ارتبطت الأعياد فى أذهان الملايين بالعديد من الأغنيات التى يشعر معها الجمهور بقدوم العيد وفرحته ويسمعها من ليلة الوقفة وطوال أيام العيد، وفى تاريخنا الفنى هناك عدد من الأغنيات أصبحت أيقونات للأعياد، لا تكتمل الفرحة بالعيد إلا حين نسمعها ونرددها.
ومن أشهر هذه الأغانى التى يشعر الملايين معها بفرحة العيد رائعة أم كلثوم الخالدة "يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا" والتى أصبحت على مر الأجيال الأغنية الرسمية للعيد، سواء عيد لفطر أو عيد الأضحى، وهى الأغنية التى غنتها كوكب الشرق ضمن أحداث فيلم دنانير عام 1939، ثُم أهدتها للملك فاروق فى عيد جلوسه، الذى أقيم بملعب مختار التتش وأصبح فيما بعد النادى الأهلى، وأنعم فيه الملك على أم كلثوم بنيشان الكمال، ومن بعدها أصبحت هذه الأغنية أشهر أغنية من أغانى العيد.
ومن أهم وأشهر أغانى العيد التى لا نشعر ببهجته وسعادته إلا عندما نسمعها أغنية "أهلا بالعيد" التى أصبحت وكأنها النشيد الرسمى لأعيادنا يرددها ويحفظها الكبار والصغار، منذ أكثر من 40 عامًا حين غنتها الفنانة صفاء أبو السعود فى بداية الثمانينيات، لتصبح أيقونة ورمزا للعيد.
واحتارت أجيال كاملة حتى يومنا هذا فى معرفة من هو "سعد نبيهة اللى بيخليها ذكرى جملة لبعد العيد"، وأصبحت هذه العبارة مزحة بين الصغار والكبار الذين اعتقدوا لسنوات طويلة أن عبارة "سعدنا بيها" هى اسم شخص يدعى "سعد نبيهة" ظلوا يبحثون عنه ليعرفوا من هو هذا الشخص.
وقد لا يعرف الكثيرون أن فكرة هذه الأغنية المبهجة ولدت فى رأس أحد صناعها وهو الموسيقار الكبير جمال سلامة، الذى كشف فى حوار أجريناه معه قبل رحيله قصة صناعة هذه الأغنية الشهيرة وكيف فكر فيها واختمرت فى ذهنه فكرتها.
وقال الموسيقار الراحل جمال سلامة فى حواره لـ"اليوم السابع": "كنت بسمع دايما أغنية يا ليلة العيد لأم كلثوم، وكانت الأغنية الوحيدة التى تتردد فى العيد، وكنت أرى أنها مخصصة للكبار، وسألت نفسى ليه مفيش أغنية للأطفال عن العيد، وكان نفسى أعمل حاجة عن العيد للأطفال".
وتابع سلامة: "ذهبت لصديق عمرى الشاعر عبدالوهاب محمد وقولت له عاوزين نعمل حاجة للأطفال واديته مطلع الأغنية أهلا أهلا بالعيد وقلتله كمل الكلمات، واتصلت بصفاء أبو السعود وكانت ساعتها أشهر مطربة تغنى أغنيات الأطفال، وكانت تجمعنا زمالة أثناء الدراسة فى الكونسرفتوار".
وأضاف: "أول ما قلت لصفاء أبو السعود مطلع الأغنية استغربت وقالت لى: يعنى إزاى هاقول أهلا بالعيد..أهلا بالعيد؟ دى قليلة عليا، فقلت لها هتنجح وتكسر الدنيا".
وأوضح سلامة أنه اتصل بالمخرج شكرى أبو عميرة لتصوير الأغنية، قائلا: "صورها أبو عميرة فى الشارع واستخدم الحنطور والدراجات، فكان أول تصوير للفيديو كليب فى مصر وكان سبقا للمخرج شكرى أبو عميرة، وحققت الأغنية نجاحا وانتشارا كبيرا فى الوطن العربى بأكمله".
وفى أحد حواراتها تحدثت الفنانة صفاء أبو السعود عن هذه الأغنية الشهيرة مشيرة إلى أنها كانت مترددة فى قبولها وشعرت بالقلق خوفا من أن يتم مقارنة الأغنية مع أغنية "يا ليلة العيد" لكوكب الشرق أم كلثوم، ولكنها تشجعت ووافقت، لتحقق الأغنية نجاحا مذهلا وتستمر عبر الأجيال لتصبح من أشهر أغانى العيد.
وأشارت الفنانة صفاء أبو السعود إلى أنها تحرص على سماع هذه الأغنية مع الساعات الأولى لأول أيام العيد بأعلى صوت، حيث تشعرها بفرحة العيد، وتذكرها بكواليس تصويرها.
وعن حيرة الأجيال فى معرفة من هو "سعد نبيهة"، ضحكت صفاء أبو السعود قائلة: "إللى يقولنا بقى الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد مين سعد نبيهة"، موضحة أن أصل الجملة فى الأغنية "سعدنا بيها"، ولكن الجملة غير واضحة فى الأغنية، وهو ما جعل الملايين يعتقدون أنها "سعد نبيهة" ويتساءلون طوال هذه السنوات عن هذا الشخص، وهو ما تسبب فى زيادة انتشارها ونجاحها.
فيما قال المخرج شكرى أبو عميرة، الذى أخرج الأغنية بطريقة الفيديو كليب رغم الإمكانات التى لم تكن متطورة آنذاك، إنه قرر تصوير الأغنية بالشوارع لتكون المشاهد أقرب إلى روحها، وساعده فى ذلك دراسته للهندسة، وهو ما جعل التصوير الخارجى يظهر بتقنية جيدة، خصوصا أن الأغنيات حينها كان يتم تصويرها باستديوهات مغلقة، وأشار أبو عميرة إلى أنه صور المشاهد بجوار جامعة القاهرة، بين حديقتى الأورمان والحيوان، وبعض المشاهد صورها فى برج القاهرة، وعلى العربة الحنطور مع البالونات لتخرج الأجواء واقعية ومعبرة، مؤكدا أنه تم إنجاز الأغنية خلال 15 يوما وحصلت على أكثر من جائزة عالمية، وكرم عنها كأفضل مخرج، وأصبحت أغنية الأطفال الرسمية فى العيد بمصر وباقى الدول العربية، بعد أن حققت نجاحا مدويا فى وقت قياسى.
ومن أشهر أغانى العيد أيضا أغنية الفنانة ياسمين الخيام "الليلة عيد" والتى تقول فيها: "زى النهاردة والليلة دى زى السنة دى ارتاح فؤادى واللى فات قبل النهاردة واللى جاى بعد النهاردة والليلة عيد دى الليلادى عيد".
كما تركت الجميلة فيروز بصمتها على بهجة العيد وفرحته بأغنيتها الجميلة ليلة عيد بصوتها الرقيق الجميل.
وفى التسعينيات غنت المطربة غادة رجب أغنية "العيد السنة دى أحلى كل الأعياد والأفراح بتنادى جاية لنا فى الميعاد"، حيث كانت طفلة وهو ما أشاع جوا طفوليا على هذه الأغنية.
قصة أغنية "أهلا بالعيد" على صفحات اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة