يعتبر شارع النبى دانيال بالإسكندرية من أهم شوارع عروس البحر المتوسط به رموز دينية هامة ويربط بين اهم منطقتين بالمدينة ومن الاماكن الحيوية بالمحافظة بالإضافة إلى وجود منافذ لبيع الكتب واعتبره المواطنين نافذه ثقافية هامة يتأتى اليه عدد كبير من محبى القراءة يوميا لذلك يُعد من اهم الشوارع بالمدينة.
تاريخ إنشاء الشارع
بنى الاسكندر الاكبر مدينة الإسكندرية بطراز خاص مقسم على الشكل الشبكى او رقعة الشطرنج والذى يعتمد على بناء شارع طولى واخر عرضى يتوسطه ميدان والذى يمتدا من شمال المدينة حتى جنوبها، وشارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الطولى وهو شارع فؤاد حاليا والذى يعتبر اطول شارع بالمدينة.
ويحتوى شارع النبى دانيال على مسجد النبى دانيال الموجود فى بدايته من جهة محطة مصر كما يوجد فى الجهة الأخرى معبد الياهو اليهودى وأمامه الكنيسة المرقسية والمقر البابوى بالإسكندرية فهو يعتبر شارع ملتقى الاديان بالمحافظة.
وانتشرت روايات عديدة عن شارع النبى دانيال منها اختفاء عروس ليلة زفافها والعديد من الاطفال اثناء سيرهم فى شارع النبى دانيال وهى قصص يرددها البعض وغير معلوم صحتها، هو الاختفاء وعدم ظهور جثامين المختفيين بشكل يثير الرعب واعتقاد البعض أن هناك روح خفيه تخطف المترددين كما ردد البعض رواية اختفاء الفتيات فقط على غرار ريا وسكينة بالإسكندرية.
وعن قصة الاختفاء قال مصطفى سعيد باحث تاريخ بجامعة الإسكندرية إن أحد الروايات التى رددت قديما هى رواية صحيحة ولكن لها سبب علمى هو وجود السراديب التى كانت استخدم قديما لحفظ المياه وان الشارع يحتوى اسفله على سراديب التى تصل حتى كورنيش البحر وسقوط احد الاشخاص فيها يصعب العثور عليها لذلك انتشرت الروايات الخرافية عن الشارع بوجود قوة خفيه تقوم بخطف الاشخاص وهى روايات ليس لها اساس من الصحة بالإضافة إلى انه يعتقد وجود غرف اسفل الشارع كانت تستخدم قديما معتقلات.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أن اسفل الإسكندرية يوجد مدينة كاملة واثار لم تكتشف حتى الآن ويرجح انه فى خطه تطوير الشارع تتسلم وزارة الاثار المكان ويتم اكتشاف السراديب والاماكن التى لم تكتشف حتى الآن.
تطوير الشارع
أطلق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، اليوم إشارة البدء لإعادة تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال بطول 730 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر ب 103 مليون جنية، جاء ذلك بحضور الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية.
أكد المحافظ أن شارع النبى دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الأغريقى دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لامبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواه لعصر جديد وكان شارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الرئيسى الطولى للمدينة وقت إنشاءها.
قال الشريف أن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة حيث يضم ؛ الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التى شيدت فى الإسكندرية، ومسجد النبى دانيال، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان فى أنحاء العالم وتجسيدا مصرى حقيقى لمقوله "إن الدين لله والوطن للجميع"، مشيرا إلى أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المبانى الموجودة فى الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلى للمبانى التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد نحو 15 مبنى تراثى بالشارع.
وأوضح المحافظ أن هناك مخططا ورؤية استراتيجية لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية فى الإسكندرية للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها وخاصة أن التغيرات المناخية قد أثرت عليها، مؤكدا بأنه سيتم الاهتمام بالمكتبات المتواجدة فى الشارع وتوحيد شكلها والالتزام بشكل موحد للحفاظ على المظهر الحضارى والتراثى للشارع ولعدم إعاقة حركة المرور، مؤكدا أن الهدف من التطوير هو ترميم لكل واجهات والمبانى الموجودة مع الحرص على لون المبانى التراثية.
ومن جانبها؛ أشارت عازر؛ إلى أنه سيكون هناك تكامل بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى محطة مصر، لافتة إلى أن شارع النبى دانيال شاهد على تاريخ الإسكندرية لذا فان جميع أجهزة الدولة تتكاتف لإعادة الرونق إلى هذا الشارع، مؤكدة بأنه سيتم الاهتمام بمنافذ بيع الكتب التى بالشارع وتوحيد شكلها، وسيكون هناك تكامل مع جميع المبانى التراثية التى فى الشارع وكذا التكامل مع مشروع التطوير الذى تم فى محطة مصر.
شارع النبي دانيال (1)
شارع النبي دانيال (2)
شارع النبي دانيال (3)
شارع النبي دانيال (4)
شارع النبي دانيال (5)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة