تقول المقالة:
حدث فى أيام فاقتنا وبوهيميتنا أن كنا نشتغل فى مسرح الشانزليزيه بالفجالة كممثلين، وكانت الحاجة تحكم علينا ألا تقتصر مهنتنا على التمثيل وحده بل كان علينا كذلك ان نعد المناظر بأنفسنا فنحمل على أكتافنا الأخشاب والديكورات ونقوم بعملية الميكانيست وخدم المسرح، فإذا ما انتهى التمثيل اجتمعنا بصاحب المسرح لنتحاسب على إيراد الليلة، فيخصم أجره المسرح وإيجار الأثاث، وما تبقى من ذلك يوزعه علينا وعلى عزيز عيد وأمين صدقى والسيدة روزا اليوسف فباقى الممثلين والكومبارس.
عقد شفوى
وجئنا يوما إلى أحد أصحاب المسارح واتفقنا على العمل معه فرحب بنا الرجل وقال "عال قوى.. اتفقنا خلاص.. اتفضلوا تعالوا من بكرة اشتغلوا".. فنظر إليه نجيب الريحانى نظره شك وريبة وقال "ازاى هنشتغل من غير عقد" فقال الرجل "ما تخافوش احنا متفقين بعقد شفوى" فقال نجيب "يفتح الله يا أخينا دى آخر مره اشتغلنا بعقد شفوى.. قبضنا اجرتنا شفوى.. وكانت الأجرة يعلم بها الله"
طعام حقيقى
ولما فتح الله على نجيب فى جهاده الأول وكون لنفسه فرقة خاصة، حضر اليه ذات ليلة بعض الممثلين الكومبارس، وقالوا له يصح يا أستاذ أنك تجيب لنا أكل حقيقى فى منظر المطعم علشان ناكله مضبوط أمام المتفرجين" فقال لهم نجيب وكانت حالته المالية لا تسمح باستحضار طعام حقيقى "حاضر من عينى دى وعينى دى هقدم لكم أكل حقيقى فى منظر المطعم ولكن هقدم لكم سم حقيقى فى منظر الانتحار"
تيجى تصيده
وكان معنا فى يوم من الأيام خمسة جنيهات فقال نجيب أنا عايز أعمل الخمسة دول عشرة فى البلياردو فقلت بلاش جنون هتضيع الفلوس.