بترقب وشغف تابعت أنظار العالم اليوم فعاليات القمة العربية، والتى كانت عودة سوريا لمقعدها بعد تجميد عضويتها لمدة 12 عاما، العلامة الفارقة بها، حيث استحوذ حضور الرئيس بشار الأسد على اهتما المتابعين من كافة أنحاء العالم العربى بل والدول الأجنبية أيضا.
وحملت كلمة الرئيس الأسد اليوم كثيرا من التفاؤل بخطوة العودة للحضن العربة، والعمل تحت مظلة الجامعة العربية على حل أمات العرب ومشكلاتهم الداخلية.
فقد شدد الرئيس السورى بشار الأسد، فى كلمته أمام القمة العربية، على أهمية الفرصة المتاحة لترتيب البيت العربى من الداخل وبأيدٍ عربية، حيث قال " نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شئوننا دون تدخل خارجى، وأضاف: "أدعو لتطوير ومراجعة ميثاق الجامعة العربية ونظامها الداخلى لتتماشى مع متطلبات العصر.
وتابع خلال كلمته: على العالم العربى ترك القضايا الداخلية لشعوبنا وينبغى رفض التدخلات الأجنبية، مشيرا إلى أن الأمل يتزايد مع التقارب العربى العربى والانطلاق لمرحلة جديدة من العمل المشترك، مؤكدا أن العمل العربى المشترك بحاجة إلى أهداف مشتركة وسياسة موحدة ومبادئ واضحة.
بداية جديدة
وأكد بشار الأسد، أكد الرئيس السورى بشار الأسد، في كلمته أمام القمة العربية في دورتها الـ32، أن علينا البحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب.
أضاف الأسد، العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها.
واستكمل رئيس سوريا كلمته قائلا: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل.
كما أعرب عن أمنياته بأن تشكل القمة بداية مرحلة جديد للعمل العربي للتضامن فيما بيننا لتحقيق السلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار.
الأسد: نقف ضد التيار الظلامى
وعلى هامش القمة عقد الأسد عددا من اللقاءات الثنائية مع عدد من القادة العرب، حيث بحث مع الرئيس التونسي قيس سعيد على هامش مشاركته في القمة العربية، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ورحب الأسد خلال اللقاء بعودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سوريا وتونس، منوهاً بضرورة تعزيز هذه العلاقات ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي فقط، وإنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي، مشيراً إلى أنه أمام المسؤولين والسفراء في الدولتين الكثير من العمل من أجل وضع خطة مشتركة للتحرك على الساحة العربية والدولية أيضاً.
وأكد الرئيس الأسد، أن سوريا وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي، لأنهما تتشاركان في قضية هي قضية الفكر والوعي والانتماء، وهذا ما يتم استهدافه من قبل الخارج، معتبراً أن العرب أبناء أمة واحدة يجمعهم انتماء واحد الأمر الذي تفتقده الشعوب الأخرى.
من جهته، قال الرئيس التونسي خلال اللقاء، "أنتم أشقاؤنا وما يؤذيكم يؤذينا، فسوريا هي بلدنا وكان هناك الكثير من التونسيين الذين لجؤوا إلى سورية خلال فترة الاستعمار الفرنسي وكانت علاقات سورية دائماً ممتازة مع المغرب العربي".
وأعرب عن ارتياح تونس الكبير لما حققته سوريا في حربها ضد الإرهاب ومنع التدخل الخارجي، وقال: إن الهدف كان تقسيم سوريا إلى كيانات ولكن الشعب السوري لم يقبل أبداً أن يتم التدخل في شؤونه وأثبت أنه هو الوحيد الذي يحسم أمره.
ومن جهة أخرى، وعلى صعيد اللقاءات التي عقدت على هامش القمة ، جدد الرئيس التونسي قيس سعيد التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية، وأن الحق الفلسطيني لن يسقط بالتقادم.
جاء خلال لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد على هامش مشاركته بأعمال القمة العربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث بحثا علاقات التعاون القائمة بين البلدين، وأهمية تعزيز فرص وآليات التشاور والتنسيق الثنائي.