جاء ذلك فى سياق مقال نشرته الصحيفة اليوم السبت على موقعها الإلكتروني تعقيبا على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين، والتي جاءت في أعقاب زيارة رئيسة تايوان تساي إنج وين للولايات المتحدة.
وقد صف ماكرون زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام إلى الصين بأنها جزء من جهوده في التواصل لمحاولة لتجنيد الرئيس الصيني شي جين بينج للعب دور رئيسي في بناء السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وتأتي قمة ماكرون وشي في الوقت الذي حذر فيه المسؤولون الصينيون من العواقب والانتقام ردا على استضافة رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي لرئيسة تايوان في كاليفورنيا.
وقال مكارثي للصحفيين عقب اجتماعه مع تساي إنه يأمل أن يطلب ماكرون من شي ألا "يمول حرب روسيا في أوكرانيا" وأكد أن "الديمقراطية تجعل العالم أكثر أمانًا وقوة".
وذكرت "ذا هيل" أنه في حين أن الإدارة الأمريكية تصف شي بأنه يعمل على إعادة تشكيل العالم من وجهة نظر النموذج الاستبدادي الصيني، فإن القادة الأوروبيين أقل اتحادا بشأن المخاطر مقابل مكافآت العلاقات الوثيقة مع بكين.
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون والرئيس الأمريكي جو بايدن ناقشا -عبر الهاتف قبل زيارة ماكرون للصين- رغبتهما المشتركة في إشراك الصين لتسريع إنهاء الحرب في أوكرانيا والمشاركة في بناء سلام دائم في المنطقة.
وتسلط زيارة ماكرون الذي يرافقه العشرات من مسؤولي الأعمال الضوء على تركيز فرنسا على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الصين بل وتعزيزها، حتى في الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة منذ شهور من أن بكين تفكر في إرسال أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
ويقول المسؤولون الفرنسيون إنهم لا يرون تضاربا في المصالح بين الحفاظ على العلاقات التجارية مع الصين بينما يحاولون إشراك شي في التصرف بمسؤولية أكبر بشأن روسيا وأوكرانيا.
ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي تقديم مزيد من التفاصيل عن المكالمة الهاتفية بين بايدن وماكرون، لكنه قال إن بايدن "ممتن" لأن ماكرون اتصل به قبل رحلته إلى بكين.
وقال كيربي "ما زلنا نحث الصين -إذا كانت تريد حقا تسريع إنهاء الحرب- أن تنضم إلى بقية المجتمع الدولي في إدانة ما يفعله بوتين، فالصين لديها علاقة مع روسيا لذلك نود أن نراهم يمارسون المزيد من الضغط على بوتين لإنهاء هذه الحرب".
لكن ليس كل الزعماء الأوروبيين يشاركون فرنسا وجهة نظرها تجاه الصين، فقد اتخذت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -التي رافقت ماكرون في زيارته- موقفا أكثر تشددا، ووصفت بكين بأنها أكثر قمعية في الداخل وأكثر حزما في الخارج، وقالت إن على أوروبا أن تسخر من علاقاتها الاقتصادية مع الصين.
ويُنظر إلى نهجها المتشدد على أنه أكثر انسجاما مع دول أوروبا الوسطى والشرقية، التي اختفلت عن وجهات نظر فرنسا وألمانيا بأن التعامل مع الصين يمكن أن يساعد في ردع العدوان.
ومع ذلك، لا يزال هناك قلق أيضا بشأن مستقبل الولايات المتحدة، وإذا كانت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تبشر بإدارة جمهورية، فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع جهود إدارة بايدن في إعادة بناء العلاقات مع أوروبا التي كانت متوترة بشدة خلال رئاسة ترامب السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة