من المعروف أن اليوم عبارة عن 24 ساعة والساعة عبارة عن 60 دقيقة، ولكن تختلف عدد أيام الشهور من شهر لآخر، فمثلا يوجد شهر يتكون من 30 يوم وأخر من 31 أو أقل، ولكن أعتقد أن شعورنا بطول الوقت أو قصره يختلف حسب شعورنا تجاهه، فإذا كنا مرتبطين بموعد محدد لإنهاء مهام معينة في العمل، نشعر حينها بالقلق والتوتر وبأن الأيام تمر سريعاً بدون سبب واضح، ولكننا لا نعلم أن سبب ذلك يعود لإنشغالنا في خوض سباق مع الوقت لإنهاء المهام المطلوبة مننا حتى لا نتعرض لأى عقوبات من رؤساءنا .
وكذلك هو حال الطالب المشغول الآن بمراجعة المواد الدراسية استعداداً لخوض ماراثون الإمتحانات والذى يشعر بأن الوقت يجرى مثل حصان جامح في سباق خيول بدون فارس، وأعتقد أن الشخص الذى يشعر بأن الوقت بطىء مثل السلحفاة فهو الشخص غير المرتبط بموعد معين لإنهاء مهام معينة، وينتظر بشوق ولهفة نهاية الشهر ليحصل على راتبه الشهرى ليفرط في إنفاقه دون أن يدخر منه جنيه واحد، ليعود مرة أخرى ويدور في دائرة الوقت وينتظر إنتهاء الشهر مرة أخرى.
فالحقيقة عزيزي القارىء، أن الشكاوى التي يرددها رواد مواقع التواصل الإجتماعى والمارة بالشارع من طول شهر مايو، ليست عيبا فى شهر مايو، ولكنها ناتجة عن شعورهم تجاه الوقت كما ذكرت في السابق، وأعتقد أن علاج الشعور بطول الوقت، يكمن في التفكير بإنجاز شيء مفيد، سواء بالتخطيط لمشروع جديد يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً ويتحول لسلسة من المشاريع مع مرور الوقت، أو تعلم العزف على ألة موسيقية تساعد على الشعور بالاسترخاء والهدوء ويمكن أن تتحول لمهنة إضافية، أو ممارسة رياضة معينة والنجاح فيها والإلتحاق بمسابقات والحصول على جوائز، وغيرها من الأشياء التي تستغرق الكثير من الوقت وتعود بالنفع عليك وبالتالى وقتها تشعر بأن الوقت قصير وتحتاج لوقت إضافى آخر، ولذلك حق علينا الاعتذار لشهر مايو، إحنا آسفين يا مايو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة