حالة من الزخم، تحظى بها جامعة الدول العربية، في المرحلة الراهنة، مع تواتر زيارات كبار المسئولين الدوليين، في إطار وضع دولي يبدو مختلفا، مع صعود قوى جديدة يمكنها مزاحمة الولايات المتحدة على قمة النظام العالمي، ناهيك عن تصاعد الأزمات الدولية في الشرق والغرب، بين الأزمة الأوكرانية، والأوضاع الأخيرة في السودان، وهو ما خلق حالة من الاستقطاب على المنطقة العربية، في ظل منافسة دولية حادة، عبر التقارب معهم سواء فرديا في صورة الدول، أو من خلال الكيان الجامع، والمتجسد في "بيت العرب".
ولعل الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا إلى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الأحد، أحد أهم حلقات الزخم، الذي تحظى به الجامعة العربية في الآونة الأخيرة، حيث تعكس إدراكا عميقا من قبل طوكيو، بالأهمية الكبير التي تحظى بها المنظمة الإقليمية العريقة، والحاجة الكبيرة إلى تعزيز التعاون معها، باعتبارها الكيان الذي يمكن من خلاله تحقيق تأثير أكبر في الدول العربية، ومنطقة الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة، خاصة مع صعود قوى آسيوية أخرى، وعلى رأسها الصين، والتي عقدت قمة مع الدول العربية في المملكة العربية السعودية في ديسمبر الماضي، وكذلك قام وزير خارجيتها بزيارة الأمانة العامة في يناير الماضي، لتحقيق أكبر قدر من التنسيق بين الجانبين.
أبو الغيط يلتقى رئيس وزراء اليابان
في هذا الإطار، أعرب كيشيدا، في كلمة ألقاها أمام جلسة مراسمية للمندوبين الدائمين، عن حرصة على عقد الحوار السياسي العربي الياباني في نسخته الثالثة، في سبتمبر من هذا العام، وكذلك تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة في إطار المنتدى الاقتصادي العربي الياباني، وهو المنتدى الذي انطلق قبل عقد من الزمان.
وأضاف "سنعمل على توسيع التعاون في إطار المنتدى الاقتصادي الياباني العربي في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والطاقة".
الجلسة المراسمية للمندوبين الدائمين
ويعد اهتمام اليابان بتعزيز التعاون مع الدول العربية، يرتبط بمواقفها تجاه العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام العربي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع الأخيرة في السودان، ناهيك عن الحاجة إلى تبادل الرؤى حول الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي.
فبحسب بيان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فإن رئيس وزراء اليابان أعرب عن دعم اليابان للجهود الدولية لوقف العنف ودعم الجهود السودانية نحو الانتقال إلى الحكم المدني، كما أعرب السيد الأمين العام عن شكره وتقديره للجانب الياباني على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية التي تُمثل أهمية كبيرة للجامعة العربية، وعلى المساعدات المالية المتوالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، كما عبّر الأمين العام عن تقديره لموقف اليابان المؤيد لحل الدولتين، والمناهض لسياسة الاستيطان التي تمارسها إسرائيل.
محادثات بين أبو الغيط وكيشيدا
ومن جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا فى مقر الأمانة العامة.
وكتب أبو الغيط على حسابه بموقع تويتر، أنه تبادل الرؤى مع المسؤول اليابانى فيما يتعلق بالعديد من القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاوضاع فى السودان وأوكرانيا.
وشدد الأمين العام على تثمينه للعلاقات اليابانية مع الجامعة العربية ودولها الأعضاء مؤكدا أن طوكيو تعد شريكا مهما للعالم العربي.
رئيس وزراء اليابان يوقع على سجل التشريفات
الحديث عن التعاون الاقتصادي مع اليابان، يمثل نقطة فارقة هامة، في العلاقات مع الدول العربية، في ظل الحاجة إلى تحقيق أكبر قدر من التكامل، والعمل على مجابهة العديد من التحديات السياسية والاقتصادية في الآونة الأخيرة، خاصة تلك الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، ناهيك عن التغيرات المناخية، والتي تركت الجزء الكبير من أثارها السلبية على الدول العربية.
من جانبه، قال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، السفير محمد مصطفى عرفي، إن هناك تطلعا دائما لتعزيز العلاقات العربية اليابانية فى ظل الاعتزاز الكبير العربى باليابان عبر تبادل الرؤى والخبرات فى إطار المنتدى الاقتصادي، داعيا إلى تعزيز الحوار بين الجانبين حتى يتسنى تعزيز التعاون الاقتصادى والفرص الاستثمارية والتجارية، مشددا على أهمية التعاون فى ظل الظروف الدولية الراهنة وما تعانيه العديد من الدول العربية جراء ظروف صعبة، على غرار الجفاف وغيرها.
وأعرب عن اعتزاز الدول العربية بالعلاقات مع اليابان الرائدة فى حاضرها ومستقبلها بثراء ثقافتها وتجربتها الاقتصادية الهائلة، مؤكدا أنها دولة صديقة للعرب جميعا ليس فقط فى إطار العلاقات الثنائية وإنما بمواقفها المتزنة والموضوعية تجاه كافة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة