حكاية مسجد "أسد الرجال" سيدى عبد الرحيم القنائي.. أشهر مساجد الصعيد وواجهة قنا الإسلامية.. بنى في عصر الدولة الأيوبية على مساحة 3 أفدنة والمحبون يتوافدون على زيارته يوميا.. صور

الأربعاء، 05 أبريل 2023 12:00 ص
حكاية مسجد "أسد الرجال" سيدى عبد الرحيم القنائي.. أشهر مساجد الصعيد وواجهة قنا الإسلامية.. بنى في عصر الدولة الأيوبية على مساحة 3 أفدنة والمحبون يتوافدون على زيارته يوميا.. صور مسجد عبدالرحيم القنائي
قنا: صابر سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هو أكبر مساجد قنا وأشهرها، ارتبطت الآثار الإسلامية بمحافظة قنا باسم المسجد الذي يتوافد عليه المئات يوميًا للزيارة وأداء الصلوات، فيما يشهد تواجد الآلاف في ليالي ذكرى مولده، فمن جنوب مصر وشمالها يأتي المحبين والزوار إلى المسجد ويزورون الضريح الذي يتواجد بداخله، ورغم مرور سنوات عديدة إلا أن اسم " أسد الرجال" سيدي عبد الرحيم القنائي ما زال يتردد بين المحبين ولمسجده مكانة كبيرة فهو من أشهر مساجد مصر العتيقة.

بني المسجد في عصر الدولة الأيوبية، ويتكون المسجد من صحن مربع مغطى بسقف به "شخشيخة" تعلو قبة صغيرة ضحلة، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة، أكبرها إيوان القبلة ويقع في الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين، ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان.

والمدخل الرئيسي للمسجد يقع في الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بـ6 درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفي الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة في أركان المربع. وخلف الإيوان الغربي توجد دورة المياه.

وتبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا، ومضى عبد الرحيم القنائي طفولته في تحصيل العلم في جامع ترغاي الكبير على يد والده كما تتلمذ على يد كبار العلماء، فلم يكد يصل الثامنة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوده تلاوة وفهما، وتوفى والده وهو في سن الثانية عشر لذلك مرض مرضا شديدا،

قال عبد الرحمن سمير الخطيب، من أحفاد السيد عبد الرحيم القنائي، إن سيدي عبد الرحيم القنائي، ولد في قرية ترغاي التابعة لمدينة سبته التي تقع في إقليم غمارة في المغرب سنة 521 هجرية/ 1127 ميلادية، وكان اسمه أسدًا وغير اسمه في مصر إلي عبد الرحيم، وولد من أبوين كريمين ينتهي نسبهما إلي سيدنا الحسين، وأمه السيدة الشريفة سكينة بنت أحمد بن حمزة الحراني، وهي من بني حمزة الذين كانوا نقباء الشام وشيوخه وكانوا من ذوي العلم.

وتابع الخطيب، أنه التقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها في هذا الوقت، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، فتصادقان وحاول القشيري أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر في مصر، ووافق عبد الرحيم علي الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إماما للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية.

 وأوضح الخطيب، أن الحديث حول رحلة السيد عبد الرحيم إلي مصر لا توجد دراسات محققة عن كيفية الوصول إلي مصر، غير أن أديبات تقول أنه كان قد تعرف على أحد العلماء المصريين في مكة أثناء الحج وطلب منه أن يصطحبه إلي مصر فأخذه إلي مدينة قوص ثم انتقل إلي مدينة قنا واشتغل هناك بالتجارة جنبًا إلي جنب مع العلم.

قال الشيخ حجازي محمد فارس، إمام مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي، إنه وجد مكان أبيه شاغرا لم يقدم أحد على شغله لمعرفة مكانة الشيخ وإن ليس فيهم من يستحق هذه المكانة واجتمع علماء ترغاى واصروا على احلال السيد عبد الرحيم مكان أبيه، فكان لهم ما طلبوا، وفي أول درس يلقيه الشيخ تكدس الناس لما بدا لهم من غزارة علم السيد عبد الرحيم الشيخ الصغير ذو العشرين عاما وذاع صيته وتوافدت عليه الناس من البلاد المجاورة للقائه.

وتابع فارس، قضى السيد عبد الرحيم خمس سنوات على هذا النهج وما يقوم به من مهمة الوعظ والإرشاد عن واجبات المسلم نحو ربه ومجتمعه بأسلوب ساحر أخاذ أبكى المستمعين تأثرا وإعجابا، على أن أحداث المشرق في ذلك الوقت من تكتل قوى الاستعمار الأوروبى المقنع تحت اسم الصليب، للهجوم على بلاد المشرق واستعمارها كانت تشد تفكيره بقوة إلى المشرق حيث كان يرى وجوب تكتل كل قوى المفكرين من المسلمين لحماية الدول الإسلامية وتعبئ كل القوى المادية والمعنوية لحمايتها من التفكك والضعف والانحلال الذي أوشك أن يصيبها، وفي تلك الأثناء توفيت والدته ولم يكن تزوج بعد وليس هناك صغار يسعى في تربيتهم، الأمر الذي جعله بالإضافة إلى الأسباب السابقة، أن يفكر في الرحيل إلى المشرق، وقرر السيد عبد الرحيم الاتجاه إلى الحجاز حيث يؤدى فريضة الحج لأنه لم يتسنى له أداؤها عندما كان بدمشق وحتى يلتقى هناك في موسم الحج بعلماء المسلمين لمناقشة جوانب مشاكل العالم الإسلامي وبعدها يرى إلى أين يوجه المولى عز وجل، فرحل من ترغاي ميمنا وجهه شطر الحجاز لتأدية فريضة الحج، وفي طريقه مر بمدينة الإسكندرية والقاهرة فتركا في نفسه أثرا لم تمحه رحلته المقدسة إلى البلاد الحجازية، وبقى في البلاد الحجازية 9 سنوات قضاها متنقلا بين مكة والمدينة ينهل من علم وفضل فقهائها وعلمائها تارة وعابدا معتكفا بالبيت الحرام أو بمسجد المدينة، تارة أخرى أو متنقلا يسعى في مناكبها للإتجار في بعض المحاصيل سعيا وراء كسب الرزق حتى يستطيع التفرغ للعبادة والعلم دون أن يمد يده للاستجداء أو أن يكون عالة على أحد.

وأشار الشيخ حجازي، إلى أن السيد التقى بمكة بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر في ذلك الوقت وهو الشيخ مجد الدين القشيري، ودار بينهما حديث فتعارف فألفه وأصر بعدها القشيرى على أن يصحبه عبد الرحيم إلى مصر وإلى قوص وقنا بالذات حيث أن مجتمعها متعطش إلى علم وفضل أمثاله، وهنا يقول السيوطي: وما زال الشيخ يحاوره ويدلل على حججه وعلى أن عبد الرحيم ليس له ما يربطه بمكة والمدينة أحد أو شئ، وأن واجبه الإسلامي يدعوه إلى الإقامة في قوص أو قنا ليرفع راية الإسلام وليعلم المسلمين أصول دينهم وليجعل منهم دعاة للحق وجنودا لدين الله. وأخيرا وافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر فجاء بصحبة الشيخ مجد الدين القشيري الذي كان يعمل حينئذ إماما بالمسجد العمرى بقوص وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه وكان ذلك في عهد الخليفة العاضد بالله آخر خلفاء الدولة الفاطمية، ولكن عبد الرحيم لم يرغب البقاء في قوص وفضل الانتقال لمدينة قنا تنفيذا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إلى قنا والإقامة بها ولأن قوص ليست في حاجة شديدة إليه فقد كانت وقتها غاصة بالعلماء والفقهاء وكبار المفكرين من أهل الدنيا والدين.

وتابع، بعد أن أمضى عبد الرحيم ثلاثة أيام بقوص رحل إلى قنا حيث التقى الشيخ عبد الله القرشي أحد أوليائها الصالحين فانعقدت أواصر الألفة بينهما وتحابا وتزاملا في الله، وقد ساعد جو قنا الهادئ الشيخ عبد الرحيم على حياة التأمل فأمضى عامين كاملين يتعبد ويدرس ويختلي بنفسه ليتعرف على خباياها ولا يقطع عليه هذا الاختلاء وذاك التعبد إلا خروجه للتجارة التي يعتمد عليها في معاشه، فقد كان رحمه الله قد اتخذ لنفسه منهاجا لا يحيد عنه طوال حياته، وهو العمل بيده حتى يكسب قوته، وخلال تلك الفترة صدر قرار من والي مصر بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخا لقنا وأصبح من ذلك اليوم يسمى بالقنائى (ولما تولى الأيوبيون مقاليد الأمور في مصر، عملوا جاهدين على القضاء على المذهب الشيعي السائد في عهد الدولة الفاطمية ونشر المذهب السني وكانت وسيلتهم في ذلك تولية شؤون البلاد وحكمها لأصحاب المذهب السني وخاصة المذهب الشافعي، مذهب الأيوبيين الخاص، فأصدر الملك العزيز بالله ابن صلاح الدين الأيوبي قرارا بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخا لمدينة قنا.

 

حديقة-المسجد
حديقة-المسجد

 

ضريح-المسجد
ضريح-المسجد

 

مدخل--المسجد
مدخل--المسجد

 

مسجد-سيدي-عبد-الرحيم-القنائي-من-الخارج
مسجد-سيدي-عبد-الرحيم-القنائي-من-الخارج

 

مسجد-سيدي-عبد-الرحيم-القنائي
مسجد-سيدي-عبد-الرحيم-القنائي

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة