يظل الدوري الإنجليزي "نمبر وان" لدى عشاق الساحرة المستديرة، إذ أنه يتمتع بأكبر نسبة مشاهدة حول العالم، لما يشهده من منافسة قوية دائمة بين أكثر من نادٍ على الألقاب أبرزهم، مانشستر سيتى ومانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشيلسي، وهو ما يعطيه مذاقا خاصا يختلف بكثير عن باقي الدوريات الأوروبية، وتحديدًا في الخمسة الكبار "البيج فايف".
في الموسم الحالي، نرى سباق حسم لقب الدوري الإنجليزي على أشد من أزره بين الثنائي مانشستر سيتي وأرسنال، ليس بحسب على "تراك" المستطيل الأخضر، وإنما على مستوى الإدارة الفنية من خارج الخطوط بين جوسيب جوارديولا المدير الفني للسيتزنز، ومواطنه ميكيل أرتيتا المدير الفني للمدفعجية.
جوارديولا، مدرب غنى عن التعريف لما يملكه من سجل حافل من الإنجازات سواء مع ناديه الحالي أو تجربته السابقة مع برشلونة الإسباني، كما نجح مع السيتي فى السيطرة على لقب الدوري الإنجليزي العامين السابقين، إلا أن العام الحالي أكثر إثارة أمامه بسبب المنافسة الشرسة مع أرسنال، وبات هناك رغبة جامحة لصائد البطولات في استمرار التفوق والتأكيد عليه في الأمتار الأخيرة أمام تحدى أرتيتا.
على الجانب الآخر، فإن هناك حقيقة لا تقبل التشكيك بأن أرتيتا أصبح علامة تجارية مميزة وسط المدربين الكبار، وفقا للنتائج التي يحققها خلال فترة تولية المسؤولية داخل قلعة الجانرز، وهو ما دفع جماهير أرسنال تحلم باستعادة الأمجاد وإعادة ناديهم لمنصة التتويج بين عمالقة البريميرليج، بعد سنوات عجاف لم يذق فيها الفريق طعم لقب الدوري الإنجليزي،منذ التتويج بنسخة موسم موسم 2003-2004، تحت قيادة مدربه التاريخي السابق آرسين فينجر.
لكن الوضع الحالي بحسابات الورقة والقلم في صراع حسم لقب البريميرليج بين أرسنال والسيتي، فإن جوارديولا يملك فرصة ذهبية لمواصلة الزحف نحو اقتناص اللقب بآخر لحظات البطولة، خصوصا في ظل تراجع نتائج كتيبة المدفعجية خلال المباريات الماضية وآخرها التعادل أمام ساوثهامتون بثلاثة أهداف لكل فريق، وهو ما يسعى إليه المدرب الإسباني المخضرم من أجل تحقيق رقم قياسي فريد مع الفريق السماوي، بحصد لقب الدوري الإنجليزي للموسم الثالث تواليًا.
الموقف في ترتيب الدوري الإنجليزي يشير إلى أن على الرغم من تصدر أرسنال الجدول برصيد 75 نقطة، إلا أن السيتي "الوصيف" بـ70 نقطة، لديه فرصة كبيرة لخطف الصدارة لأنه يملك مباراتين مؤجلتين، وحال الفوز بهما سيصل إلى النقطة 76.
ويتبقى أمام النادي اللندني 6 مباريات على انتهاء البطولة، من ضمنها مباراة حاسمة مع منافسه المباشر على اللقب مانشستر سيتي، في الجولة 33 يوم الأربعاء المقبل، على ملعب الاتحاد، بالإضافة إلى مواجهة نارية أمام تشيلسي غريمه التقليدي، في ديربي لندن، في الجولة الـ 34 من البطولة على ملعب الإمارات معقل الجانرز، مع وجود مواجهة قوية أخرى أمام نيوكاسل يونايتد، الذي يسعى لحصد المركز الثالث.
بينما تعد مباريات السيتي الثمانية المتبقية باستثناء موقعه مع أرسنال أسهل نسبيًا عن منافسه، وهو ما يجعل الكفة قد تميل إلى كتيبة جوارديولا.
الخلاصة تقول إننا الآن نحن أمام التحدي الأكبر في 2023 بين مدرب كبير بعقيلة جوارديولا يقود فريق بحجم مانشستر سيتي "كامل العدد"، وبين مدرب شاب مغامر مثل أرتيتا يحمل على عاتقه أحلام جماهير أرسنال لتحقيق ما فشل فيه مدربين سابقين بعودة اللقب إلى أحضان المدفعجية بعد غياب دام 20 عامًا.. فمن سيربح الرهان؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة