لا يتوقف آدم عن لعب كرة القدم في المنزل، ولا يستمع لنداءات والدته المتكررة بالتوقف، فالبيت ليس مكانًا مناسبًا لاستعراض مهاراته أو "الحرفنة" كما يُفضل تسميتها.
الحوار بين آدم والدته دائما ما يظل مستمرًا حتى تأتى لحظة النهاية المعتادة.. كرة طائشة تصيب فازة أو برواز معلق على الحائط.. وقتها يعلم الصغير أن موعد نومه قد حان وعليه الاستماع لتعليمات الأم بدون مناقشة.
تعمل الوالدة جاهدة لتنظيف الفوضى، ويراقبها آدم بنظرات خاطفة، وينتظر ما ستقوله عن سلوكه الخاطئ، ويتساءل هل ستُبلغ والده عن تصرفاته؟، حديثها يعني أن الهدايا المنتظرة التي وعده بها الأب فى خطر.
هدايا منتظرة
حصل آدم على أعلى الدرجات فى المدرسة، لذلك اعتبر تنفيذ وعد والده مجرد وقت لكن لعب الكرة في المنزل ربما يتسبب فى ضياع الفرصة.
قبل أن ينتهي آدم من شرب كوب اللبن الدافئ في سريره، كان والده قد حضر للمنزل بعد يوم عمل طويل، وفي يديه شنط وأكياس، نظر إليه آدم وإلى أمه التي ابتسمت له، ووجهت حديثها للصغير : "الآن موعد تناول كوب اللبن ثم النوم".. لم يخف آدم قلقه من ضياع الهدايا لكن النوم قد غلبه سريعًا بفضل كوب اللبن الدافئ.
في الصباح الباكر استيقظ آدم على صوت والدته، تطالبه بالنهوض حتى يصطحبه والده لتمرين كرة القدم الذى يحبه، وعلى عكس المعتاد لم يستيقظ آدم، سريعا كما يفعل عندما يسمع كلمة مران الكرة!
سألته والدته ما السبب في هذا الكسل؟.. تظاهر الصغير بالانشغال بتنظيم ألعابه من الأبطال الخارقين سوبر مان وسبايدر مان، وبات مان.. ولم يتحرك الصغير من مكانه إلا بعدما أخبره والده بوجود مفاجأة في انتظاره بعد تناول الإفطار!
الصغير استمع لرغبة والده وتناول الإفطار وكانت المكافأة سريعة، أخرج والده علبة هدايا مغلفة بشكل جميل، وفاجأة قفز آدم بحماسة شديدة، قائلاً : "طقم ليفربول والحذاء الرياضي الجديد".
لا أحب التمرين!
حماس آدم بالطقم والحذاء الجديد بدأ يقل تدريجيا وبدت علامات الحزن تظهر عليه على عكس المعتاد.. وفي الطريق إلى النادي سأله الأب : هل يوجد شيء يزعجك في التمرين؟
أجاب الصغير : أنا أحب لعب كرة القدم لكن لا أحب التمرين!.. المدرب طول الوقت يطالبنا بأشياء كثيرة لا أعرف فائدتها.. أنا أجيد اللعب.. ومهاراتي يتحدث عنها الجميع حتى في المدرسة أكون دائما اللاعب الذى يطلبه الجميع في فريقه.. ما فائدة التدريبات الكثيرة؟.. أنا لا أحب التمرين.. كررها آدم أكثر من مرة!.. كان الأب يستمع للصغير لكن لم يعلق.
الكابتن ماجد والكابتن صلاح
قبل الدخول إلى ملعب التمرين اصطحب الأب الصغير إلى ممر جديد تم بناؤه بجوار ملعب الناشئين، حوائطه كلها مزينة بصور النجم محمد صلاح لكن ليست بالطريقة المعتادة إنما مرسومة على طريقة الكابتن ماجد.
المشكلة أن هذا المسلسل الكرتوني حاول والد آدم مرارا أن يجعل نجله يشاهده وفي كل مرة كان الابن يبتكر حيلة للهروب من تلك اللحظات، ولم يدرك الأب ما السبب؟ هل يوجد شخص لا يحب الكابتن ماجد؟!
رأى الأب الانبهار في عيون الصغير، وانحني وهمس في أذنه : ما رأيك هل ما زلت لا تحب الكابتن ماجد؟.. أجاب الطفل.. هذا ليس "ماجد" الذى يحتاج إلى ثلاث حلقات لإحراز هدف، هذا صلاح الذى يسجل الأهداف في ثواني!
بدأ الأب في قراءة التعليقات المكتوبة تحت الصور لنجله تحت كل صورة، مثل : "البداية كانت هنا".. و"الكابتن ماجد يُمكن أن يكون حقيقة".. "ستتمكن من تحقيق حلمك يوما".. "الموهبة وحدها لا تكفي.. التمرين ثم التمرين والجهد والتعب يصنع الأبطال يا آدم".. ضحك الصغير، فقال له والده "أعتقد أنهم أغفلوا كتابة لا تلعب الكرة في المنزل يا آدم".. ابتسم الصغير وتوجه مع الأب إلى مكان التمرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة