قديما كانت الفرق المسرحية تنشط خلال شهر رمضان، حيث كان المسرح والسينما قبل دخول التليفزيون إلى مصر عام 1960 أهم وسائل الترفيه وتقديم الفنون.
كان لرواد الفن العديد من الذكريات والمواقف، التى حدثت لهم خلال عملهم فى شهر رمضان، ومن هؤلاء، الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى كانت تعمل فى فرقة رمسيس التى ضمت عددا كبيرا من رواد الفن على رأسهم عميد المسرح الفنان الكبير يوسف وهبى.
وفى حوار نادر للفنانة الكبيرة أمينة رزق، تحدثت عن بعض ذكرياتها أثناء العمل بفرقة رمسيس خاصة فى شهر رمضان.
وقالت الفنانة الكبيرة: إنها فى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضى، سافرت مع فرقة رمسيس إلى الشام مع بداية شهر رمضان، حيث كانت الفرقة تعانى من أزمة مالية شديدة، ورأى يوسف وهبى أن تقوم الفرقة برحلة إلى سوريا فى رمضان كحل لهذه الأزمة، وبالفعل سافرت الفرقة قبل رمضان بيوم واحد.
وتابعت الفنانة الكبيرة: «ركبنا البحر إلى سوريا ووصلنا بعد يومين وقضينا الليل فى الميناء، وفى الصباح أخذنا السيارة إلى دمشق فى طريق جبلى وعر، وفاجأتنا عاصفة مطيرة وتعذر على السيارة أن تسير، واشتد البرد وشعرنا بتعب شديد»
وأوضحت أمينة رزق، أن أغلب أعضاء الفرقة اتفقوا على أن يفطروا فى هذا اليوم الشاق، وأن لهم عذرا شرعيا فى الإفطار بحكم أنهم على سفر، وبعد فترة توقف المطر، وأخرج بعضهم «ترموس» الشاى ليقاوموا إحساس البرد حتى يتم إصلاح السيارة.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أنها وأعضاء الفرقة فوجئوا برجال الشرطة يحيطون بهم من كل اتجاه ومعهم أسلحتهم، وطلب منهم كبير الشرطة أن يأتوا معه إلى مأمور القسم، وبالفعل اصطحبت الشرطة كل أعضاء الفرقة الذين لم يكونوا يعرفون سبب القبض عليهم، وعندما وصلوا إلى القسم سألهم المأمور عن سبب قدومهم إلى دمشق، ثم وجه لهم تهمة الإفطار علانية خلال شهر رمضان، وعندما عرف سبب مجيئهم وأسباب إفطارهم تفهم الأمر وقال لهم: «نرجوكم أن تراعوا حرمة الشهر الكريم، وتحافظوا على الشعور العام، فعندنا لا أحد يفطر فى الطريق العام مطلقا».
وأشارت أمينة رزق إلى أنها وأعضاء الفرقة انصرفوا من قسم الشرطة وهم يشعرون بخجل شديد، لأنهم لم يعرفوا القانون واضطرتهم الظروف للإفطار فى الطريق العام بسبب ما تعرضوا له من متاعب فى السفر والطريق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة