتشاف الموهوبين يجيب أن يبدأ من سنٍّ مبكرة، لكن تلك الدورات قطعًا ستكون مرشدًا للكشَّافين.
من محاسن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أنها أظهرت هذه الأجواء المدهشة التي أثارت إعجاب الجميع، رغم كونها موجودة بالفعل من قبل معرفة الإنترنت بنفس القدر من الشغف، بيد أن السوشيال ميديا بدأت تكشف عن عالم الدورات الرمضانية الملئ بالإبهار والمهارة والإبداع داخل الملعب وخارجه.
رغم كونها تبدو للبعض عشوائية، لكن المتابع الجيد لتلك الدورات يعلم جيدًا أن المجاملة أو الأخطاء على النجيلة الخضراء في الدورات الكبيرة يمكن أن تكون أوضح من هفوات بسيطة تحدث على ملعب ترابي مخطوط بـ"جير" ويشكل المتابعون بشغف على امتداده سورًا بشريًا، وتتحول شبابيك المنازل والحوائط والأسوار مدرجات جماهيرية.
خرجنا من دورات رمضان الرياضية بالعديد من المواقف والدروس التي لا يجب أن تغيب عن أذهاننا ونحن نفكر في صناعة محمد صلاح جديد يخرج من رحم شغفنا بكرة القدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة