أيادى تلامس الأشياء فتحولها فى النهاية إلى منتج بديع من عمل يدوى اعتمد على المهارة والدقة، ليثبت أن الأعمال اليدوية لا تقتصر على الرجال فقط بل تبدع فيها الفتيات وتتفرد فى بعضها مثل صناعة الشال والرسم على الأوانى النحاسية والأشكال المعدنية، فهنا فى قنا لم تتعارض العادات والتقاليد مع عمل الفتيات فى المجال اليدوى ولاسيما أنه يتم داخل منازل أو مشروعات تابعة لجمعيات تضامن اجتماعى، ويطلقون على العمل اليدوى مجال الستر الذى يستر الفتيات ويوفر لهم فرص عمل وهن فى المنازل.
ومن الجنوب إلى الشمال نافست الفتيات بعضهن فى أعمال الهاند ميد وفن الأركيت، وكذلك صناعة الفخار بمدينة نقادة وصناعة الخزف بقرية المحروسة وهو أول مشروع بشمال قنا لصناعة الخزف، ثم صناعة السجاد من الحرير فى مشروع متكامل لإنتاج الحرير من دودة القز بعد تربيتها على أشجار التوت المتقزم فى واحدة من أكبر مزارع الحرير فى صعيد مصر، بالإضافة إلى عمل الفتيات فى صناعة الملابس أيضًا والإكليم والأدوات المنزلية من الخزف والفخار التى يحتاجها المنازل القنائية.
صناعة الفخار والخزف
وقالت سهير أبو اليزيد، الشهيرة بخالتى فرنسا، إنها تتميز فى مجال صناعة الفخار من سنوات عديدة وتعلمت تلك الحرفة بالوارثة عن عائلتها التى تعمل فى ذلك المجال، حيث لامست يدها منذ نعومة أظافرها الطين وأصبرت عيناها الدولاب اليدوى الذى يعمل عليها الصناع ليشكل بأيديهم قطع من الفخار مختلفة الأنواع والاستخدامات، وتعلمت المهنة وفى فى عمر لا يتجاوز الـ 5 أعوام ثم استمرت فيها على مدار السنوات الماضية.
وأوضحت سهير، أن إنتاج قطعة واحدة من الفخار مثل الطاجن يتطلب فى البداية تجهيز الطين ثم التقطيع إلى قطع صغيرة ووضعه على الدولاب اليدوى المصنوع من الخشب والتشكيل باليد الشكل المطلوب سواء طاجن أو كوب أو أشكال أخرى يطلبها الزبائن، ثم توضع لتجف لمدة أيام وتوضع بعدها فى الفرن وهى المرحلة الأخيرة لتصبح جاهزة للبيع.
صناعة الشال والسجاد
وأوضحت نعمة محمد، صانعة شال وسجاد يدوى، إنها منذ 5 سنوات تعلمت حرفة صناعة الشال والسجاد على النول اليدوى وهو نول متخصص فى تلك المهام استخدم عبر سنوات عديدة ترجع لآلاف السنين عندما استخدمه الفراعنة لأول مرة، وتستخدم خيوط مختلفة مثل خيوط الحرير والكتاب والفبران لإنتاج الشال الواحد، وتتنوع الأحجام والرسومات بحب طلب الزبائن، كما يستغرق إنتاج شال واحد يوما أو عدة أيام إذا كان الحجم كبير، لافتة أن تلك المهنة يطلق عليها مهن الستر التى توفر العمل للفتيات وهن داخل بيوتهم أو داخل المشروعات دون أن يراهم أحد.
صناعة الأركيت والرسم على الأقمشة
أما عن فن الأركيت فأشارت نرمين رومانى، صانعة أركيت بقرية جراجوس، إلى أن ذلك الفن من الفنون التى لا يتواجد بها عدد كبير من الفتيات للعمل ففى قريتها لا يوجد سواها، وتعلمت ذلك النوع من الحرف والفن منذ 5 سنوات، كما تتميز فى إنتاج علب المناديل وأشكال الكعبة والكنيسة والكتابة سواء آيات من القرآن أو الإنجيل وصور المسيح والعائلة المقدسة، حسب طلب الزبائن الذى يفضلون ذلك النوع من الأشكال، لافتة أنها تستخدم منشار الكهرباء وكذلك على المنشار اليدوى، والمبرد، أداة الصنفرة، أداة الرش والورنيش.
وقالت أنهار صلاح، تعمل فى صناعة الرسم على الملابس، إنها بدأت منذ 3 سنوات فى تعلم فنون الكتابة والرسم على الأقمشة وحولت الموهبة التى امتلكتها إلى مشروع يوفر لها مصدر داخل بأسعار تبدأ من 50 جنيهًا وحتى 300 جنيهًا، بحسب العمل ومدته المطلوب منها، ويحتاج ذلك النوع إلى الصبر والإتقان لأن الخطأ يعيد العمل من البداية وهو أمر صعب ويحتاج إلى تكلفة أيضًا، لافتة أنها قررت تعليم عدد من فتيات القرية ذلك النوع من الفن حتى يستفيد الجميع.
سهير أبو اليزيد الشهيرة بخالتي فرنسا
شغل من العمل اليدوي
شغل هاند ميد
صناعة الخزف بقرية المحروسة
صناعة السجاد على النول اليدوي
صناعة سجاد
فتيات يعملن في صناعة الخزف بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة