الجلابية الأسوانى وشنطة صديقة للبيئة فى أسبوع الموضة بتايبيه.. مستشارة موضة تايوانية تقدم نصائح للعلامات المصرية لاقتحام السوق الآسيوية.. وتحاول مد الجسور بين صناعة الأزياء فى المناطق الناطقة بالصينية والعربية

من بين الأزياء الرسمية الكلاسيكية الفاخرة والأخرى ذات اللمسات العصرية للغاية أو حتى الأزياء غير التقليدية ذات الطابع الأوروبي، نجحت الفتاة الثلاثينية في خطف أنظار الجميع بإطلالتها بجلابية أسوانية ذات تطريزات رقيقة وألوان مشرقة. وقفت لالتقاط الصور مع شعار أسبوع تايبيه للموضة لخريف وشتاء 2023، وتركتنا ملامحها الآسيوية مع إطلالتها المصرية في حيرة سرعان ما تبددت حين تعرفنا أكثر على قصتها وسر إعجابها بالاستايل المصري، وحبها لعلامات الأزياء المصرية الذي دفعها أيضًا لارتداء حقيبة صديقة للبيئة من إحدى العلامات المستدامة المصرية.

 

 

ريتنج لي Reiting Lee هي تايوانية مع خلفية آسيوية مختلطة. درست وعملت في 13 دولة عبر 6 قارات وتعمل كمستشار للأزياء المستدامة والاتصال بين الثقافات منذ عام 2016، وأسست أول وكالة تتخصص في مد الجسور بين صناعة الأزياء في المناطق الناطقة باللغة الصينية والعربية وتنظم أول ندوة سنوية عبر الإنترنت باللغة الإنجليزية تركز على الموضة المستدامة في شمال إفريقيا مع رواد الموضة وتسلط الضوء بشكل خاص على مصر. 

سر حبها للاستايل المصري 

"مبدع وملون وجريء ومناسب لنمط الحياة المحموم" هكذا وصفت ريتنج الاستايل المصري العصري، وهو أكثر ما يعجبها فيه. وأضافت "يرتدي بعض مصممي الأزياء المصريين بشكل جيد للغاية الملابس الحديثة مع العناصر الفنية المدروسة أو الملابس المصنوعة يدويًا من قبل أمهاتهم، أعتقد أن هذا الأسلوب يجب أن يتم تشجيعه بشدة لأنه له معنى عميق جدًا".

زيارتها إلى متحف الحضارة المصري أيضًا كان لها دور كبير في غرامها بالاستايل المصري، فقالت لـ"اليوم السابع": "أحببت المجوهرات المصرية القديمة المعروضة في المتحف الوطني للحضارة المصرية ، فقد ألهمتني كثيرًا بتركيبات ألوانها مثل الفيروزي والبيج ، والبرتقالي والأزرق والذهبي. لقد وجدت أيضًا العديد من القلوب اللطيفة بأشكال مختلفة، لكنني لست متأكدًا مما إذا كان هذا يعتبر أسلوبًا مصريًا أم لا ولماذا تم إنشاء هذه الأشكال".

 

كما أحبت الحرف اليدوية المصرية مثل التطريز الأسواني والسيوي، وقالت "تستخدم العديد من العلامات التجارية المصرية هذه الأعمال الحرفية بلمسة حديثة، فهي تبدو جميلة جدًا ويمكن ارتداؤها خارج مصر أيضًا. لكن في بعض الأحيان ، يكون هناك الكثير من الألوان بالنسبة لعيني لتستوعبها مرة واحدة، على سبيل المثال ، أنا فقط أحب قطع الخيامية التي تحتوي على أقل من 3 ألوان".

 

زارت ريتنج مصر مرتين، وقامت برحلة لمدة أسبوع إلى سيوة للاحتفال بعيد ميلادها الثاني والثلاثين. ورغم أنها في خريف 2022 كانت الزيارة الأولى إلى مصر لكن كل شيء بدا مألوفًا بالنسبة لها لأنها تعمل مع العديد من المصريين عبر الإنترنت منذ 3 سنوات خلال جائحة كورونا، ودائمًا ما كانت تستمع إلى كيفية وصفهم للحياة اليومية كما تتابع العديد من القنوات الإخبارية والمطربين وصانعي المحتوى المصريين للتعمق في الثقافة المصرية بشكل افتراضي. 

 

وخلال الفترة التي أمضتها في مصر من أجل العمل، زارت عدة مناطق مختلفة لمشاهدة معالم القاهرة ووقعت في حب الشعب المصري بروح الدعابة المميزة لديه والطاقة اللامحدودة، وأضافت "لا يمكن أبدًا أن تشعر بالملل في وجود مصري بجانبك".

 

تأمل ريتنج أن تعود إلى مصر قريبًا خلال هذا العام حيث تدير مع فريقها سلسلة من الفعاليات لتقديم المشورة إلى رواد الأعمال المصريين في مجال الأزياء لفهم متطلبات الأسواق الأخرى والحصول على نصائح حول التحول إلى الاستدامة. 

سر اختيار الجلابية الأسوانية لإطلالة أسبوع الموضة في تايبيه 

"الراحة وتركيبة الألوان المبهجة" كانا كلمة السر وراء اختيار ريتنج لارتداء الجلابية الأسوانية في فعاليات أسبوع الموضة بتايبيه فقالت لـ"اليوم السابع": "الجلابية الأسوانية مريحة للغاية ومناسبة للطقس التايواني الرطب والدافئ، لذا فهي اختيار مثالي لأنني خلال أسبوع الموضة أكون في الخارج من 11 صباحًا حتى الثامنة مساء وأتحرك كثيرًا لذا أحاول ارتداء ملابس مريحة وعملية قدر الإمكان".

اختارتها كذلك لأنها ستلفت النظر فقالت "تركيبة ألوان التطريز الأسواني الجلابية مبهجة للغاية وتبرز أمام العينين، وهو أمر جيد لمصوري الأزياء لالتقاطها لأنني أجلس في الصف الأول مع محرري أزياء آخرين". 

 

وتابعت "أرى أن الجلابية الأسوانية تتماشى مع موضوع أسبوع الموضة في تايبيه لخريف وشتاء 2023 وهو الحرف اليدوية والهوية الثقافية"، كما ترى أنها تحمل قصة سفرها إلى مصر حيث رافقتها الجلابية الأسوانية إلى 5 دول عربية في عام 2022. 

علامات الأزياء المصرية والمشاركة في أسبوع تايبيه للموضة

تحدثت مستشارة الأزياء المستدامة كذلك عن دخول علامات الأزياء المصرية السوق التايوانية، وقالت لـ"اليوم السابع": "أنا الآن في نقاش مع فريق أسبوع الموضة في تايبيه، وأتمنى في المستقبل القريب أن يمكنني تنظيم صالة عرض منبثقة وعرض أزياء في تايبيه يسلط الضوء على العلامات التجارية المصرية والعلامات التجارية الأخرى من البلدان العربية. بالإضافة إلى إيجاد رعاة لجلب المزيد من العلامات التجارية المصرية لعرضها على مسرح شرق آسيا".

وأشارت إلى أن 90% من العلامات التجارية في تايوان هي علامات تجارية أجنبية، وهذا يوضح مدى تقدير المنتجات الأجنبية في تايوان. وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي ، يقدر الناتج المحلي الإجمالي لتايوان لعام 2022 بنحو 828.66 مليار دولار ، لتحتل المرتبة 21 من بين جميع الدول الـ 192 المشمولة.

 

وأضافت: تتمتع مرحلة أسبوع الموضة في تايبيه والسوق التايواني بمزايا تنافسية لجذب الجماهير اليابانية والكورية وهونج كونج والبر الرئيسي للصين والماليزيين والسنغافوريين والفيتناميين من السياح أو المشترين أو المراسلين الإعلاميين أو المهاجرين الجدد هنا. مع صناعة الترفيه المزدهرة، يتمتع المؤثرون والمشاهير التايوانيون بانتشار واسع وهو مجتمع متعدد الثقافات في تايوان. علاوة على ذلك ، تعد تايوان سوقًا آمنًا لاختبار المنتجات بميزانية أصغر وتواصل أسهل للحصول على آراء المستهلكين بشأن تحسينات منتجك لأسواق الصين الكبرى وشرق آسيا. لا تزال تايبيه متأخرة قليلاً عن طوكيو وسيول من حيث الوعي بالموضة، لكن تكاليف دخول السوق أقل وأقل استبعادًا مقارنة بالثقافات اليابانية والكورية ، وأقل إغراءً من البر الرئيسي الصيني. فغالبًا ما يدفع اليابانيون والكوريون الأجانب للخروج من دوائرهم الاجتماعية.

كيف يمكن لعلامات الأزياء المصرية دخول السوق الآسيوية 

وقدمت مستشارة الأزياء عدة نصائح للعلامات المصرية لاقتحام السوق الآسيوية وتايوان حيث نصحتهم في البداية بالتعرف على التفضيلات العامة في شرق آسيا وما يحبه المستهلكون التايوانيون، فهم يفضلون التصميمات الدقيقة البسيطة وصغيرة الحجم، لتتناسب مع ملامح الوجه والجسم هناك، كما يبحثون عن تصميمات تحكي قصة وتظهر العناصر المصرية ولكن بلمسة عصرية، مثل الأقراط الصغيرة بزهور اللوتس، لتتماشى مع خزانة الملابس الموجودة لديهم بالفعل.

أضافت: التايوانيون أكثر وعيًا بالبيئة لذا يتوقون إلى المنتجات المستدامة. كما نفضل الروائح الخفيفة لمنتجات العناية بالبشرة أو الشعر فالتايوانيون ليسوا معتادين على الروائح القوية خاصة أنه لا توجد الكثير من التوابل في النظام الغذائي لدينا، كما أن هذا النوع من المنتجات ذات الروائح الخفيفة يناسب الطقس الحار الرطب في تايوان. 

 

وبالنسبة للملابس نفضل الألوان التي تجعل البشرة أكثر إشراقًا وأنوثة مثل الألوان البيضاء والباستيل. ونحتاج لمقاسات صغيرة مناسبة لشكل أجسامنا وطول أقصر وخط رقبة آسيوي يظهر الياقة أو الذراعين ولكنه يغطي منطقة الصدر. 

 

أوصت علامات الأزياء المصرية أيضًا بالبحث عن مستشار محلي جدير بالثقة لاستراتيجية البيع بالتجزئة للمساعدة في الوصول إلى مجموعة المستهلكين المناسبة وقناة وسائل التواصل الاجتماعي والمتاجر المناسبة من أجل تعزيز ظهور العلامة التجارية وبناء سمعة في السوق ومن المفيد أيضًا الترويج للعلامة التجارية لدى السياح التايوانيين الذين يزورون مصر من خلال التعاون مع وكالة سفر على سبيل المثال. 

 

أخيرًا أوصتهم بالسفر إلى آسيا وتايوان والمشاركة في الفعاليات المتعلقة بالموضة كأسبوع الموضة في تايبيه كمشتري أو زائر أو المشاركة في المسابقة السنوية لتصميم الأزياء في تايوان TFDA للتواصل مع الناس والالتقاء بالمحترفين من جميع أنحاء شرق آسيا. 

 

تعلم الموضة في تايوان 

أشارت مستشارة الموضة أيضًا إلى أنه يمكن للطلاب المصريين تعلم الموضة في تايوان حيث يمكن الحصول على درجات تعليمية للمصممين ميسورة التكلفة مع جودة معيشية جيدة وجودة تعليم عالية ونظام بيئي مصمم ناضج. وأضافت: بالمقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة، فإن الرسوم الدراسية هنا أقل. يتيح لك التواجد في تايوان أيضًا الحصول على فرصة لتعلم اللغة الصينية، والحصول على إحساس جيد بالجمال من جنوب شرق آسيا إلى شمال شرق آسيا.