وقعت أحداث كثيرة فى سنة 245 هجرية ومن ذلك رحيل كل من ابن الراوندي المعروف المتهم بذندقته، وذو النون المصري المعروف بتصوفه، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير:
ابن الراوندي
الزنديق، وهو: أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين بن الراوندي، نسبة إلى قرية بلاد قاشان ثم نشأ ببغداد، كان بها يصف الكتب في الزندقة، وكانت لديه فضيلة، ولكنه استعملها فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة.
وقال عنه ابن خلكان إنه توفي في هذه السنة، وقد تلبس عليه ولم يحرجه بل مدحه فقال: هو: أبو الحسين أحمد بن إسحاق، الراوندي العالم المشهور، له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو مائة وأربعة عشر كتابا، منها: فضيحة المعتزلة، وكتاب التاج، وكتاب الزمردة، وكتاب القصب، وغير ذلك.
وله محاسن ومحاضرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها عنه أهل الكتاب.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين، برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل: ببغداد.
نقلت ذلك عن ابن خلكان بحروفه وهو غلط، وإنما أرخ ابن الجوزي وفاته في سنة ثمان وتسعين ومائتين، كما سيأتي له هناك ترجمة مطولة.
ذو النون المصري
ثوبان بن إبراهيم، وقيل: ابن الفيض بن إبراهيم، أبو الفيض المصري، أحد مشايخ المشهورين، وقد ترجمه ابن خلكان في الوفيات، وذكر شيئا من فضائله وأحواله، وأرخ وفاته في هذه السنة، وقيل: في التي بعدها، وقيل: في سنة ثمان وأربعين ومائتين، فالله اعلم.
وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن مالك، وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: كان أبوه نوبيا، وقيل: إنه كان من أهل أخميم، وكان حكيما فصيحا.
وقيل: وسئل عن سبب توبته، فذكر أنه رأى قبَّرة عمياء، نزلت من وكرها فانشقت لها الأرض عن سكرجتين من ذهب وفضة في إحداهما سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت من هذه، وشربت من هذه، وقد شكى عليه مرة إلى المتوكل فأحضره من مصر إلى العراق، فلما دخل عليه وعظه فأبكاه، فرده مكرما، فكان بعد ذلك إذا ذكر عند المتوكل يثني عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة