جاء ذلك خلال لقاء الوزير التونسي الثلاثاء مع جوي هود سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس والوفد المرافق له والذي تم خلاله استعراض أهم برامج التعاون في المجال الاجتماعي والاستثمار البشري من خلال الخدمة الاجتماعية المتكاملة والممولة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.


وأشار الزاهي إلى ضرورة القيام بمزيد من التنسيق المشترك في مجال الدعم الاجتماعي ضمن برنامج متكامل، مؤكدا استعداد بلاده للقيام بإصلاحات شاملة وفقا لمقاربة تحفظ حقوق الطبقة الفقيرة ومحدودة الدخل والحفاظ على العدالة الاجتماعية وفقا للتوجه الذي أقره الرئيس قيس سعيد.


واستعرض وزير الشؤون الاجتماعية التونسي أهم القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها كالزراعة والسياحة والمناجم، لا سيما وأن ثروات البلاد قادرة على تأمين النهوض الاقتصادي والاجتماعي وأن تونس الجديدة التي تمضي في طريق تحقيق إرادة الشعب تسعى إلى تجاوز الإرث الاقتصادي الثقيل نحو مقاربة جديدة تحفظ كرامة المواطن بتحقيق الدولة الاجتماعية الراعية التي تحمي الحريات.


وأوضح أن الوزارة تسعى إلى تحقيق استراتيجية شاملة للهجرة بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة وكل الأطراف الفاعلة لوضع حد للظاهرة وفق مقاربة إنسانية مع الحفاظ على السلم الاجتماعي في تونس، داعيا ضيفه إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لإيجاد حلول جذرية قوامها الاستثمار وخلق مواطن شغل بالبلدان الإفريقية التي يدفع شبابها حياتهم ثمنا للحلم بالظفر بفرصة عمل وعيش كريم.


من جانبه، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، موضحا أن تونس شريك فاعل للولايات المتحدة الأمريكية وتحتل مكانة مرموقة، معربا عن إعجابه ببرنامج "الأمان الاجتماعي" بتونس.


وأوضح أن تونس تحتوي على إمكانيات هائلة للاستثمار في كل المجالات ولها مكانة استراتيجية بين الدول وأن التفكير في خلق مصادر دعم تمويل اقتصادي جديدة مهم وناجع لتحقيق التوازنات المالية المرجوّة.


وأبدى استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم الدعم والعمل على إعادة النظر في شروط الموافقة على ملف تونس بصندوق النقد الدولي والابتعاد عن المقاربة التي تعتبر "الذوات البشرية مجرّد أرقام" بحسب ما أقره الرئيس قيس سعيّد، مؤكدا احترامه للرؤية التي تعوّل على المقدرات الذاتية لتونس وفق مشروع اقتصادي وطني مستقل يحترم الشركاء الدوليين.