علا الشافعي تكتب: شريط طويل من الذكريات مع الزعيم.. عادل إمام مرادف البهجة.. ظاهرة فنية فريدة على مستوى العالم بتجارب مختلفة منها «شعبان تحت الصفر» و«المشبوه» و«الإرهاب والكباب»

الأربعاء، 17 مايو 2023 02:21 م
علا الشافعي تكتب: شريط طويل من الذكريات مع الزعيم.. عادل إمام مرادف البهجة.. ظاهرة فنية فريدة على مستوى العالم بتجارب مختلفة منها «شعبان تحت الصفر» و«المشبوه» و«الإرهاب والكباب» النجم عادل إمام والناقدة علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
«ده عادل إمام يا ابنى».. جملة نرددها مع كل «إفيه» كوميدى للنجم الشهير تفاعلنا وعشنا معه ونستدعيه فى مواقف بعينها، شخصيات ارتبطنا بها فى وجداننا سواء فى السينما أو المسرح أو الدراما، وترديد اسمه فقط صار مرادفا للبهجة، ويكفى أن تنطق باسمه لتستدعى شريطا طويلا من الذكريات ولمة العيلة، والانتظار على أحر من الجمر لمسرحية «مدرسة المشاغبين» التى كانت تعرض فى مواسم شم نسيم، والأعياد، وأيضا سهرات ليلة العيد ورأس السنة مع أحد أفلامه المهمة أو المبهجة، أو مسرحياته ومنها «شاهد ماشفش حاجة» التى كان يستمر عرضها لسنوات طويلة على مسرح الزعيم فى الهرم، وكان حدث كبير أن نشاهد واحدة منها بعد تنويهات كثيرة عن موعد العرض وتوقيته فى التليفزيون المصرى.
 
عادل إمام والناقدة علا الشافعى
 
المفارقة أن حالة الترقب والانتظار نعيش تفاصيلها كأنها للمرة الأولى مع كل عرض عمل فنى له، رغم أننا صرنا نحفظ عن ظهر قلب المشاهد التى تضحكنا، و«إفيهات» الزعيم، لأنه ببساطة عادل إمام صاحب الموهبة المتميزة والمشوار الملهم الملىء بالنقلات الفنية اللافتة التى تستحق أن تجرى عليها مئات الدراسات الفنية، فكيف لهذا الشاب الذى ظهر فى بدايته بمشهد مع الأستاذ فؤاد المهندس بمسرحية «أنا وهو وهى» 1964 أن يقلب الموازين بهذا الشكل.
 
عادل إمام ويسرا
 
حضور عادل إمام القوى جعل من المستحيل نسيان أدوار صغيرة متعددة فى أفلام ومسرحيات عدة، إذ يسجل تاريخه الفنى نحو 36 دورا مساعدا فى السينما، نتذكر منها: «عفريت مراتى»، «كرامة زوجتى»، «نصف ساعة جواز»، «مراتى مدير عام»، و6 مسرحيات بينها 4 مع فؤاد المهندس، منها: «حالة حب»، «أنا فين وإنتى فين»، و«أنا وهو وه»»، ولعل الجميع يتذكر جمله الشهيرة فيها «أنا الأستاذ دسوقى الوكيل بتاعه» و«بلد بتاعة شهادات صحيح»، تلك الجمل التى لا ينساها أحد بوصفها أول ما ربط عادل إمام بالجمهور حتى تربع على عرش الكوميديا المصرية والعربية، ونصبته الجماهير زعيما لها.
عادل إمام
 
استعراض مشوار عادل إمام، يؤكد أنه ظاهرة فنية فريدة على مستوى العالم فهو النجم العابر للأجيال، لم يتوقف عطاؤه الفنى على مدار سنوات طويلة بل امتد لـ60 عاما من الإبداع، إذ كان يدرك جيدا سبل صنع مشوار فنى متميز ملىء بالنقلات والتحولات، حيث بدأ تقديم الأفلام الكوميدية الخفيفة التى حققت له جماهيرية واسعة وشعبية اكتسح بها الكثير من نجوم جيله وصار «ألفة الجيل»، ومن هذه الأفلام «شعبان تحت الصفر»، «رجب فوق البركان»، «الهلفوت»، «عنتر شايل سيفه».
 
وحسب ظنى كان النجم الكبير يتوقف كثيرا ليسأل نفسه «ماذا بعد ؟ وما التجارب الجديدة التى سأضع قدمى بها، هل يجب أن تكون الإيرادات هى المعيار؟ نعم الإيرادات كانت مهمة للزعيم طوال مشواره، حيث ظل متربعا على عرشها لسنوات طويلة وممتدة، وهو ما جعله أيضا الأعلى قيمة وسعرا سواء فى التوزيع الداخلى أو الخارجى، ولكن ذكاءه أيضا كان يخبره بضرورة صنع مشوار متميز وهذا ما فعله حقا، فمع  حرصه على تقديم أعمال تجارية ممتعة تضمن له صدارة شباك التذاكر، شاهدنا له بين الحين والآخر تجارب فنية مهمة، منها «حتى لا يطير الدخان»، «النمر والأنثى»، «سلام يا صاحبى»، «المشبوه»، «حب فى الزنزانة»، و«كراكون فى الشارع».
عادل إمام وأحمد راتب 
 
تلك الحالة من الدأب والرغبة فى الاستمرار والتوهج كان عادل إمام بذكائه الشديد مدركا لها تماما، ومن يتأمل مشواره يدرك كيف كان إمام مدركا لنوعية ما يقدم من أعمال، والمخرجين والكتاب الذين يعمل معهم، وبنظرة سريعة سنجد أن عادل إمام عمل مع المخرج سيمون صالح، محمد عبدالعزيز، محمد شبل، حسين كمال، سمير سيف، رأفت الميهى، ومحمد خان، إضافة إلى أفلامه المهمة مع وحيد حامد وشريف عرفة ومنها «اللعب مع الكبار»، «طيور الظلام»، «الإرهاب والكباب»، «المنسى»، «النوم فى العسل»، و«عمارة يعقوبيان».
عادل إمام ويسرا
 
قدم «إمام» نحو 100 فيلم سينمائى، وتنوعت أدواره فيها بين مختلف أشكال الدراما، وإن غلب على معظمها الأداء الكوميدى الذى غلّف به أيضا أعمالا تحمل طابعا تراجيديا أو دراما ذات طابع سياسى مثل أفلام: «الغول»، «حتى لا يطير الدخان» «المنسى»، «الإرهاب والكباب»، «المشبوه»، و«الحرّيف».
كما قدم 5 مسرحيات شغلت مسرحه سنوات طويلة مثل: «شاهد ماشفش حاجة»، «الواد سيد الشغال»، «الزعيم»، و«بودى جارد»، بجانب 16 عملا تليفزيونيا، منها 8 مسلسلات منذ عام 2012 حتى 2020.
 
 
عادل إمام
 
كذلك بات يدرك متى يطل على جمهوره الواسع والممتد فى كل أنحاء بلدان الوطن العربى من خلال تجارب تليفزيونية مهمة ومحدودة منها «أحلام الفتى الطائر»، «دموع فى عيون وقحة»، وما تلاها من تجارب تليفزيونية قدمها مؤخرا ومنها «فرقة ناجى عطاالله»، «العراف»، «صاحب السعادة»، «أستاذ ورئيس قسم»، «مأمون وشركاه»، «عفاريت عدلى علام»، و«فلانتينو»، عندما أدرك أن المستقبل لعصر الدراما التليفزيونية، لذلك فاستمراره وإصراره على العمل بعيدا عن فكرة الحضور فقط يجعله دائما النجم أو «الأسطورة» المتربع على عرش الفن المصرى مهما تعاقبت وظهرت أجيال جديدة، فالزعيم صار ملكا للذاكرة السينمائية والمسرحية المصرية والعربية، وجزءا أصيلا منها يملك بريقه الخاص وسحره المتألق.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة